تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بهرج]:

صفحة 301 - الجزء 3

  مِبْهَاجٌ، ونُوقاً لها أَسْنِمَةٌ مَباهِيجُ، أَي السَّمِينَةُ من الأَسْنِمَة، لأَنَّ البَهْجَةَ مع السِّمَنِ، وهو مَجاز.

  وبَهجَ النّباتُ، بالكسر⁣(⁣١) فهو بَهِيجٌ: حَسُنَ، قال الله تعالى: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}⁣(⁣٢) أَي من كُلِّ ضَرْبٍ من النّباتِ حَسَنٍ ناضِرٍ.

  وعن أَبي زيد: بَهِيجٌ: حَسَنٌ، وقد بَهُجَ بَهَاجَةً وبَهْجَةً، وفي حديث الجَنَّة: «فإِذا رَأَى الجَنَّةَ وبَهْجَتَهَا» أَي حُسْنَهَا وحُسْنَ ما فيها من النّعيمِ.

  أَبْهَجَتِ الأَرْضُ: بَهُجَ نَبَاتُها⁣(⁣٣).

  * ومما يستدرك عليه:

  نِساءٌ مَباهِيجُ، قال ابنُ مُقْبِلٍ:

  وبِيضٍ مَبَاهِيجٍ كأَنَّ خُدودَها ... خُدُودُ مَهاً آلَفْنَ مِنْ عالِجٍ هَجْلَا

  [بهرج]: البَهْرَجُ، بالفَتْح: الباطلُ، والرَّدِيءُ مِن كلّ شيْءٍ، قال العجّاج:

  وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجَا

  أَي باطلاً.

  وفي شفاءِ الغَليل: بَهْرَج: معرّب نَبَهْرَه، أَي باطل، ومَعْنَاه الزَّغَلُ، ويقال: نَبَهْرَجٌ [وبَهْرَجٌ] وجمعُه نَبَهْرَجاتٌ وبَهَارِجُ.

  وقال المَرْزوقيّ في شَرْح الفَصيح: دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ وَنَبَهْرَجٌ، أَي باطِلٌ زَيْفٌ.

  وقال كُراع في المُجَرّدِ: دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ: رَدِيءٌ.

  وحكى المُطَرّزيّ عن ابن الأَعرابيّ: أَن الدِّرْهَمَ البَهْرَجَ: الذي لا يُباع به، قال أَبو جَعْفَر: وهو يَرجع إِلى قولِ كُراع: لأَنه إِنما لا يُباع به لرداءَتِه.

  وفي الفصيح: دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ. قال شارِحُه اللَّبْلِيّ: يقال دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ، إِذا ضُرِبَ في غيرِ دارِ الأَميرِ حكاه المُطَرّزِيّ عن ثعلب عن ابن الأَعرابيّ.

  وقال ابن خَالَوَيْه: دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ هو كلامُ العَرب، قال: والعامَّةُ تقول: نَبَهْرَجٌ.

  وفي اللّسان: والدِّرْهَمُ البَهْرَجُ⁣(⁣٤) الذي فِضَّتُه رَدِيئةٌ، وكلّ رَدِيءٍ من الدَّراهِمِ وغيرِها بَهْرَجٌ، قال: وهو إِعْرابُ نَبَهْرَه، فارسي.

  وعن ابن الأَعْرَابيّ: البَهْرَجُ: الدِّرْهَمُ المُبْطَلُ السِّكّةِ، وكلّ مَردودٍ عند العرب بَهْرَجٌ، ونَبَهْرَجٌ.

  وفي الحديث: «أَنه بَهْرَجَ دَمَ [ابنِ]⁣(⁣٥) الحَارِثِ» أَي أَبطلَه، والشيءُ المُبَهْرَجُ كأَنَّهُ طُرِحَ فلا يُتَنَافَس فيه، كذا في شَرْحِ الفَصِيح للمرْزُوقِيّ.

  والبَهْرَجُ: الشيءُ المُبَاحُ، يقال: بَهْرَجَ دَمَه.

  ومن المجاز: البَهْرَجَةُ: أَن يُعْدَلَ بالشَّيْءِ عن الجَادَّةِ القاصدَةِ إِلى غَيْرِها.

  وفي الحَدِيثِ: «أَنّه أُتِيَ بجِرابِ لُؤْلُؤٍ بَهْرَجٍ» أَي رَدِيءٍ، قال: وقال القُتَيْبِي، أَحْسَبه بجِرَابِ لُؤْلُؤٍ بُهْرِجَ، أَي عُدِلَ به عن الطّرِيقِ المَسْلوكِ خوفاً مِن العَشَّارِ، واللّفظَةُ مُعَرَّبة وقيل: هي كلمةٌ هِنْدِيّة، أَصلها نَبَهْلَه، وهو الرّدِيءُ، فنُقلت إِلى الفارسِيّة، فقيل: نَبَهْرَه، ثم عُرّبت بَهْرَج.

  قال الأَزهريّ: وبُهْرِجَ بهم، إِذا أُخِذَ بهم في غير المَحَجَّة.

  ومن المجاز أَيضاً: المُبَهْرجُ من المِيَاهِ: المُهْمَلُ الّذِي لا يُمْنَعُ عنه كلُّ مَنْ وَرَدَ.

  والمُبَهْرَجُ من الدِّماءِ: المُهْدَرُ، ومنه قولُ أَبِي مِحْجَنٍ الثَّقَفِيّ لابنِ أَبِي وَقّاصٍ ®: «أَمَّا⁣(⁣٦) إِذْ بَهْرَجْتَنِي فلا أَشْرَبُهَا أَبداً» يعني الخَمْرَ أَي أَهْدَرْتَنِي بإِسقاطِ الحَدِّ عَنِّي.

  وفي الأَساس⁣(⁣٧): ومن المجاز: كلامٌ بَهْرَجٌ، وعَمَلٌ بَهْرَجٌ: رَدِيءٌ، ودم بَهْرَجٌ: هَدَرٌ.


(١) كذا، وفي اللسان بضم الهاء ضبط قلم.

(٢) سورة الحج الآية ٥ وسورة ق الآية ٧.

(٣) القاموس واللسان، وفي الصحاح بكسر الهاء، وكله ضبط قلم.

(٤) عن اللسان، وبالأصل «المبهرج».

(٥) زيادة عن النهاية.

(٦) اللسان والنهاية، وقبلها في التكملة: قد كنت أشربها إذ كان يقام عليّ الحد وأُطهّر منها، فأما إذ ..».

(٧) بالأصل «وفي اللسان» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله وفي اللسان الخ ليس ذلك في نسخة اللسان التي بيدي وإنما هي عبارة حكاها ببعض تصرف فانظره».