تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عبث]:

صفحة 233 - الجزء 3

  وطَمَثَت المرأَةُ تَطْمُثُ طَمْثاً وتَطْمثُ⁣(⁣١) كنَصَرَ وسَمِعَ وزاد شيخنا ومن باب تَعِبَ لغة، أَي حاضَتْ، فهي طَامِثٌ، بغير هاءٍ، وقيل: إِذا حاضَتْ أَوَّلَ ما تَحِيضُ، وخَصَّ اللِّحْيَانِيّ به حَيْضَ الجَارِيَةِ.

  ومن المجازِ: الطَّمْثُ: المَسُّ، وذلك في كلّ شيءٍ يُمَسُّ، ويقال للمَرْتَعِ: ما طَمَثَ ذلِكَ المَرْتَعَ قَبْلَنَا أَحَدٌ، ومَا طَمَثَ هذِه النَّاقَةَ حَبْلٌ قَطّ، أَي ما مَسَّهَا عِقالٌ، وما طَمَثَ البَعِيرَ حَبْلٌ، أَي لم يَمَسَّهُ.

  وقوله تَعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ}⁣(⁣٢) قيل: معناه لم يُمْسَسْنَ. وقال ثعلب: معناه لم يُنْكَحْنَ⁣(⁣٣) والعَرَبُ تَقُول: هذا جَمَلٌ ما طَمَثَه حَبْلٌ قَطٌّ، أَي لم يَمَسَّه.

  والطَّمْثُ: الدَّنَسُ، ومنهم من أَوَّلَ به الآيةَ.

  والطَّمْثُ: الرِّيبَةُ، يقال: ما بِفلان طَمْثٌ، أَي ريبَةٌ.

  والطَّمْثُ: الفَسَادُ، قال عَدِيّ ابن زَيْدٍ:

  طاهِرُ الأَثْوَابِ يَحْمِي عِرْضَهُ ... من خَنَا الذِّمَّة أَو طَمْثِ العَطَنْ

  والطَّمْثُ: العَقْلُ، طَمَثَ البَعِيرَ يَطْمِثُه طَمْثاً: عَقَلَه.

  وَوَاثِلَةُ هكذا بالمثلثة في سائِر النسَخِ، وهو غَلَطٌ، والصوابُ وائِلَةُ بنُ الطَّمَثَانِ بنِ عَوْذِ مَنَاةَ بنِ يَقْدُمَ بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيٍّ، مُحَرَّكَةً، في إِيادٍ، قاله ابنُ حَبِيب، ومنهم: قُسُّ بنُ سَاعِدَةَ بنِ عَمْرِو⁣(⁣٤) بنِ عَدِيِّ بنِ مالِكِ بنِ أَيدغانَ⁣(⁣٥) بنِ النَّمِرِ بنِ وَائِلَةَ.

  [طهث]: الطُّهْثَةُ بالضَّمِّ، أَهمله الجوهَرِيّ، وقال أَبو عمرو: هو الضَّعِيفُ العَقْلِ وإِنْ كان جَسِيماً أَي وإِن كان جِسْمُه قَويّاً، كذا في التَّكْمِلَة واللِّسَان.

فصل العين المهملة مع المثلّثة

  [عبث]: عَبِثَ به كفَرِحَ عَبَثاً: لَعِبَ فهو عابِثٌ، لاعِبٌ بما لا يَعْنِيه، وليسَ من بَاله.

  والعَبَثُ: أَن تَعْبَثَ بالشَّيْءِ، وقيل: العَبَثُ: ما لا فائِدَةَ فيه يُعْتَدُّ بها، أَو ما لا يُقْصَدُ به فائدة، وفي الحديث: «أَنَّه عَبثَ في مَنامِهِ» أَي حَرَّك يَدَيْهِ كالدَّافِع أَو الآخِذِ.

  وعَبَثَ كَضَرَبَ يَعْبِثُ عَبْثاً: خَلَطَ.

  وعَبَثَ يَعْبِثُ عَبْثاً: اتَّخَذَ العَبِيثَةَ، وهي أَقِطٌ مُعَالَجٌ.

  قال أَبُو صَاعِدٍ الكِلَابِيّ [العَبِيثَةُ]⁣(⁣٦): الأَقِطُ يُفْرَغُ رَطْبُه حينَ يُطْبَخُ على جَافِّهِ، فيُخْلَطُ بهِ، يقال: عَبَثَتِ المَرْأَةُ [أَقِطَهَا]⁣(⁣٧)، إِذا فَرَّغَتْهُ على المُشَرِّ⁣(⁣٨) [البَابِس] ليَحْمِلَ يابِسُه رَطْبَه، يقال: ابْكُلِي واعْبِثِي، قال رُؤْبَة:

  وطَاحَتِ الأَلْبَانُ والعَبَائِثُ

  أَو العَبِيثَةُ طَعامٌ يُطْبَخُ وفيه⁣(⁣٩) جَرَادٌ.

  وعَبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً: جَفَّفَه في الشَّمْسِ، وقيل: عَبَثَه: خَلَطَه بالسَّمْنِ، وهي العَبِيثَةُ والعَبِيثُ.

  والعَبِيثَةُ أَيضاً: الأَقِطُ يُدَقُّ مع التَّمْرِ، فتُؤْكَل وتُشْرَبُ⁣(⁣١٠).

  ويقال: جاءَ بِعَبِيثَةٍ في وِعَائِه، وهي البُرُّ والشَّعيرُ يُخْلَطانِ مَعاً⁣(⁣١١).

  وعَبيثَةُ النّاسِ: أَخْلَاطُهُم ليسوا من أَبٍ واحِدٍ، قال:

  عَبِيثَةٌ من جُشَمٍ وجَرْمِ

  كل ذلك مُشْتَقٌّ من العَبْثِ، وتقول: إِنّ فُلاناً لَفِي عَبِيثَةٍ من النّاسِ ولَوِيثَةٍ من النّاسِ، وهُمُ الّذِين لَيْسُوا من أَبٍ واحِدٍ، تَهَبَّشُوا من أَماكِنَ شَتَّى.

  والعِبِّيثُ، كسِكِّينٍ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ العَبَثِ.

  والعَبِيثُ: كلَطِيفٍ: المَصْلُ في لغة، وهو رَيْحَانٌ وفي التّكْملة: ضَرْبٌ من الرَّياحِين.


(١) في اللسان: طمِثَت المرأَةُ تَطْمَثُ طمْثاً.

(٢) سورة الرحمن الآية ٥٦.

(٣) اللسان: لم ينكح.

(٤) في جمهرة ابن حزم ص ٣٢٨: عمرو بن شمر بن عدي ..

(٥) في جمهرة ابن حزم ٣٢٨: أيدعان.

(٦) زيادة عن الصحاح واللسان.

(٧) زيادة عن الصحاح والتهذيب واللسان.

(٨) المشر: موضع إشرار الأقط، وهو تركه ليجف، يقال: أشره إشراراً، وشره شراً.

(٩) في التهذيب والصحاح واللسان: ويجعل فيه جراد.

(١٠) في اللسان: فيؤكل ويشرب.

(١١) في التهذيب والصحاح: قد خلطا.