تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عثث]:

صفحة 234 - الجزء 3

  والعَوْبَثُ كجَوْهَرٍ: شَعْبٌ وفي اللسان: موضِعٌ، قال رؤبة:

  أَسْرَى وقَتْلَى في غُثَاءِ المُغْتَثِي⁣(⁣١) ... بِشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ

  وعَوْبَثانُ بن زَاهِرِ بنِ مُرادِ بنِ مَذْحِجٍ: جَد بَدَّاءِ بنِ عامِرٍ، ذَكَرَه ابنُ حَبِيب.

  وعَوْبَثانُ بنُ مُرَادٍ: أَخو زَاهِرِ بنِ مُرادٍ هذا.

  وهو عَبِيثَةٌ، [أَي]⁣(⁣٢) مُؤْتَشَبٌ، في نَسَبِه خَلْطٌ، كذا عن أَبي عُبَيْدَةَ، وهو مَجاز.

  * ومما يستدرك عليه:

  العَبْثَةُ بالتسكين: المَرَّةُ الواحِدَةُ. وَعَبَثْتُ الأَقِطَ ومِثْتُه ودُفْتُه⁣(⁣٣)، وغَبَثْتُه، بالغين، لغة فيه.

  والعَبِيثَةُ: الغَنَمُ المُخْتَلِطَةُ، يقال: مَرَرْنا على غَنَمِ بنِي فُلانٍ عَبِيثَةً وَاحِدَةً، أَي اخْتَلَطَ بعضُهَا ببعضٍ، وقال غيره⁣(⁣٤): وظَلَّتِ الغَنمُ عَبِيثَةً وَاحِدَةً وَبَكِيلَةً واحِدَةً، وهو أَنَّ الغَنَمَ إِذا لَقِيَتْ غَنَماً أُخرَى دَخَلَتْ فيها، واخْتَلَطَ بعضُها ببعْضٍ، وهو مَثَلٌ، وأَصْلُه من الأَقِطِ والسَّوِيقِ يُبْكَلُ بالسَّمْنِ فيُؤْكَلُ.

  وأَما قول السَّعْدِيّ:

  إِذا مَا الخَصِيفُ العَوْبَثَانيُّ ساءَنا ... تَرَكْنَاهُ واخْتَرْنَا السَّدِيفَ المُسَرْهَدَا

  فيُقَال: إِنّ العَوْبَثَانِيّ دَقِيقٌ وسَمْنٌ وتَمْرٌ يُخْلَطُ باللَّبَنِ الحَلِيبِ. قال ابنُ بَرِّيّ: هذا البَيْتُ لناشِرَة بنِ مالِكٍ، يَرُدُّ علَى المُخَبَّلِ السَّعْدِيّ، وكان المُخَبَّلُ قد عَيَّرَه باللَّبَنِ.

  والخَصِيفُ: اللَّبَنُ الحَلِيبُ يُصَبّ عليه الرّائِبُ، وسيذكر في خ ص ف إِن شاءَ الله تعالى.

  [عثث]: العُثَّةُ: بالضم: سُوسَةٌ، أَو الأَرَضَةُ التي تَلْحَسُ الصُّوفَ، ج عُثٌّ بالضّمّ، وعُثَتٌ، كصُرَدٍ.

  وعَثَّتِ الصُّوفَ والثَّوْبَ تَعُثُّه عَثّاً: أَكَلَتْهُ، وعُثَّ الصُّوفُ: أَكَلَهُ العُثُّ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: العُثُّ: دُوَيْبَةٌ تَعْلَقُ الإِهَابَ فَتَأَكُلُه، وأَنشد:

  تَصِيدِينَ شُبّانَ الرِّجَالِ بفَاحِمٍ ... غُدَافٍ وتَصْطادِينَ عُثّاً وجُدْجُدَا

  والجُدْجُدُ أَيضاً: دُوَيْبَةٌ تَعْلَقُ الإِهَابَ فتأَكُلُهُ.

  وقال ابن دريد: العُثُّ: بغير هاءٍ: دَوَابٌّ تَقَعُ في الصُّوفِ، وذلك⁣(⁣٥) على أَنَّ العُثَّ جَمْعٌ، وقد يَجوزُ أَنْ يَعْنِيَ بالعُثِّ الوَاحِدَ، وعَبَّرَ عنه بالدّوابّ لأَنه جِنْسٌ معناه الجمْع وإِن كانَ [لفظُه]⁣(⁣٦) واحِداً: وسُئل أَعرابِيٌّ عن ابنِه، فقال: أُعْطِيهِ كلَّ يومٍ من مالي دانِقاً وإِنّه فيهِ لأَسْرَعُ من العُثِّ في الصُّوفِ في الصَّيْفِ.

  وربما سُمِّيَت العَجُوزُ عُثَّةً، وهو مَجاز؛ لمَا فيها من الفَسَادِ والخُرْقِ، كأَنها سُوسَةٌ.

  والعُثَّةُ والعَثَّةُ: المَرْأَةُ المَحْقُورَة البَذِيئةُ الخَامِلَة.

  والحَمْقَاءُ ضاوِيَّةً كانت أَو غيرَ ضَاوِيَّةِ، وجمعها عِثاثٌ.

  ويقال للمرأَةِ الزَّرِيَّة⁣(⁣٧) ما هِيَ إِلا عُثَّةٌ.

  وقال بعضُهُم: امرأَةٌ عَثَّةٌ، بالفتح ضَئيلَةُ الجِسْمِ، ورَجُلٌ عَثٌّ، قال يَصِفُ امرأَةً جَسِيمَةً:

  عَمِيمَةُ صاحِي الجِلْدِ ليْسَتْ بِعَثَّةٍ ... ولا دِفْنِسٍ يَطْبِي الكِلابَ خِمارُها⁣(⁣٨)

  الدِّفْنِسُ: البَلْهَاءُ الرَّعْنَاءُ.

  والعِثَاثُ، بالكسر: التَّرَنُّمُ في الغِنَاءِ ورفعُ الصَّوْتِ به كالتَّعْثِيثِ والمُعَاثَّةِ.


(١) عن التكملة، وبالأصل «المغتث».

(٢) زيادة عن القاموس.

(٣) عن التهذيب؛ وبالأصل: «ذفته».

(٤) وهو قول الجوهري، والنص في الصحاح.

(٥) في اللسان: فدل على أن العثّ جمع.

(٦) زيادة عن اللسان.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الزرية، كذا بخطه، وبالمطبوعة: رذية، ولعله الصواب. ذكر المجد أن الرذيّ الضعيف من كل شيء وهي بهاء» وفي اللسان: البذية. وفي التكملة: والعثة: المرأة البذيئة. وفي التهذيب «الرزية» كالأصل.

(٨) قوله يطبي الكلاب خمارها: يريد أنها لا تتوقى على خمارها من الدسم، فهو زهم، فإذا طرحته طبى الكلاب برائحته.