تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لهث]:

صفحة 261 - الجزء 3

  [لهث]: اللهْثانُ: العَطْشَانُ، وهي لَهْثَى.

  وقال سَعيدُ بن جُبَيْر - في المرأَة اللهْثَى والشّيخِ الكبير - «إِنهما يُفْطِرَانِ في رَمضانَ ويُطْعِمانِ».

  وبالتَّحْرِيكِ: العَطَشُ، من المصادر القِيَاسِيَّة، كاللهَثِ محرَّكةً، واللهَاثِ، بالفتح قال شيخنا: وذِكرُ الفتح مستدركٌ.

  وفي اللّسَان: اللهَثُ واللُّهَاثُ⁣(⁣١): حَرُّ العَطَشِ في الجَوْفِ وقد لَهِثَ لَهَاثاً كَسِمعَ سَمَاعاً.

  و، يقال: به بُهَاثٌ شديدٌ، كغُرَابٍ، وهو حَرُّ العَطَشِ في الجَوْفِ وشِدَّتُه.

  ومن المجاز: اللُّهاثُ. شِدَّةُ المَوْتِ، يقال: هو يُقَاسِي لُهَاثَ المَوْتِ، أَي شِدَّتَه.

  واللُّهَاثُ: النُّقَطُ الحُمْرُ التي في الخُوصِ إِذا شَقَقْتَه، عن الفَرّاءِ وهو تَتمَّةٌ مِن قوله، وسيأْتي، والقِيَاسُ فيه الكسرُ، كنِقَاطٍ⁣(⁣٢)، فيكون حينئذ جمعاً لِلُّهْثَةِ.

  ولَهَثَ الرَّجلُ والكَلْبُ كمَنَعَ ولَهِثَ يَلْهَثُ فيهما بالكسر، وكذلك الطّائر لَهْثاً بالفتح ولُهَاثاً بالضّمّ إِذا دَلَعَ، أَي أَخْرَجَ لسانَه عَطَشاً أَو تَعَباً أَو إِعياءً، وفي الحديث «أَن امرأَةً بَغِيّاً رأَتْ كلْباً يَلْهَثُ فسَقَتْهُ فغُفِرَ لها».

  وفي مُفْرداتِ الرّاغِب: اللهَثُ: ارتِفَاعُ النَّفَسِ من الإِعْيَاءِ⁣(⁣٣) وقيل: لَهَثَ الكلْبُ: أَخرَجَ لسانَه من العَطَشِ، ولَهِثَ الرّجلُ أَعْيَا، ومثله في التَوشيح، كالْتَهَثَ، وأَنشد الأَصمعيّ:

  وإِنْ رَأَى طالِبَ دُنْيَا يَلْتَهِثْ ... يَمْلُجُ خِلْفَيْهَا ارْتِغاثَ المُرْتَغِثْ

  واللُّهْثَةُ بالضَّمّ: التَّعَبُ، عن أَبي عَمرٍو.

  واللُّهْثَةُ أَيضاً: العَطَشُ.

  واللُّهْثَة أَيضاً: النُّقْطَة الحَمْرَاءُ التي تَراها في الخُوصِ إِذا شَقَقْتَه، والجمع اللِّهَاثُ بالكسر.

  واللُّهَاثِيُّ، كغُرَابِيٍّ، من الرجال: الكَثيرُ الخِيلَانِ الحُمْرِ في الوَجْهِ، مأْخُوذ من اللُّهَاث، كغُرَابٍ، وهي النُّقَطُ في الخُوصِ، وهذا تمامُ قولِ الفَرّاءِ.

  واللُّهَّاثُ، كعُمّالٍ: صانِعُو الخُوصِ، أَي عامِلُوه مُقْعَداتٍ، وهي دَاوخِلّ، بتشديد اللّام⁣(⁣٤)، واحدتها دَوْخَلَّة، وهي من الأَوانِي التي تُصْنَع من خُوصِ النَّخِيل ليوضَعَ فيه التَّمْرُ، وهي الشَّوْغَرَةُ، وهذا قول أَبي عَمْرٍو.

  * ومما يستدرك عليه:

  ما جاءَ في الحديث: «في سَكْرَةٍ مُلْهِثَةِ» أَي مُوقِعَه في اللهَثِ.

  [ليث]: اللَّيْثُ: القُوَّة والشِّدة، قيل: ومنه اللَّيْثُ بمعنى الأَسَد، كاللّائِثِ، زعم كُراع أَنه مُشتقّ من اللَّوْثِ الذي هو القُوَّة، قال ابن سِيده: فإِن كان كذلك فالياءُ منقلِبة عن واوٍ، وقال: وهذا ليس بقويّ؛ لأَن الياءَ ثابتة في جميع تصارِيفه، ولذا ذكره المصنّف هنا. قلت: وما زعمه كُراع ذكره السُّهَيليّ في الرَّوْض، وصَوَّبَه جماعة.

  وإِنّه لَبَيِّن اللِّيَاثَةِ.

  والجَمْع لُيُوثُ، ويقال: يَجْمَعُ اللَّيْثَ مَلْيَثَةٌ، مثل مَسْيَفَةٍ ومَشْيَخَة، قال الهُذليُّ:

  وأَدْرَكَتْ من خُثَيْمٍ ثُمَّ مَلْيَثَةٌ ... مِثْلُ الأَسُودِ على أَكْتَافِها اللِّبَدُ

  وقال عَمْرُو بنُ بَحْرٍ: اللَّيْثُ: ضَرْبٌ من العَنَاكِبِ قال: وليس شيءٌ من الدّوابِّ مثله في الحِذْقِ والخَتْلِ وصَوَابِ الوَثْبَةِ، والتَّسْدِيدِ، وسُرْعَةِ الخَطْفِ، والمُدَارَاةِ، لا الكلْبُ ولا عَنَاقُ الأَرْضِ ولا الفَهْدُ، ولا شَيْءٌ من ذواتِ الأَرْبع، وإِذا عاين⁣(⁣٥) الذُّبابَ ساقِطاً لطَأَ بالأَرض، وسَكّنَ جوَارحَه⁣(⁣٦)، ثمّ جمعَ نفْسه وأَخّر الوَثْب إِلى وقْتِ الغِرّةِ، وتري منه شيئاً لم تَرَهُ في فَهدٍ، وإِنْ كانَ موْصُوفاً بالخَتْلِ للصيْدِ.

  وعن الليْثِ، قال: اللَّيْثُ: العَنكبوتُ، وقيل: الذي يأْخُذُ الذُّبَابَ وهو أَصغَرُ من العنْكبوتِ.


(١) الأصل واللسان، وفي المطبوعة الكويتية «واللهثاث» تحريف.

(٢) وفي التكملة: اللِّهاث بالكسر.

(٣) عبارة الراغب: قال ابن دريد: اللهث يقال للإِعياء وللعطش جميعاً (المفردات ص ٤٧٥).

(٤) في اللسان والتكملة: وهي الدواخلُ بلام خفيفة. ضبط قلم.

(٥) في الحيوان للجاحظ: رأى.

(٦) في الحيوان: أطرافه.