[نقث]:
  لأَنّهم كانوا بايَعُوه ثم نَقَضُوا بَيْعَتَه، وقَاتَلوه.
  ونَكَثَ العَهْدَ والحَبْلَ يَنْكُثُه، بالضّمّ، وَيَنْكِثُه، بالكسر: نَقَضَه فانْتَكَثَ: فانْتَقَضَ، والاسم النَّكِيثَةُ.
  ونَكَثَ السِّوَاكَ وغيرَه، يَنْكُثُه نَكْثاً: شَعَّثَه، فانْتَكَثَ تَشَعَّثَ رَأْسُه، وكذلك نَكَثَ السَّافَ عن أُصُولِ الأَظْفَارِ.
  والنَّكِيثَة: النَّفْسُ، قال أَبو منصور: سُمِّيَت النَّفْسُ نَكِيثَةً؛ لأَنَّ تكالِيفَ ما هِي مُضْطَرَّةٌ إِليه تَنْكُثُ قُوَاها، والكِبَرُ يُفْنِيهَا، فهي مَنْكُوثَةُ القُوَى بالنَّصَبِ(١) والفَناءِ، وأُدْخِلت(٢) الهاءُ في النَّكِيثَةِ لأَنها اسمٌ.
  وفي الصّحاح: فلانٌ شَدِيدُ النَّكِيثَةِ، أَي النَّفْسِ.
  والجمعُ النَّكائِثُ، قال أَبو نُخَيْلَةَ:
  إِذا ذَكَرْنَا فالأُمُورُ تُذْكَرُ ... واسْتَوْعَبَ النَّكائِثَ التَّفْكُّرُ
  قلْنَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ مُعْذِرُ
  يقول: اسْتَوْعَبَ الفِكْرُ أَنْفُسَنَا كلَّهَا، وجَهَدَ بها.
  ومن المَجاز: النَّكِيثَةُ: الخُلْفُ، يقال: قالَ فُلانٌ قَوْلاً لا نَكِيثَةَ فيهِ، أَي لا خُلْفَ.
  والنَّكِيثَة: أَقْصَى المَجْهُودِ.
  وفي الصّحاح: بُلِغَتْ نَكِيثَتُه، أَي جُهْدُه، يقال: بُلِغَتْ نَكِيثَةُ البَعيرِ، أَراد(٣): جُهِدَ قُوَّتَه.
  ونَكائِثُ الإِبِلِ: قُوَاهَا، قال الرَّاعِي يَصِف ناقةً:
  تُمْسِي إِذَا العِيسُ أَدْرَكْنَا نَكَائِثَها ... خَرْقَاءَ يَعْتَادُهَا(٤) الطُّوفَانُ والزُّؤُدُ
  وبَلَغَ فُلانٌ نَكيثةَ بَعِيرِه، أَي أَقْصَى مَجْهودِه في السَّيْرِ.
  ومن المَجاز: النَّكِيثَةُ: خُطَّةٌ صَعْبةٌ يَنْكُث فيها القَوْمُ، قال طَرَفة:
  وقَرَّبْتُ بالقُرْبَى وَجَدِّكَ إِنَّه ... مَتَى يَكُ عَقْدٌ للنَّكِيثَةِ أَشْهَدِ(٥)
  يقول: متى يَنْزِلْ بالحيّ أَمرٌ شدِيدٌ يَبْلُغ النَّكِيثَةَ، وهي النَّفْسُ، ويَجْهَدُها، فإِني أَشهَده.
  قال ابن بَرِّيّ: وذكَرَ الوَزِيرُ المَغْرِبِيّ أَنّ النَّكِيثَةَ في بَيتِ طَرَفَةَ هي النَّفْسُ.
  والنَّكِيثَةُ: الطَّبِيعَةُ.
  والنَّكِيثَةُ: القُوَّةُ.
  وحَبْلٌ نِكْثٌ، بالكسر، ونَكِيثٌ، وأَنْكاثٌ أَي مَنْكُوثٌ قد نُكِثَ طَرَفُه، وهو مما جاءَ منه الواحِدُ على لفظِ الجَمْعِ، كأَنَّهم جعلوه أَجْزَاءً، وكذلك جَبْلٌ أَرْمامٌ وأَرْمَاثٌ وأَحْذَاقٌ(٦)، وبُرْمَةٌ وقِدْرٌ وجَفْنَة وقَدَحٌ أَعْشَارٌ، فيها كلّها، ورُمْحٌ أَقْصَادٌ، وثَوْبٌ أَخْلاقٌ وأَسْمَالٌ، وبِئْرٌ أَنْشَاطٌ(٧)، وبَلَدٌ أَخْصَابٌ وسَبَاسِبُ. نقله الصّاغانيّ.
  والنُّكاثُ، كغُرَابٍ: بَثْرٌ يَخْرُجُ في أَفْوَاهِ الإِبِل كاللُّكَاثِ، وقد تَقَدّم، وذلك عن اللّحْيَانيّ.
  والنُّكَاثَةُ بهاءٍ: ما حَصَلَ في الفَمِ من تَشْعِيثِ السِّواك.
  وهو أَيضاً ما انْتَكَثَ من طَرَفِ حَبْلٍ، نقله الصّاغَانيّ.
  والمُنْتَكِثُ: المَهْزُولُ، يقال: بَعِيرٌ مُنْتَكِثٌ، إِذا كان سمِيناً فَهُزِلَ، قال الشّاعر:
  ومُنْتَكِثٍ عالَلْتُ بالسَّوْطِ رَأْسَه ... وقد كَفَرَ اللّيْلُ الخُرُوقَ المَوَامِيَا
  ومن المَجاز: تَنَاكَثُوا عُهُودَهُم: تَنَاقَضُوها(٨).
  ومن المجاز أَيضاً: انْتَكَثَ فلانٌ من حَاجَةٍ إِلى أُخْرَى بعد ما طَلَب، أَي انْصَرَفَ إِليها.
(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «بالتعب»، والمعنى واحد.
(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: ودخلت.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أراد كذا بخطه، وعبارة اللسان: إذا»، ومثله في التهذيب.
(٤) عن التهذيب وبالأصل «يقتادها».
(٥) بالأصل «عقداً» وما أثبت عن اللسان، وفي التهذيب «أمرٌ» وفي الصحاح «عهدٌ» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله «عقدا» كذا بخطه والصواب «عقد» كما في اللسان، ويدل له التفسير بعده».
(٦) بالأصل «وأخلاق» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله وأخلاق الصواب «أحذاق» كما في التكملة. قال المجد: وحبل أحذاق وقد انحذق ا هـ وأما أخلاق الآتية فهي صحيحة».
(٧) أنشاط أي قريبة القعر.
(٨) في اللسان: تناكث القوم عهودهم: نقضوها.