تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حملج]:

صفحة 330 - الجزء 3

  وحَمَّجَ للجِبَانِ الموْ ... تُ حَتّى قَلْبُه يَجِبُ

  أَراد: حَمَّجَ الجَبانُ للمَوْتِ، فقَلَبَ.

  وقيل: التَّحْمِيجُ غُؤُور العَيْنِ وقيل: تَصْغِيرُها لتَمْكِينَ النّظر.

  قال الأَزهريّ: أَمّا قولُ اللَّيْثِ - في تحْميج العين -: إِنّه بمنزلة الغُؤُورِ، فلا يُعْرَف.

  والتَّحْمِيجُ: تَغَيُّرُ في الوَجْهِ من الغَضَبِ وغيرِه، وفي الحديث: «أَنَّ عُمَرَ، ¥، قال لرَجُل: ما لي أَراكَ مُحَمِّجاً». أَو هو إِدامَةُ النَّظَرِ مع فَتْحِ العَيْنَيْنِ. وقال الأَزهريّ: هو نَظَرٌ بتَحْدِيقٍ.

  والتّحْمِيجُ: النَّظَرُ بخَوفٍ، وإِدارةُ الحَدَقَةِ فَزَعاً، أَو وَعِيداً⁣(⁣١).

  وفي الصّحاح: حَمَّجَ الرّجلُ عَيْنَه، يَسْتَشِفّ النَّظَرَ، إذا صَغَّرَهَا.

  وقيل: إِذا تَخَاوَصَ⁣(⁣٢) الإِنسانُ فقد حَمَّجَ.

  وفي التّهْذِيب والتَّحْمِيجُ بمعنى الهُزَال مُنَكْرٌ، وقوله:

  وقد يَقُودُ الخَيلَ لمْ تُحَمَّجِ

  فقيل: تَحَمُّجُها⁣(⁣٣): هُزَالُها، وقيل: هُزَالُها مع غُؤُورِ أَعْيُنِهَا.

  والحَمُوجُ، كصَبُورٍ: الصَّغِيرُ من وَلَدِ الظَّبْيِ، ونحوِهِ.

  [حملج]: حَمْلَجَ الحَبْلَ: فَتَلَه فَتْلاً شَدِيداً، قال الرّاجز:

  قُلْتُ لخَوْدٍ كاعِبٍ عُطْبُول ... مَيّاسَةٍ كالظَّبْيَةِ الخَذُولِ

  تَرْنُو بِعْيَنَيْ شادِنٍ كَحِيلِ ... هَلْ لكِ في مُحَمْلَجٍ مَفْتُولِ

  والحِمْلاجُ: الحَبْلُ المُحَمْلَجُ.

  والمُحَمْلَجَةُ من الحَمِير: الشَّدِيدَةُ الطَّيِّ والجَدْلِ.

  والحِمْلاجُ: قَرْنُ الثَّورِ والظِّبْيِ، قال الأَعشى:

  يَنْفُضُ المَرْدَ والكَبَاثَ بحِمْلَا ... جٍ لَطِيفٍ في جانِبَيْه انْفِراقُ

  والحَمَالِيجُ: قرُونُ البَقَرِ.

  والحِمْلَاجُ: مِنْفَاخُ الصّائِغِ.

  ويقال لِلْغَيْرِ الذي دُوخِلَ خَلْقُه اكْتِنَازاً: مُحَمْلَجٌ: قال رُؤبةُ:

  مُحَمْلَجٌ أَدْرِجَ إِدْرَاجَ الطَّلَقْ

  كذا في اللسان.

  [حنج]: حَنَجَه يَحْنِجُه من باب ضَرَب: أَمَالَهُ عن وَجْهِهِ كأَحْنَجَه.

  وقال أَبو عمرٍو: الإِحْناجُ: أَن تلْوِيَ الخَبَرَ عن وَجْهِ.

  وحَنَجَ الحَبْلَ: فَتَلَه شَدِيداً وفي اللّسان: شَدّ فَتْلَه.

  وحَنَجَتْ حاجَةٌ: عَرَضَتْ.

  والحِنْجُ، بالكسر: الأَصْلُ، وهي الأَحْنَاجُ.

  قال الأَصمعّي: يقال: رَجَعَ فلانٌ إِلى حِنْجِه وبِنْجِه، أَي رَجَع إِلى أَصْلِه.

  وعن أَبي عُبيدةَ: هو البِنْجُ والحِنْجُ.

  والحَنَّاجُ ككَتّانٍ: المُخَنَّثُ.

  قال أَبو عبيدةَ: وابْتَذَلَتِ العامَّةُ هذه الكلمةَ فسمَّت المُخَنَّثَ حَنّاجاً؛ لتلَوِّيهِ، وهي فَصيحةٌ.

  وأَحْنَجَ: مَالَ، قال شيخنا: وهو صَريحٌ في أَنه يُقَال:

  حَنَجَه فأَحْنَجَ، بتَعَدِّي الثَّلاثيِّ ولُزُوم الرّباعيّ، وهو نادرٌ، فيدخلُ في باب: كبَبْتُهُ فأَكَبَّ، وعَرَضْتُه فأَعْرَضَ، قال الزَّوزنيّ: ولا ثالثَ لهما، أَي للأَخيرينِ، قال: ورأَيْتُ بهامش التَّذْكرَة للشيخِ شَمْسِ الدين النّواجيّ، رأَيتُ لَهُما ثالِثاً ورابِعاً وخَامِساً وسادساً، وهي قشَعَتِ الريحُ السحابَ فأَقْشَعَ، وبَشَرْتُه بمولود فأَبْشَرَ، وحَجَمْتُه عن الشيّءِ فأَحْجَمَ، ونَهَجْتُه الطريقَ فأَنْهَجَ، قال: وقد أَغْفلُوا حَنَجَه فأَحْنَجَ. كاحْتَنجَ.


(١) قول ابن الاعرابي كما في التهذيب.

(٢) بالأصل: «تخافض» وما أثبت عن اللسان.

(٣) في التهذيب: تحميجها.