تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثطأ]:

صفحة 122 - الجزء 1

  والقصيرُ وسقطت الواو في بعض النسخ، وفي أُخرى زيادَةُ: مِنَ الرجالِ والنساءِ.

  [ثطأ]: ثَطَأَهُ كَجَعَله: وَطِئَه وقال أَبو عمرو: ثَطَأْتُهُ بِيدِي ورِجلي حتّى ما يَتَحرَّكُ، أَي وَطِئْتُه والثُّطْأَةُ بالضَّمِّ والفَتْح مع سكون الطاء دُوَيْبَّة لم يَحْكِها غيرُ صاحب العَين، قال: عن أَبي عمروٍ، وهي العَنكبوت وَثَطِئَ كَفَرِح ثَطَأً حَمُقَ⁣(⁣١) كثَطِئَ ثَطأً، كذا في العباب، وهذه الترجمة بالحُمرة في غالب النسخ التي بأَيدينا، مع أَنها مَذكورة في الصحاح. قال الجوهري: ثَطِئه، بالكسر: رَمَى به الأَرض وسلحه، ولعلها سقطت من نُسخة المصنف.

  [ثفأ]: الثُّفَّاءُ، كقُرَّاء ومِثله في الصحاح والعُباب، وجزم الفَيُّوميُّ في المصباح أَنه بالتخفيف، كغراب: الخَرْدَلُ المُعَالَج بالصِّباغ أَو الحُرْفُ، وهي لغة أَهل الغَوْرِ، وهو حَبُّ الرَّشادِ بلغة أَهل العراقِ وَاحِدَتُه بِهَاءٍ، ومنه الحديث: «مَاذَا فِي الأَمَرَّيْنِ مِنَ الشِّفَاء: الصَّبِرُ والثُّفَّاء» قال ابن سيده: وهَمزته يُحتَمل⁣(⁣٢) أَن تَكون وضعاً وأَن تَكون مُبدَلةً من ياء أَو واو، وفي العباب: ذكر بعض أَهل اللغة الثفاء في باب الهمزِ، وعندي أَنه معتلُّ اللامِ، وسُمِّيَ بِذلك لما يَتْبع مَذاقه من لَذْعِ اللِّسان لِحَدَّته، من قولهم: ثَفَاه يَثفوه ويَثْفِيه إِذا اتَّبعه، وتسميتهم إِياه بالحُرْفِ لِحَرافته، ومنه بَصَلٌ حِرِّيف، وهمزته مُنقلبة عن واوٍ أَو ياءٍ، على مُقتَضى اللغتين.

  وَثَفَأ القِدْرَ، كَمَنع: كَسَرَ غَليَانَها أَي فَورَانها.

  [ثمأ] ثَمَأَهُمْ كجَعَل: أَطْعَمَهم الدَّسَمَ وثَمَأَ رَأْسَه بالحجر والعَصا ثَمْأً: شَدَخُه فَانْثَمَأَ وكذلك الثمَر⁣(⁣٣) والشجَر.

  وثَمَأَ الخُبْزَ ثَمْأً: ثَرَدَه.

  وثَمَأَ⁣(⁣٤) الكَمْأَةَ ثَمْأً: طَرَحَها في السَّمْنِ.

  وثَمَأَ لِحْيَتَه بالحِنَّاءِ ثَمْأً: صَبَغَ⁣(⁣٥).

  وثَمَأَ في بَطنِه: رَمَاه واستفرغه.

  وكذلك ثَمَأَ أَنْفَه: كَسَره فسَال دَماً.

  ثوأ: ثَاءَة ع بِبلادِ هُذَيْلٍ كذا في العُباب والمَراصد.

  وَأَثأْتُه بِسَهْم. رَمَيْتُه ويقال: أَثَيْتُه، ونُقِل ذلك عن الأَصمعيِّ، وهو حَرْفٌ غريب، وذُكِر في أَثأَ، وتقدَّمت الإِشارةُ إِليه.

فصل الجيم مع الهمزة

  [جأجأ] الجَأْجَاءُ، بالمدِّ: الهَزيمة عن أَبي عمرٍو.

  وجُؤْجُؤُ الإِنسانِ والطائرِ والسفينة كَهُدْهُدٍ: الصَّدْرُ، وفي حَديث الحسن: «خلِق جُؤْجُؤُ آدَم # من كَثِيبِ ضَرِيَّة»، وهي بِئُر بالحِجاز نُسِبَ إِليها الحِمَى. وفي حديث عليٍّ كرَّم الله وجْهه: «فكأَني أَنظُر إِلى مَسجِدها كَجُؤْجُؤ سَفينة أَو نعامةٍ جاثمةٍ أَو كجُؤْجُؤِ طائرٍ في لُجَّةِ بَحْرٍ» وقيل: هو عَظْمُ الصَّدْرِ وقيل: وَسطُه، وقيل: مُجْتَمَعُ رُؤُوسِ عِظام الصَّدرِ، كما في النّهاية والمحكم ج الجَآجِئ، قال بعض العرب: ما أَطْيَبَ جَوَذابَ⁣(⁣٦) الأَرُزّ بِجَآجِئ الإِوَزّ. وقولهم: شَقَّت السَّفينةُ الماءَ بِجُؤْجُئِهَا، من المجاز.

  وفي العُباب: جُؤْجُؤَة بالبَحْرَيْنِ.

  قال الأُمويّ: جَأْجَأَ بالإِبِلِ إِذا دَعَاهَا للشُّرْبِ بِجِئْ جِئْ وجَأْجَأَها كذلك، وجَأَجأَ بالحمار، حَكاه ثَعلَبٌ، والاسمُ منه الجِيءُ بالكسَر مِثالُ الجِيعِ، والأَصل جِئْئٌ فَلُيِّنَت الهمزةُ الأُولى⁣(⁣٧)، وأَنشد الأُمويُّ لمُعاذ الهَرَّاء:

  وَمَا كَانَ عَلَى الهِيءِ ... ولا الجِيءِ امْتِدَاحِيكَا

  وَلكِنِّي عَلَى الحُبِّ ... وَطِيبِ النَّفْسِ آتِيكَا

  وفي اللسان: جِئْ جِئْ: أَمْرٌ للإِبل بِوُرود الماءِ وهي على الحَوْض. وجُؤْجُؤْ: أَمرٌ لها بورود الماء وهي بعيدةٌ منه، وقيل: جَأْ، بالفتح: زجرٌ، مثل شَأْ، ذكره أَبو منصور، وقد يستعمل أَيضاً جِئْ جِئْ للدُّعاء إِلى الطعام والشراب.


(١) أصل القاموس: «وكفرح حمق والثطأة بالضم ...».

(٢) اللسان: تحتمل.

(٣) اللسان: التمر.

(٤) المجمل: ثَمَّأْتُ.

(٥) المجمل: صبغها.

(٦) اللسان: «جواذب» وبهامش التاج المطبوع: الجوذاب طعام يتخذ من سكر ورز ولحم كما يأتي في ج ذ ب.

(٧) اللسان: قلبت الهمزةُ الأولى ياءً.