تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لوت]:

صفحة 128 - الجزء 3

  أَو هي مَرقَةٌ تُشْبِهُ الحَيْسَ، وقيل: اللَّفْتُ كالفَتْلِ، وبه سُمِّيَت العَصِيدَةُ لَفِيتَةً، لأَنّها تُلْفَتُ أَي تُفْتَلُ وتُلْوَى.

  وهو يَلْفِتُ الكَلامَ لَفْتاً، أَي يُرْسِلُه ولا يُبالِي كيفَ جاءَ المعنَى.

  ويُقال: يَلْفِتُ الرّاعِي المَاشِيَةَ لَفْتاً، أَيْ يَضْرِبُها ولا يُبالِي أَيّها أَصَابَ، ومنه قولهم: هو لُفَتَةٌ، كهُمَزَةٍ، أَي كَثِيرُ اللَّفْتِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  المُتَلَفَّتَةُ: أَعْلَى عِظامِ العاتِق مما يَلي الرأْسَ، كذا في لسان العرب⁣(⁣١).

  [لوت]: لاتَ، أَهمله الجوهريّ، وقال غيرُه: لاتَ الرَّجُلُ لَوْتاً، إِذا أَخْبَرَ بالشَّيءِ على غيرِ وَجْهِه.

  وقيل: هو أَن يُعَمِّي عليه الخَبَرَ فيُخْبِرَه بغيرِ ما يُسْأَلُ عَنْه.

  قال الأَصمعيّ: إِذا عَمَّى عليه الخبرَ قيل: قَدْ لاتَه يَلِيتُه لَيْتاً، فجعَله يائِيّا، ومثله في اللسان⁣(⁣٢)، ودليل ذلك أَيضاً ما نَقَله ابنُ منظور، وقيل للأَسَدِيَّةِ: ما المُدَاخَلَةُ؟⁣(⁣٣) فقالت: أَن يَلِيتَ الإِنْسانَ شَيْئاً قد عمِلَه، أَي يَكْتُمَه ويَأْتِيَ بخَبَر⁣(⁣٤) سِواهُ. فانظرْ ذلك مع سياق المصنّف.

  ولَاتَ الخَبَرَ: كَتَمَهُ وأَتى بخَبَر سواه، قاله خَالِدُ بنُ جُنْبَة.

  ولَوَاتَةُ، بالفتح، وفي بعض النسخ: كسحَابَة: ع، بالأَنْدَلُس أَو بَلدةٌ بها، بل في العُدْوَةِ.

  وقَبِيلَةٌ بالبَرْبَرِ، سُمِّيَت تلك البلدةُ أَو المَوْضعُ بمَن نَزلَها من هذه القبيلةِ، وقد نُسب إِليها جماعة من المُحَدِّثِين وغيرهم.

  [لهت]: * ومما يستدرك عليه:

  لَاهُوت، يقال: لله، كما يُقَال: نَاسُوت للإِنسان، استدركه شيخنا بناءً على ادّعاءِ بعضِهم أَصالَةَ التاءِ، وفيه نَظرٌ.

  [ليت]: لَيْتَ، بفتح اللام: كلمةُ تَمَنٍّ أَي حرفٌ دَالٌّ على التَّمَنِّي، وهو طَلَبُ ما لا طَمَعَ فيه، أَو ما فيه عُسْرٌ، تقول: لَيْتَنِي فعلتُ كذا وكذا، وهي من الحُروفِ النّاصبة تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخَبَرَ مثل كأَنَّ وأَخواتِها، لأَنّها شابَهت الأَفْعالَ بقُوّةِ أَلفاظِها، واتصالِ أَكْثَرِ المُضْمَرات بها، وبمعانيها، تقولُ: ليتَ زيْداً ذاهبٌ، وأَما قول الشاعر:

  يا لَيتَ أَيّامَ الصِّبَا رَواجِعَا⁣(⁣٥)

  فإِنما أَراد يا ليتَ أَيامَ الصّبا لَنا رَواجِعَ، نصَبَه على الحالِ، كذا في الصّحاح.

  ووجَدْتُ في الحاشيةِ ما نصّه: رواجعا نُصِب على إِضْمارَ فعْلٍ، كأَنه قال: أَقْبَلَتْ، أَو عَادَتْ، أَو ما يليق بالمعنى، كذا قال سيبويه، تَتَعَلَّقُ بالمُسْتَحِيلِ غالباً، وبالمُمْكِن قَليلاً وهو نصّ الشيخ ابنِ هِشامٍ في المُغْني، ومثَّلَه بقول الشاعر:

  فيا ليتَ الشَّبابَ يَعُودُ يَوْماً ... فَأُخْبِرَهُ بما فَعَلَ المَشِيبُ

  وقد نظر فيه الشيخ بهاءُ الدّين السُّبْكِيّ في «عروس الأَفْراحِ»، ومنع أَن يكون هذا من المُسْتَحِيل. نقلَه شيخنا.

  وقد حَكى النَّحْوِيُّون عن بعضِ العَربِ أَنها تُنَزَّلُ مَنْزلَةَ وَجَدْتُ⁣(⁣٦) فيعدِّيها إِلى مفعولين، ويُجْرِيها مُجْرَى الأَفعال فيُقالُ: ليتَ زَيْداً شاخِصاً فيكون البيت على هذه اللغة، كذا في الصحاح.

  قال شيخنا: وهذه لغةٌ مشهورة حكاها الفَرّاءُ وأَصحابه عن العرب، ونقلها الشيخُ ابنُ مالكٍ في مُصَنَّفاتِه، واستدلوا بشواهد حَمَلَها بقيُّةُ البَصْرِيِّين على التأْويل.

  ويُقال: لَيْتِي ولَيْتَنِي، كما قالوا: لَعَلَّنِي ولَعَلِّي وإِنّي


(١) بعدها في اللسان مادة «لكت» وفيه: اللَّكَت: تشقق في مشفر البعير.

(٢) وذلك في مادة «ليت».

(٣) عن اللسان (ليت) وبالأصل «ما المداحلة».

(٤) في اللسان: «تليت ... تكتمه وتأتي بخبر سواه».

(٥) الرجز للعجاج، وقبله:

إِذ كنت في وادي العقيق راتعا

(٦) الصحاح: أن بعض العرب يسعملها بمنزلة: وجدت.