تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رغث]:

صفحة 216 - الجزء 3

  والرَّعْثَة بفتح فسكون كما قبله التَّلْتَلَةُ - هكذا في سائِر أُمَّهاتِ اللُّغَة، كالتَّهْذِيب، والمُحْكَم واللّسان فلا عبْرَةَ بقَوْل شيخنا: فيه إِغرابٌ - تُتَّخَذُ من جُفِّ الطَّلْعَةِ يُشْرَبُ بِها.

  وتَرَعَّثَتِ المَرْأَةُ أَي تَقَرَّطَتْ.

  وصَبِيٌّ مُرَعَّثٌ: مُقَرَّطٌ، قال رؤبةُ:

  رَقْراقَةٌ كالرَّشَإِ المُرَعَّثِ

  كارْتَعَثَتْ: إِذا تَحَلَّتْ بالرِّعاثِ، وهذا عن ابن جِنِّي، وفي الحديث «قالت أُمُّ زَيْنَبَ بنتُ نُبَيْطٍ: كنتُ أَنا وأُخْتَايَ في حَجْرِ رَسُولِ الله، ، فكانَ يُحَلِّينَا رِعَاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلُؤٍ».

  وعن ابن الأَعْرَابِيّ: الرَّعْثَةُ في أَسْفَلِ الأُذُنِ، والشَّنْفُ في أَعْلَى الأُذُنِ، والرَّعْثَةُ: دُرَّةٌ تُعَلَّقُ في القُرْطِ.

  ومن المجاز: الرَّعَثُ - محرَّكة ويسكّن -: ابْيِضَاضُ أَطْرَافِ زَنَمَتَيِ العَنْزِ والشَّاةِ، وهُمَا تحت الأُذُنَيْنِ.

  وقد رَعِثَتْ، كفَرِحَ رَعَثاً ورَعَثَتْ، مثل مَنَعَ رَعْثاً، وشاةٌ رَعْثَاءُ: لهَا تَحْتَ أُذُنَيْهَا زَنَمَتانِ.

  ومن المجاز: الرَّعَثُ: العِهْنُ عامَّةً، واحدُه رَعَثَةٌ، وقيل: هو العِهْنُ يُعَلَّقُ مِنَ الهَوْدَجِ ونحوه؛ زِينَةً لها، كالذَّبَاذِبِ.

  وقيل: هو كُلُّ مُعَلَّقٍ رَعَثٌ ورَعَثَةٌ كالرُّعْثَةِ، بالضّمّ، عن كُراع، وخصَّ بعضُهم به القُرْطَ والقِلادَةَ ونحوهما.

  قال الأَزهريّ: وكلُّ مِعْلاقٍ كالقُرْطِ ونحوه يُعَلَّقُ من أُذُن، أَو قِلادة، فهو رِعَاثٌ، والجمع رَعْثٌ ورِعَاثٌ ورُعُثٌ، الأَخِيرَةُ جمعُ الجَمْعِ.

  والرَّاعُوثَةُ: حَجَرٌ في أَعْلَى البِئرِ يقُومُ عَلَيْهِ المُسْتَقِي، وفي بعض مُصَنَّفَاتِ الغَرِيبِ: حَجَرٌ يُتْرَكُ⁣(⁣١) في أَسْفَلِ البِئرِ إِذا حُفِرَتْ، يَجْلِسُ عَلَيْهِ من يريدُ تَنْقِيَتَهَا، وهو الرَّاعُوفَةُ، بالفَاءِ، حُكِيَ ذلك عن بعضهم كالأُرْعُوثَةِ بالضّمّ، مثل الأُرْعُوفَةِ، وفي حديث سِحْر النّبيّ، «ودُفِنَ تَحْتَ رَاعُوثَة البِئرِ» قال ابنُ الأَثِيرِ: هكذا جاءَ في روايةٍ، والمشهورُ بالفَاءِ، وهي هي، وسيُذْكَر في موضعه.

  ومن المجاز: الرَّعْثَاءُ: عِنَبٌ له حَبٌّ طِوالٌ، على التّشْبِيهِ بالزَّنَمَتَيْنِ.

  و: شَاةٌ تحتَ أُذُنَيْهَا زَنَمَتانِ، وقد تَقَدَّمَ.

  وَرَعَثَتْهُ الحَيَّةُ، كمَنَعَه: قَرَمَتَهُ ونَالَتْ مِنْه قَليلاً، نقلَه الصاغَانيّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  المُرَعَّثُ، كمُعَظَّمٍ: لَقَبُ بَشَّارِ بنِ بُرْدٍ، سُمّيَ بذلك لِرِعاثٍ كانت [له]⁣(⁣٢) في صِغَرِه في أُذُنِه.

  وتَفَتَّحَ رَعْثُ الرُّمّانِ: زَهْرُه، وهو جُلَّنَارُه، وهو مجاز.

  والرَّعُوثُ: كُلّ مُرْضِعَةٍ، كالمُرْعِثِ، كذا في الأَسَاس⁣(⁣٣). قلت: ولعَلّه لُغَةٌ في الغَيْن، كما سيأْتي، أَو هو تَصْحِيفٌ.

  [رغث]: الرَّغُوثُ كصَبُورٍ: كُلُّ مُرْضِعَةٍ قال طَرَفَةُ:

  فَلَيْتَ لَنَا مَكَانَ المَلْكِ عَمْروٍ ... رَغُوثاً حَولَ قُبَّتِنَا تَخُورُ

  وفي حَدِيثِ الصَّدَقة «أَن لا يُؤْخَذَ فِيهَا الرُّبَّى والمَاخِضُ والرَّغُوثُ» أَي التي تُرْضِع. وشاةٌ رَغُوثٌ وَرَغُوثَةٌ: مُرْضِعٌ، وهي من الضَّأْنِ خاصَّةً، واستعملَها بعضُهُم في الإِبل فقال:

  أَصْدَرَهَا عن طَثْرَةِ الدَّآتِ ... صاحِبُ لَيْلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ

  يَجْمَعُ للرِّعاءِ في ثَلاثِ ... طُولَ الصَّوَا وقِلَّةَ الإِرْغاثِ

  وقيل: الرَّغُوثُ من الشّاءِ: التي قَدْ وَلَدَتْ فقطْ، وقوله:

  حَتَّى يُرَى في يابِس الثَّرْياءِ حُثّ ... يَعْجِزُ عن رِيِّ الطُّلَيِّ المُرْتَغِثْ

  يجوزُ أَن يريدَ تَصغيرَ الطَّلَا الذي هو وَلَدُ الشَّاةِ، أَو الّذي هو وَلَدُ النَّاقَةِ، أَو غير ذلك من أَنْوَاعِ البَهَائِم.

  وبِرْذَوْنَةٌ رَغُوثٌ: لا تَكادُ تَرْفَعُ رَأْسهَا من المِعْلَفِ، وفي


(١) في التكملة: صخرة تترك.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله والرعوث الخ ليس ذلك في نسخة الأساس التي بيدي ولعل ذلك وقع في نسخته» ولم يرد في الأساس المطبوع.