تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كركنت]:

صفحة 118 - الجزء 3

  أَتوْهَا بِرِيحٍ حَاوَلَتْهُ فأَصْبَحَتْ ... تُكَفَّتُ قدْ حَلَّتْ وساغَ شَرابُهَا

  ويقال: كَفَتَه اللهُ، أَي قَبَضَه، وفي حديثِ النبيّ أَنه قال: اكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ، فإِنّ للشَّيْطَانِ خَطْفَةً» قال أَبو عُبيد: يعني ضُمُّوهم إِليكم، واحبِسُوهم في البيوت يريدُ عند انتشارِ الظَّلامِ، وفي الحديث «نُهِينَا أَنْ نَكْفِتَ الثِّيابَ في الصَّلاة» أَي نضُمَّهَا ونَجْمَعَهَا من الانتشارِ، يريدُ جمعَ الثَّوْبِ باليَدينِ عنْد الرُّكوعِ والسُّجود.

  وكَفَت الدّرْعَ بالسَّيْفِ يَكْفِتُها، وكَفَّتَهَا: عَلَّقها بِه فضَمَّهَا إِليه، قال زهير:

  خَدْبَاء يَكْفِتُهَا نِجادُ مُهَنَّدِ

  (⁣١) وكُلُّ شَيْءٍ ضَمَمْتَه إِليك فقد كَفَتَّه، قال زُهَيْر:

  ومُفَاضَةٍ كالنِّهْيِ تَنْسِجه الصَّبَا ... بيضاءَ كُفِّتَ فَضْلُهَا بِمُهَنَّدِ⁣(⁣٢)

  يَصِفُ دِرْعاً عَلّق لابِسُهَا بالسَّيْفِ فُضولَ أَسافِلِها، فضَمّها إِليه، وشَدَّده للمبالغةِ.

  وكَفَتَ الطائرُ وغيرُه يَكْفِتُ كَفْتاً وكِفَاتاً ككِتَابٍ وكَفِيتاً كأَمِيرٍ وَكَفَتَاناً محركة: أَسْرَعَ في الطَّيَرانِ.

  والكَفَتَانُ من العَدْوِ والطَّيَرَانِ، كالحَيَدَانِ في شِدَّةٍ.

  ويقالُ: كَفَتَ الطائرُ، إِذَا طَارَ وَتَقَبَّضَ فِيهِ.

  والكَفْتُ في عَدْوِ ذي الحافِرِ: سُرْعَةُ قَبْضِ اليدِ، قاله الأَزهريّ، وفي الصّحاحِ: الكَفْتُ: السَّوْقُ الشَّديدُ.

  ورَجُلٌ كَفْتٌ وكَفِيتٌ: سَرِيعٌ خَفِيفٌ دَقِيقٌ مثل كَمْشٍ وكَمِيشٍ، وفَرَسٌ كَفِيتٌ وقَبِيضٌ⁣(⁣٣).

  وعَدْوٌ كَفِيتٌ، أَي سريع، قال رُؤْبة:

  تَكَادُ أَيْدِيهَا تَهادَى في الزَّهَقْ⁣(⁣٤) ... من كَفْتِهَا شَدًّا كإِضرَامِ الحَرَقْ

  وفي التكملَة رجلٌ كَفِتٌ، لغةٌ في كَفْتٍ، كَكَمِشٍ وكَمْشِ، عن الكسائيّ.

  وفي اللسان: عَدْوٌ كَفِيتٌ وكِفَاتٌ: سريعُ، ومَرٌّ كَفِيتٌ وكِفَاتٌ: سريع، قال زُهير:

  مَرًّا كِفَاتاً إِذا ما المَاءُ أَسْهَلَها ... حتى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ⁣(⁣٥) تَبْتَرِكُ

  وكَافَتَهُ: سَابَقَه، والكَفِيتُ: الصّاحِبُ الذي يُكَافِتُكَ، أَي يُسَابِقُكَ.

  والكِفاتُ بالكَسْرِ: المَوْضِعُ الذي يُكْفَتُ فيهِ الشَّيْءُ، أَي يُضَمُّ ويُقْبَض ويُجْمَع، والأَرْضُ كِفَاتٌ لَنَا الأَحْيَاءِ والأَمْواتِ، وفي التنزيل العزيز {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً}⁣(⁣٦)، قال ابنُ سِيدَه: هذا قَولُ أَهْلِ اللُّغَة، قال: وعِنْدي أَنّ الكِفَاتَ هنا مَصْدَرٌ مِن كَفَتَ إِذا ضَمَّ وَقَبَضَ، وأَنَّ {أَحْياءً وَأَمْواتاً} مُنْتَصِبٌ بهِ، أَي ذاتَ كِفاتٍ للأَحْيَاءِ والأَمْوَاتِ، وكِفَاتُ الأَرْضِ: ظَهْرُها للأَحْيَاءِ وبَطْنُهَا للأَمْوَاتِ، ومنه قولهم للمَنَازِل: كِفَاتُ الأَحْيَاءِ، وللمَقَابرِ: كِفَاتُ الأَمْوَاتِ. وفي التهذيب⁣(⁣٧): يريد تَكْفِتُهُم أَحْيَاءً على ظَهْرِها في دُورِهم ومَنَازِلِهِم وَتَكْفِتُهُم أَمْوَاتاً في بَطْنِهَا، أَي تَحْفَظُهُم وتُحْرِزُهُم، ونَصَبَ أَحياءً وأَمواتاً بِوُقُوع الكِفَاتِ عليه كأَنَّكَ قلت: أَلَمْ نَجْعَل الأَرْضَ كِفَاتَ أَحْيَاءٍ وأَمواتٍ، فإِذَا نَوَّنْتَ نَصَبْتَ، وفي حديث الشَّعبيّ «أَنه كَانَ بِظَهْرِ الكُوفَةِ، فالْتَفَتَ إِلى بُيُوتِهَا، فقال: هذه كِفاتُ الأَحْيَاءِ، ثم التَفَتَ إِلى المَقْبُرةِ، فقالَ: وهذه⁣(⁣٨) كِفَاتُ الأَمْوَاتِ، يريد تأْوِيل قوله ø: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً}.

  واكْتَفَتَ المالَ: اسْتَوْعَبَه وضَمَّه إِلَيْه أَجْمَعَ.

  والكَفَّاتُ ككَتَّانٍ: الأَسَدُ، وذا⁣(⁣٩) من التكملة.

  والكَفْتُ⁣(⁣١٠): القِدْرُ الصَّغِيرَةُ، ويُكْسَر، الفتحُ روايةُ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله خدباء أي درعا واسعة أو لينة كما في القاموس.

(٢) كفت في اللسان، والصحاح بنيت للمجهول، وفي التهذيب: كفّت فضلّها.

(٣) عن التهذيب واللسان، وفي الأصل «قنيص».

(٤) الزهق عن التهذيب واللسان، وبالأصل «الرهق» وفي اللسان: «تهاوى» وفي الديوان: أيديهن تهوى.

(٥) عن اللسان، وبالأصل «بالماء».

(٦) سورة المرسلات الآيتان ٢٥ - ٢٦.

(٧) هذا قول الفراء نقله صاحب التهذيب (كفت).

(٨) عن النهاية، وبالأصل «هذه».

(٩) والقول الذي قبله أيضا من التكملة.

(١٠) في القاموس: والكفت بالفتح القدر.