تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل اللام مع المثلثة

صفحة 260 - الجزء 3

  وأَلَثْتُ به مالِي: استَوْدَعْتُه إِيّاه، إِفعالٌ من اللَّوْثِ بمعنى اللَّوْذِ، كأَنَّه جعلَه مَحْرُوساً في حِمَايَتِه.

  والمُلَيَّثُ، كمُعَظَّمِ من الرّجال: البَطِيءُ لِسِمَنِهِ.

  واللَّيْثُ واللّائِثُ: الأَسدُ، من اللَّوْثِ وهو القُوَّة، وسيأْتي ذِكْرُ اللَّيْثِ بعد ذلك.

  ولَاثَهُ المطرُ ولَوَّثَه.

  ودِيمَةٌ لَوْثَاءُ، وهي التي تَلُوثُ⁣(⁣١) النَّبَاتَ بعضَه على بَعْضٍ كما تَلُوثُ⁣(⁣٢) التِّبْنَ بالقَتِّ وكذلك التَّلَوُّثُ بالأَمْرِ، كذا عن اللَّيث.

  وقال أَبو منصور: السَّحَابَة اللَّوْثَاءُ: البَطِيئة، وإِذا كان السَّحَابُ بَطِيئاً كان أَدْوَمَ لِمَطَرِه، قال الشَّاعر:

  من لَفْحِ سارِيَةٍ لَوْثَاءَ تَهْمِيمُ

  والذي قالَه اللَّيْث في اللَّوْثَاءِ ليس بصَحِيحٍ، كذا في اللّسانِ.

  وإِن المَجلِسَ ليَجُمَعُ لَوِيثَةً من النَّاسِ أَي لَبِيثَةٌ، وقد تَقَدَّم في محلّه، أَي اخْلاطاً من قَبَائِلَ شَتَّى، وإِعادتُه هنا مع تقدُّم قوله كاللَّوِيثَةِ تَكْرارٌ، كما هو ظاهر.

  * ومما يستدرك عليه:

  الأَلْوَث: الأَحْمَقُ، كالاثْوَلِ، قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:

  إِذا ما غَزَا لم يُسقِطِ الخَوْفُ رُمْحَهُ ... ولم يَشْهَدِ الهَيْجَا بأَلْوَثَ مُعْصِمِ

  وعن ابن الأَعْرابيّ: اللُّوثُ جمع الأَلْوَث وهو الأَحْمَق الجَبانُ، وقال ثُمامَةٌ بنُ مخبر⁣(⁣٣) السَّدُوسيّ:

  أَلَا رُبَّ مُلتَاثٍ يَجُرُّ كِساءَهُ ... نَفَى عَنْهُ وِجْدَانُ الرِّقِينَ العَزايِمَا⁣(⁣٤)

  يقول: رُبَّ أَحمقَ نفَى كَثرةُ مالِه أَن يُحَمَّقَ، أَراد أَنّه أَحمقُ قد زَيَّنَه مالُه وجعلَه عند عوامّ الناس عاقِلاً.

  ولم يُلِثْ، في قول العجاج - يصف شاعِراً غالَبه فغلَبه:

  فلمْ يُلِثْ شَيْطَانَهُ تَنَهُّمِي⁣(⁣٥)

  أَي لم يُلْبِثْ تَنَهُّمِي إِيّاه، أَي انْتِهاري.

  وفي حديث الأَنْبِذَةِ والأَسقِيَةِ «التي تُلاثُ على أَفواهِهَا» أَي تُشَدُّ وتُرْبَطُ.

  وفي الحديث: «أَن امرأَةً من بني إِسرائِيلَ عَمَدَتْ إِلى قَرْنٍ من قُرُونِها فلاثَتْهُ بالدُّهْنِ» أَي أَدارَتْه، وقيل: خَلَطَتْه، وفي حديث ابنِ جَزْءٍ: «وَيْلٌ لِلَّوَّاثِينَ الذين يَلُوثُونَ مع⁣(⁣٦) البَقَرِ، ارفَعْ يا غلامُ، ضَعْ يا غُلام» قال ابن الأَثير. قال الحَرْبِيّ: أَظُنّه الذين يُدَار عليهم بأَلوانِ الطّعَام، من اللَّوْث وهو إِدارةُ العمامةِ.

  وجاءَ رجل إِلى أَبي بكرٍ ¥ «فَلَاثَ لَوْثاً من الكَلامِ»⁣(⁣٧) أَي لَوَى كلَامه، ولم يُبَيّنه، ولم يَشْرحْه ولم يُصَرِّح به، يقال: لَاثَ بالشيْءِ يَلُوثُ به، إِذا أَطافَ به، وقال ابن قُتيبةَ: أَراد أَنه تَكَلَّم بكلام مَطْوِيّ لم يُبَيِّنْه للاستحياءِ، حتى خَلا بِهِ.

  ولاثَ الرَّجُلُ يَلُوثُ، أَي دَارَ.

  واللِّثَةُ: مَغْرِزُ الأَسنانِ، من هذا الباب في قول بعضهم؛ لأَنّ اللَّحْمَ لِيثَ بأُصولِهَا.

  ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ: أَدارَه بها، قال امرؤ القيس:

  إِذا طَعَنْتُ به مالَتْ عِمَامَتُه ... كما يُلَاثُ برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ

  واللُّوثُ: فِرَاخُ النَّحْلِ، عن أَبي حنيفةَ.

  ومن المَجَاز: لَاثَ الضَّبَابُ بالجَبَلِ، كذا في الأَساس.


(١) الأصل واللسان، وضبطت في التهذيب: تُلوِّث ضبط قلم.

(٢) في التهذيب: يلوّث. وفي اللسان فكالأصل.

(٣) الأصل، وفي اللسان «المخبر» وصوابه «المحبر» بالحاء المهملة وتشديد الباء.

(٤) اللسان: العرائما. وبهامشه: قوله العزائما كذا بالأصل وشرح القاموس ولعله القرائما جمع قرامة بالضم. وأنشده في اللسان صواباً في مادة ورق «العزائما».

(٥) قبله في التهذيب واللسان: وقد أرى دوني من تجهمي أم الربيق والأربق المزنّم

(٦) الأصل واللسان، وفي النهاية: مثل البقر.

(٧) في النهاية: وفي حديث أبي بكر: أن رجلاً وقف عليه، فلاث لوثاً كلامٍ في دَهَشٍ.