تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طحث]:

صفحة 231 - الجزء 3

  خالِصٍ، من: ضَغَثَ الحديثَ، إِذا خَلَطَ. فهو فِعْلٌ بمعنى مَفْعُول.

  وكلام ضَغْثٌ [وضَغَثٌ]⁣(⁣١) لا خَيْرَ فيهِ، والجمع أَضْغَاثٌ، وفي التَّنْزِيل العَزيزِ: أَضْغاثُ أَحْلامٍ {وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ}⁣(⁣٢) هي رُؤْيَا لا يَصِحُّ تَأْوِيلُهَا؛ لاخْتِلاطِهَا والْتِبَاسِها، قاله ابنُ شُمَيْل.

  وأَتانَا بضِغْثِ خَبَرٍ، وأَضْغاثٍ من الأَخْبَارِ، أَي ضُروب منه، وهو مجاز.

  وقال مُجاهِدٌ: أَضْغَاثُ الرُّؤْيَا: أَهاوِلُهَا، وقال غيره: سُمِّيَتْ أَضْغاثَ أَحلامٍ؛ لأَنّها مُخْتَلِطَةٌ، فدخلَ بعضُها في بعضٍ، ولم تَتَمَيَّزْ مَخارجُها، ولم يَسْتَقِمْ تَأْوِيلُهَا.

  ويقال للحالِمِ: أَضْغَثْتَ الرُّؤْيَا، أَي جِئْتَ بها مُلْتَبِسَةً، وهو مَجاز.

  والتَّضْغِيثُ: ما بَلَّ الأَرْضَ والنَّبَاتَ من المَطَرِ، يقال: أَصابَ الأَرْضَ تَضْغِيثٌ من مَطَرٍ.

  وأَمّا الضَّاغِثُ⁣(⁣٣) للمُخْتَبِئِ في الخَمَرِ، مُحَرَّكةً، كذا ضُبِط، وضَبَطَه شيخُنا بالكَسْر وصَوَّبه، هو نَصُّ الجَوْهَرِيِّ وتَمَامُه: يُفْزِّعُ الصِّبيانَ بصَوْتٍ يُرَدِّدُهُ في حَلْقِه، فهو تَصْحِيفٌ إِنما هو بالبَاءِ المُوَحَّدَة، وقد سبَقَ بَيانُه، وغَلِطَ الجَوْهَرِيّ، وقد ذَكَره الأَزهريُّ⁣(⁣٤) وابنُ فارِس على الصِّحّةِ، وتَبِعَهما الصّاغَانيّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  الضَّغُوثُ: السَّنَامُ المَشْكُوكُ فيه، عن كُراع.

  وضَغَّثَ رَأْسَهُ: صَبَّ عليهِ الماءَ ثم نَفَشَه فجَعَلَه أَضْغَاثاً؛ ليَصِلَ الماءُ إِلى بَشَرَتِه.

  وفي حديث عائشةَ ^ «كانَتْ تَضْغَثُ رَأَسَها» أَي تُعَالِجُ شعَرَ رأْسِها باليَدِ عندَ الغَسْل، كأَنّهَا تَخْلِطُ بعضَه ببعضٍ؛ ليَدْخُلَ فيه الغَسُولُ.

فصل الطّاءِ المهملة مع المثلثة

  [طبث]: * طابِثُ، وهي قَريةٌ بالبَصْرةِ⁣(⁣٥) منها أَبُو الحَسَن الطَّابِثِيُّ، من كبار العلماءِ، قاله شيخُنا، وقد أَهمله الجَماعة.

  [طثث]: الطَثُّ والأَطَثُّ: لُغَتَان ذَكَرَهما اللَّيْثُ، والأَوّل أَكْثَرُ وأَصْوَبُ، وهو لَعَبَةٌ للصِّبْيَانِ يَرْمُونَ بَخَشَبَةٍ مُسْتَدِيرَةٍ عَرِيضةٍ يُدَقَّقُ أَحَدُ رَأْسَيْهَا نحو القُلَةِ تُسَمَّى المِطَثَّةَ، بالكسر، وعن ابنِ الأَعرابِيّ: المِطَثّة: القُلَةُ، والمِطَثُّ: اللَّعِبُ بها، قال الأَزهَرِيُّ: هكذا رواه أَبو عَمْرٍو، والصّواب الطَّثُّ: اللَّعِبُ بها.

  والطَّثَّةُ: خَشَبَةُ⁣(⁣٦) القَالَبِ.

  وطَثَّ الشيْءَ يَطُثُّه طَثًّا؛ إِذا ضَرَبَه بِرِجْلِه، أَو باطِنِ كَفِّه حتى يُزِيلَه عن مَوضِعِه، قال يَصفُ صَقْراً:

  يَطُثُّهَا طَوْراً وطَوْراً صَكَّا ... حَتّى يُزِيلَ أَو يَكَادَ الفَكَّا

  يريد فَكَّ الفَمِ.

  وطَثْطَثَ الشَّيْءَ: رَماهُ من يَدِهِ قَذْفاً، كالكُرَةِ.

  [طحث]: طَحَثَه، كمَنَعَه أَهمله الجوهريّ، وقال الصّاغَانِيّ: أَي دَفَعَه باليَد وضَرَبَه بكَفّه. يَمَانِيَةٌ.

  [طخمرث]: طَخْمُورَثُ⁣(⁣٧) أَهمله الجوهريّ، وأَخلاه عن الضّبط لاشْتِهارِه، وهو بفتح فسكونٍ وضمّ الميم وفتح الراءِ، وضبطه شيخُنا عن بعضٍ بضَمّ الأَول والخامِسِ،


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) سورة يوسف الآية ٤٤.

(٣) في القاموس: «الضاغب» بالباء الموحدة، وأشار إلى رواية القاموس بهامش المطبوعة المصرية.

(٤) في التهذيب (ضغب): الضاغب: الرجل يختبئ في الخمر فيفزع الإنسان بصوت مثل صوت السباع أو صوت الوحش، فيقال: ضغب فهو ضاغب وأنشد:

يا أيها الضاغب بالغملول ... إنك غول ولدتك غول

(٥) في معجم البلدان: بليدة قرب شهرايان من أعمال الخالص من نواحي بغداد.

(٦) في اللسان: خُشَيبة.

(٧) في القاموس «طحمورث»، بالحاء المهملة. وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله طخمورث هو مرسوم بخطه بالخاء المعجمة وكذلك في التكملة، وفي نسخة المتن المطبوع بالحاء المهملة، وهو تحريف».