تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقث]:

صفحة 274 - الجزء 3

  لأَنّهم كانوا بايَعُوه ثم نَقَضُوا بَيْعَتَه، وقَاتَلوه.

  ونَكَثَ العَهْدَ والحَبْلَ يَنْكُثُه، بالضّمّ، وَيَنْكِثُه، بالكسر: نَقَضَه فانْتَكَثَ: فانْتَقَضَ، والاسم النَّكِيثَةُ.

  ونَكَثَ السِّوَاكَ وغيرَه، يَنْكُثُه نَكْثاً: شَعَّثَه، فانْتَكَثَ تَشَعَّثَ رَأْسُه، وكذلك نَكَثَ السَّافَ عن أُصُولِ الأَظْفَارِ.

  والنَّكِيثَة: النَّفْسُ، قال أَبو منصور: سُمِّيَت النَّفْسُ نَكِيثَةً؛ لأَنَّ تكالِيفَ ما هِي مُضْطَرَّةٌ إِليه تَنْكُثُ قُوَاها، والكِبَرُ يُفْنِيهَا، فهي مَنْكُوثَةُ القُوَى بالنَّصَبِ⁣(⁣١) والفَناءِ، وأُدْخِلت⁣(⁣٢) الهاءُ في النَّكِيثَةِ لأَنها اسمٌ.

  وفي الصّحاح: فلانٌ شَدِيدُ النَّكِيثَةِ، أَي النَّفْسِ.

  والجمعُ النَّكائِثُ، قال أَبو نُخَيْلَةَ:

  إِذا ذَكَرْنَا فالأُمُورُ تُذْكَرُ ... واسْتَوْعَبَ النَّكائِثَ التَّفْكُّرُ

  قلْنَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ مُعْذِرُ

  يقول: اسْتَوْعَبَ الفِكْرُ أَنْفُسَنَا كلَّهَا، وجَهَدَ بها.

  ومن المَجاز: النَّكِيثَةُ: الخُلْفُ، يقال: قالَ فُلانٌ قَوْلاً لا نَكِيثَةَ فيهِ، أَي لا خُلْفَ.

  والنَّكِيثَة: أَقْصَى المَجْهُودِ.

  وفي الصّحاح: بُلِغَتْ نَكِيثَتُه، أَي جُهْدُه، يقال: بُلِغَتْ نَكِيثَةُ البَعيرِ، أَراد⁣(⁣٣): جُهِدَ قُوَّتَه.

  ونَكائِثُ الإِبِلِ: قُوَاهَا، قال الرَّاعِي يَصِف ناقةً:

  تُمْسِي إِذَا العِيسُ أَدْرَكْنَا نَكَائِثَها ... خَرْقَاءَ يَعْتَادُهَا⁣(⁣٤) الطُّوفَانُ والزُّؤُدُ

  وبَلَغَ فُلانٌ نَكيثةَ بَعِيرِه، أَي أَقْصَى مَجْهودِه في السَّيْرِ.

  ومن المَجاز: النَّكِيثَةُ: خُطَّةٌ صَعْبةٌ يَنْكُث فيها القَوْمُ، قال طَرَفة:

  وقَرَّبْتُ بالقُرْبَى وَجَدِّكَ إِنَّه ... مَتَى يَكُ عَقْدٌ للنَّكِيثَةِ أَشْهَدِ⁣(⁣٥)

  يقول: متى يَنْزِلْ بالحيّ أَمرٌ شدِيدٌ يَبْلُغ النَّكِيثَةَ، وهي النَّفْسُ، ويَجْهَدُها، فإِني أَشهَده.

  قال ابن بَرِّيّ: وذكَرَ الوَزِيرُ المَغْرِبِيّ أَنّ النَّكِيثَةَ في بَيتِ طَرَفَةَ هي النَّفْسُ.

  والنَّكِيثَةُ: الطَّبِيعَةُ.

  والنَّكِيثَةُ: القُوَّةُ.

  وحَبْلٌ نِكْثٌ، بالكسر، ونَكِيثٌ، وأَنْكاثٌ أَي مَنْكُوثٌ قد نُكِثَ طَرَفُه، وهو مما جاءَ منه الواحِدُ على لفظِ الجَمْعِ، كأَنَّهم جعلوه أَجْزَاءً، وكذلك جَبْلٌ أَرْمامٌ وأَرْمَاثٌ وأَحْذَاقٌ⁣(⁣٦)، وبُرْمَةٌ وقِدْرٌ وجَفْنَة وقَدَحٌ أَعْشَارٌ، فيها كلّها، ورُمْحٌ أَقْصَادٌ، وثَوْبٌ أَخْلاقٌ وأَسْمَالٌ، وبِئْرٌ أَنْشَاطٌ⁣(⁣٧)، وبَلَدٌ أَخْصَابٌ وسَبَاسِبُ. نقله الصّاغانيّ.

  والنُّكاثُ، كغُرَابٍ: بَثْرٌ يَخْرُجُ في أَفْوَاهِ الإِبِل كاللُّكَاثِ، وقد تَقَدّم، وذلك عن اللّحْيَانيّ.

  والنُّكَاثَةُ بهاءٍ: ما حَصَلَ في الفَمِ من تَشْعِيثِ السِّواك.

  وهو أَيضاً ما انْتَكَثَ من طَرَفِ حَبْلٍ، نقله الصّاغَانيّ.

  والمُنْتَكِثُ: المَهْزُولُ، يقال: بَعِيرٌ مُنْتَكِثٌ، إِذا كان سمِيناً فَهُزِلَ، قال الشّاعر:

  ومُنْتَكِثٍ عالَلْتُ بالسَّوْطِ رَأْسَه ... وقد كَفَرَ اللّيْلُ الخُرُوقَ المَوَامِيَا

  ومن المَجاز: تَنَاكَثُوا عُهُودَهُم: تَنَاقَضُوها⁣(⁣٨).

  ومن المجاز أَيضاً: انْتَكَثَ فلانٌ من حَاجَةٍ إِلى أُخْرَى بعد ما طَلَب، أَي انْصَرَفَ إِليها.


(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «بالتعب»، والمعنى واحد.

(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: ودخلت.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أراد كذا بخطه، وعبارة اللسان: إذا»، ومثله في التهذيب.

(٤) عن التهذيب وبالأصل «يقتادها».

(٥) بالأصل «عقداً» وما أثبت عن اللسان، وفي التهذيب «أمرٌ» وفي الصحاح «عهدٌ» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله «عقدا» كذا بخطه والصواب «عقد» كما في اللسان، ويدل له التفسير بعده».

(٦) بالأصل «وأخلاق» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله وأخلاق الصواب «أحذاق» كما في التكملة. قال المجد: وحبل أحذاق وقد انحذق ا هـ وأما أخلاق الآتية فهي صحيحة».

(٧) أنشاط أي قريبة القعر.

(٨) في اللسان: تناكث القوم عهودهم: نقضوها.