تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شثث]:

صفحة 223 - الجزء 3

  وشُبَيْثٌ كزُبَيْرٍ: جُبَيْلٌ بحَلَبَ يُذْكر مع الأَحَصِّ.

  قال ياقوت: أَمّا الأَحَصُّ، فكُورَةٌ مشهورةٌ، ذات قُرًى ومَزَارِعَ، قصَبَتُهَا خُنَاصِرَةُ، وقد خَرِبَت الآن، وأَمّا شُبَيْثٌ: فجَبَلٌ⁣(⁣١) في هذه الكُورَة أَسودُ في رأْسِهِ فَضَاءٌ، فيه أَربعُ قُرًى، خَرِبتْ جميعُها، ومن هذا الجَبَلِ يَقطعُ جميعُ أَهلِ حَلَبَ حِجَارَة رُحِيَّهُم، وهي سُودٌ خَشِنَةٌ، قال ياقوت: وهذا من ترادُفِ الاسْمَيْنِ بمكَانينِ بالشّامِ، ومكانَيْنِ بِنَجْدٍ من غير قَصْد، فهو عَجِيبٌ، ويجُوزُ أَن تكونَ رَبِيعَةُ فَارقَتْ مَنَازِلهَا، وقَدِمَت الشَّأْمَ، فأَقَامُوا به⁣(⁣٢) وسَمَّوْا هذِهِ بتِلْك.

  وشُبَيْثٌ: ماءٌ معروف، وَرَدَ ذِكْرُه في الحديث، وفي المعجم: موضعٌ بنَجْدٍ يُذْكَر مع الأَحَصَّ، كانت بهما منازلُ بني رَبِيعَة، ثم منازلُ بني بكْرِ بن وائلٍ. وتَغَلِبَ، ومنه المَثَلُ «تَجَاوَزْتَ بالماءِ الأَحصَّ وبَطْنَ شُبَيْثٍ» وقال النابغةُ الجعْدِيّ:

  فقالَ تَجَاوَزْتَ الأَحَصَّ وماءَهُ ... وبَطْنَ شُبَيْثٍ وهو ذو مُتَرَسَّمِ

  وشُبَيْثُ بنُ الحَكَمِ بنِ مِينَا، فَرْدٌ، هكذا نقلَه الحافظ، وسبق للمصنّف في الموحدة أَيضاً، وهو خَطَأٌ.

  ودارَةُ شُبَيْثٍ لبني الأَضْبَطِ ببطنِ الجَرِيبِ.

  وعُمَرُ بنُ هِلالِ بنِ بِطَاحَ الشُّبَيْثِيُّ، مُحَدِّثٌ سمِع عبدَ الحَقِّ اليُوسُفيّ.

  وشَبَابِيثُ النّارِ: كَلالِيبُهَا، واحدُهُ شَبُّوثٌ كتَنُّورٍ وشُبَّاثٌ كرُمّانٍ⁣(⁣٣).

  وشُبَيْثَةُ كجُهَيْنَةَ: ة، نقله الصاغانيّ.

  وشُبَاثٌ كغُرَابٍ: ابنُ حُدَيْجٍ بالحاءِ المهملة وآخِره جِيمٌ مُصَغّراً، ابن سَلَامَةَ البَلَوِيّ صحابيٌّ، وُلِدَ لَيْلَةَ العَقَبَةِ الأُولى.

  قلت: وأَبُوه أَبُو شُبَاثٍ: صَحَابِيّ عَقَبِيّ، وأُمّه أُمُّ شُبَاثٍ، لها صُحْبَةٌ أَيضاً.

  [شثث]: الشَّثُّ: الكثيرُ من كُلِّ شَيْءٍ.

  وضَرْبٌ من الشّجر، قال ابنُ سِيده: كذا حكاه ابنُ دُرَيْد وأَنشد:

  بوادٍ يَمَانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُه ... وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهَانِ

  وفي الصّحاح: الشَّثُّ نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ مُرُّ الطَّعمِ يُدْبَغُ بِه. قال أَبو الدُّقَيْشِ: ويَنْبُتُ في جِبال الغَوْرِ وتِهَامَةَ ونَجْدٍ.

  قال الشّاعرُ يَصفُ طَبَقَاتِ النساءِ:

  فمِنْهُنّ مِثْلُ الشَّثِّ يُعْجِبْكَ رِيحُه ... وفي غَيْبِه سُوءُ المَذَاقَةِ والطَّعْمِ

  وقال الأَصْمَعِيّ: الشَّثُّ من شَجَرِ الجِبَال، قال تَأَبَّطَ شَرّاً.

  كأَنَّمَا حَصْحَصُوا حُصّاً قَوَادِمُه ... أَو أُمَّ خِشْفٍ بذِي شَثٍّ وطُبَّاقِ⁣(⁣٤)

  قال الأَصمعيّ: هُما نَبْتانِ.

  وفي الحديث: «أَنّهُ مَرَّ بشاةٍ مَيتَةٍ، فقال - عن جِلْدها -: أَلَيْسَ في الشَّثِّ والقَرَظِ ما يُطَهِّرُه» قال: الشَّثُّ ما ذكرناهُ، والقَرَظُ: وَرَقُ السَّلَمِ يُدْبَغُ بهِمَا، قال ابنُ الأَثِير: هكَذا يُروَى الحديث بالثّاءِ المثلّثة، قال: وكذا تَنَاوَلَهُ⁣(⁣٥) الفقهاءُ في كُتبِهِم وأَلفاظِهِم.

  وقال الأَزْهَرِيّ - في كتابِ لغةِ الفقه -: إِنّ الشَّبَّ، يعنِي بالباءِ المُوَحَّدَة، هو من الجَوَاهِرِ التي أَنْبَتَهَا الله تعالى في الأَرْضِ، يُدْبَغُ به، شِبْه الزّاجِ، قال: والسّماعُ بالبَاءِ، وقد صَحَّفَهُ بعضُهُم، فقالَهُ بالمثلّثة⁣(⁣٦) وهو شَجَرٌ مُرُّ الطَّعْمِ، قال: ولا أَدرِي أَيُدْبَغُ به أَم لا.

  وقال الشَّافعيّ في الأُمّ: الدِّباغُ بكلّ ما دَبَغَتْ به العَرَبُ من قَرَظٍ وشَبٍّ، بالباءِ الموحّدة.


(١) العبارة بالأصل: فجبيل ... فيه رابية ... الجبيل» وما أثبت عن معجم البلدان.

(٢) في معجم البلدان: بها.

(٣) الأصل والتكملة، وفي القاموس: شِبَّاثٌ.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: قوله حصحصوا، كذا بخطه والذي في الصحاح: حثحثوا وقد تقدم للشارح في مادة ح ث ث حثحثوا مستشهداً به وتكلم عليه هناك فراجعه» وبالأصل «وأم» وما أثبت «أو أم» عن اللسان والصحاح.

(٥) في النهاية: «وكذا بتداوله».

(٦) بالأصل: «وقد صحف بعضهم فقال» وما أثبت عن اللسان.