تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضغث]:

صفحة 230 - الجزء 3

  القَبْضَةِ، وأَسدٌ ضُبَاثِيٌّ، أَي شديدُ الضَّبْثَةِ، أَي القَبْضَة وقال رؤبة:

  وكم تَخَطَّتْ من ضُبَاثِيٍّ أَضِمْ⁣(⁣١)

  والضُّبَاثُ، كغُراب، والضَّبُوثُ، كصبُور، والضَّابِثُ كصَاحِب، والضَّبِثُ، ككَتِفٍ، والمِضْبَثُ، كمِنْبَر، والمُضْطَبِثُ، كلّ ذلك بمعنى الأَسَد، مأْخُوذٌ من ضَبَثَ بهِ، إِذا بطَشَ، وسُمِّيَ بها الأَسدُ لضَبْثِهِ بالفَرِيسَةِ.

  ومن المجاز: تقول: لَيْثٌ بأَقْرانِه ضَابِثٌ، وبأَرْواحِهِم عابِثٌ.

  [ضغث]: ضَغَثَ الحَدِيثَ، كمَنَعَ يَضْغَثُه ضَغْثاً، إِذا خَلَطَه، وهو مَجاز.

  والضَّغْثُ: الْتِبَاسُ الشيْءِ بعضِه بِبعضٍ، وسيأْتي تَتِمَّة هذا الكلام.

  وضَغَثَ السَّنَامَ: عَرَكَه وضَغَثَهَا يَضْغَثُهَا ضَغْثاً: لَمَسَهَا ليَتَيَقَّنَ ذلك.

  وضَغَثَ الوَرَلُ: صَوَّتَ، عن الفَرَّاءِ، وضبطَه الصاغَانِيُّ كسَمِع⁣(⁣٢).

  وضَغَثَ الثَّوْبَ: غَسَلَه، ولم يُنقِهِ فبَقِيَ مُلْتَبِساً، وهو مجاز.

  وناقَةٌ ضَغُوثٌ مثل ضَبُوث، وهي التي يَضْغَثُ الضَّاغِثُ سَنامَها، أَي يَقْبَضُ عليه بكَفِّه أَو يَلْمَسُه⁣(⁣٣)، ليَنْظُرَ أَسمِينَةٌ هي أَم لا، وهي التي يُشَكُّ في سِمَنِها، فتُضْغَثُ، أَبِهَا طِرْقٌ أَم لا؟ والجَمْعُ ضُغُثٌ.

  وتقول: ضَرَبَه بضِغْثٍ، الضِّغْثُ، بالكسر: قُبْضَة من حَشِيشٍ أَو مِقدارُها مُخْتَلِطَةُ الرَّطْبِ باليابِسِ قال الشاعر:

  كأَنّه إِذْ تَدَلّى ضِغْثُ كُرّاثِ

  ورُبّمَا استُعِيرَ ذلك في الشَّعَر.

  وقال أَبو حنيفة: الضَّغْثُ: كُلُّ ما مَلأَ الكَفَّ من النّبَاتِ، وفي التنزيل العزيز {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ}⁣(⁣٤) يقال: إِنّه حُزْمَةٌ من أَسَلٍ ضَرَبَ بها امْرَأَتَه، فبَرَّتْ يَمِينُه.

  وفي حديثِ عليٍّ ¥ في مسجد الكوفة: «فيه ثَلاثُ أَعْيُنٍ أَنْبَتَت بالضِّغْثِ» يريدُ به الضِّغْثَ الذي ضَرَبَ به أَيُّوبُ # زوجَته، والجَمْعُ من كُلِّ ذلك أَضْغَاثٌ.

  وضَغَّثَ النَّبَاتَ: جَعَلَه أَضْغَاثاً.

  وعن الفراءِ: الضِّغْثُ: ما جَمَعْتَه من شَيْءٍ، مثلُ حُزْمَةِ الرَّطْبَةِ وما قَامَ على ساقٍ واستطالَ ثم جَمَعْتَهُ فهو ضَغْثٌ⁣(⁣٥).

  وقال أَبو الهَيثم: كُلُّ مجموعٍ مَقبوضٍ عليه بجُمْعِ الكَفِّ فهو ضِغْثٌ، والفِعْلُ ضَغْثٌ⁣(⁣٦).

  وفي حديث ابن زُمَيْلٍ⁣(⁣٧) «فمنْهُم الآخِذُ الضِّغْثَ» هو مِلْءُ اليَدِ من الحَشِيش المُخْتَلِطِ، وقيل: الحُزْمَة منه [ومما أَشْبَهَه من البقول]⁣(⁣٨) أَراد ومنهم من نَالَ من الدُّنْيَا شَيْئاً.

  وفي حديث أَبي هُريرةَ: «لأَنْ يَمْشِيَ مَعِي ضِغْثَانِ من نَارٍ أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَسْعَى غُلامِي خَلْفِي»، أَي حُزْمَتانِ من حَطَبٍ، فاستَعارهما للنّار، يعني أَنَّهما قد اشْتَعَلَتا وصَارَتَا ناراً.

  واضْطَغَثَهَ: احْتَطَبَه، وأَنشد الأَصمعيّ:

  إِنْ يَخْلِهِ بِعِرْقِةِ أَو يَجْتَثِثْ ... لا يَخْلِ حَتّى اللّيلِ ضِغْثَ المُضْطَغِثْ

  يَخْلِه، أَي يَقْطَعْهُ.

  وفي حَديث عمر: «أَنّهُ طافَ بالبيتِ، فقال: اللهُمّ إِنْ كَتَبْتَ عليَّ إِثْماً أَو ضِغْثاً⁣(⁣٩) فامْحُهُ عنّي فإِنّك تَمْحُو ما تَشَاءُ» قال شَمِرٌ: الضِّغْثُ من الخَبَرِ والأَمْرِ ما كَان مُخْتَلِطاً لا حَقيقةَ له، قال ابن الأَثير [أَرَادَ]⁣(⁣١٠) عَمَلاً مختَلِطاً غيرَ


(١) بالأصل «أصم» وما أثبت عن التهذيب واللسان، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله أصم، الذي في التكملة: أضم بالضاد المعجمة، ولعله بمعنى غضب. قال المجد: وأضم عليه كفرح غضب، وبه: علق يؤذيه اه».

(٢) في التكملة ضبطت «ضغث» كالأصل.

(٣) بالأصل «ويلمسه» وما أثبت عن التهذيب.

(٤) سورة ص الآية ٤٤.

(٥) عن التهذيب، وبالأصل: واستطال ثم تجمعه.

(٦) عن التهذيب، ويريد بالفعل، المصدر. وفي المطبوعة الكويتية: والفعل: ضَغَثَ.

(٧) الأصل واللسان، وفي النهاية: «زمل».

(٨) زيادة عن النهاية واللسان.

(٩) بالأصل «وضغثاً» وما أثبت عن النهاية واللسان، وأشار بهامش المطبوعة المصرية إلى رواية النهاية.

(١٠) زيادة عن النهاية.