تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كنبت]:

صفحة 122 - الجزء 3

  وكُمْتاً مُدَمّاةً كَأَنَّ مُتُونَها ... جَرَى فَوْقَهَا واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ

  وتقول: أَكْمتَ الفَرَسُ إِكْمَاتاً، واكْمَتَّ اكْمِتَاتاً واكْمَاتَّ اكْمِيتَاتاً، مثله: صار لونُه الكُمتةَ.

  * ومما يستدرك عليه:

  قال أَبو منصور: تَمْرَةٌ كُمَيْتٌ في لونِها، وهي من أَصْلَبِ التَّمَراتِ⁣(⁣١) لِحَاءً، وأَطْيَبِهَا مَمْضَغاً⁣(⁣٢)، قال الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ:

  وكُنْتُ إِذا ما قُرِّبَ الزَّادُ مُولَعاً ... بكُلّ كُمَيْتٍ جلْدَةٍ لَمْ تُوَسَّفِ⁣(⁣٣)

  وهو مجاز، قال ابنُ سيده: وقد يُوصَفُ بِه المَوَاتُ، قال ابنُ مُقْبِل:

  يَظَلَّانِ النَّهَارَ بِرَأْسِ قُفٍّ ... كُمَيْتِ اللَّوْنِ ذِي فَلَكٍ رَفِيعِ

  قال: واستَعْمَله أَبو حَنِيفَةَ في التِّينِ، فقال - في صفةِ بعضِ التِّين - هو أَكْبَرُ تِينٍ رآهُ النّاسُ، أَحْمَرُ كُمَيْتٌ، والجَمْعُ كُمْتٌ.

  وعن ابنِ الأَعرابِيّ: الكُمَيْتُ: الطَّوِيلُ التَّامُّ من الشُّهُورِ والأَعْوامِ.

  وفي الأَساس: ومن المَجَاز: كَمِّتْ ثَوْبَكَ، أَي اصْبُغْهُ بلوْنِ التَّمْر، وهو حُمْرَةٌ في سَوادٍ.

  ووجدت في هامش الصّحاح ما نصُّه: أَصْلُ الكُمَيْت أَعْجَمِيّ فَعُرّبَ.

  [كنبت]: * كنبت، أَهمله المصنّف كالجوهريّ والصاغانيّ وغيرهما، وذكره ابنُ مَنْظُور⁣(⁣٤) عن ابن دُرَيْد: رَجُلٌ كُنْبُتٌ وكُنَابِتٌ: مُنْقَبِضٌ بَخِيلٌ.

  قالَ: وَتَكَنْبَتَ الرَّجلُ، إِذا تَقَبَّضَ.

  ورجُلٌ كُنْتُبٌ، وهو الصُّلْبُ الشَّديدُ.

  قلت: ويجوز أَنْ تكونَ النونُ زائدةً فمَحلُّه ك ب ت، ثم رأَيت في التكملةِ هذه المادةَ بعينها ذكرَها في كنبث بالمثلثة، فالصَّوابِ هذا، وسيأْتي بيانه في محلّه، وأَمّا قوله: ورَجُلٌ كُنْبُتٌ وهو الصُّلْبُ الشّديد، فهو الكُنْثُبُ بالمثلثة بين النون والباءِ، وقد تَقَدَّم.

  وكنبايت: مدينة عظيمة بالسّواحلِ الهِنْديّة.

  [كنت]⁣(⁣٥): كَنَتَ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ وابنُ مَنْظُورٍ، واستدركَهُ الصَّاغانيّ في التكملة، فقال: قال ابن الأَعْرَابيّ: يقال: كَنَتَ فلانٌ في خَلْقِهِ، وكَانَ في خَلْقِهِ⁣(⁣٦)، أَي قَوِيَ فهو كُنْتِيٌّ وكانِيٌّ.

  وقال ابنُ بُزُرْجَ الكُنْتِيُّ، ككُرْسِيٍّ: القوِيُّ الشَّديدُ وأَنشد:

  وقد كُنْتُ كُنْتِيّاً فأَصْبَحْتُ عَاجِناً ... وشَرُّ رِجَالِ النّاس كُنْتُ وعَاجِنُ

  وروى غيرُه:

  فأَصْبَحْتُ كُنْتِيّاً وأَصْبَحْتُ عاجِناً ... وشَرُّ خِصالِ المَرْءِ كُنْتُ وعاجِنُ

  يقول: إِذا قام اعْتَجَنَ أَي عَمَدَ على كُرْسُوعِهِ، قال شيخُنَا: هو من المَنْحُوتِ، لأَنَّهُ بُنِيَ مِن كانَ الماضي مُسْنَداً لِضمِيرِ المُتَكَلِّمِ، لأَنّ الكبيرَ يحْكِي عن زَمانِه بكُنْتُ كذا، وكُنْتُ كذا.

  وقال أَبو زيد: الكُنْتِيُّ: الكَبيرُ، بالمُوحَّدة، وفي بعض النسخ بالمُثَلَّثَةِ، والأَوّل الصوابُ، وأَنشد:

  إِذا ما كُنْتَ مُلْتَمِساً لِرِزْقٍ ... فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبيرِ

  كالكُنْتُنِيِّ بضمّ الكاف والمثنّاة ويُنشَد:


(١) التهذيب واللسان: التُّمران.

(٢) التهذيب: ممضغة.

(٣) لم توسف: لم تقشر.

(٤) بهامش اللسان: قوله كنبت أثبتها بالتاء المثناة من فوق، ولا أصل لها بل هي بالمثلثة في رباعي المحكم والمجد والتكملة (وسيشير بعد أسطر إلى ما ذكر في التكملة) والتهذيب. ك ن ت.

(٥) وردت في اللسان في مادة كون، وأشير فيه بهامش مادة كنبت إلى ذلك.

(٦) ضبط التكملة «خلقه» ضبط قلم.