تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حلدج]:

صفحة 329 - الجزء 3

  والمِحْلَجُ ما يُحْلَجُ عليه، كالمِحْلَجَةِ وهو الخَشبةُ أَو الحَجَرُ.

  والمِحْلَجُ: مِحْوَرُ البَكَرَةِ.

  والحَلِيجَةُ: لَبَنٌ يُنْقَع فيه تَمْرٌ، وهي حُلْوَةٌ.

  وفي التّهذِيب: الحُلُجُ: هي التُّمُورُ بالأَلْبانِ أَو هي السَّمْنُ على المَخْضِ⁣(⁣١) أَو الحَلِيجَةُ عُصَارَةُ نِحْيٍ، بالكسر وهو الزِّقُّ. وقيل: الحَلِيجَةُ: عُصَارَةُ الحِنّاءِ جمعه الحُلُجُ.

  وهي أَيضاً الزُّبْدَةُ يُحْلَبُ عليها.

  قال ابنُ سيده: والحَلِيجُ - بغير هاءٍ عن كُرَاع -: أَن يُحْلَب اللَّبنُ على التَّمْرِ ثم يُمَاثَ.

  والحَلُوجُ كصَبُورٍ البَارِقَةُ من السَّحَابِ، وتَحَلُّجُهَا:

  اضْطِرابُهَا وتَبَرُّقُهَا، من الحَلْجِ وهو الحَرَكَةُ والاضْطِرَابُ.

  ويقال: نَقْدٌ مُحْلَجٌ، كمُكْرَمٍ أَي وَحِيٌّ سَريعٌ حاضِرٌ.

  والحُلُجُ بضَمَّتَيْن هم الكَثِيرُ والأَكْلِ، كذا في التهذيب.

  واحْتَلَجَ حَقَّهُ: أَخَذَهُ.

  وما تَحَلَّجَ ذلك في صَدْرِي، أَي ما تَرَدَّدُ فأَشُكَّ فيه، وهو مَجَاز. وقال اللَّيث: دَعْ ما تَحَلَّج في صَدرِك، وما تَخَلَّجَ، بالحاءِ والخاءِ، قال شَمِرٌ: وهما قريبان من السَّوَاءِ. وقال الأَصمعيّ: تَحَلَّجَ في صدرِي وتَخَلَّجَ، أَي شَكَكْتُ فيه.

  وأَمّا قَولُ عَدِيّ بن زيد ولا يَتَحَلَّجَنَّ، صوابه

  وفي حديث عَدِيّ بن زيد، قال له النبيّ ؟: «لا يَتَحَلَّجَنّ⁣(⁣٢) في صَدْرِك طَعَامٌ ضارَعْتَ فيه النَّصْرَانِيَّةَ» قال شمر: معناه أَي لا يَدْخُلَنَّ قَلْبَكَ منهُ شَيْءٌ، فإِنَّه نَظِيفٌ، والمنقول عن نَصِّ عبارة شَمِرٍ: يعنِي أَنَّه نظيفٌ، قال ابنُ الأَثير: وأَصلُه من الحَلْجِ، وهو الحرَكة والاضْطِراب، ويروى بالخَاءِ، وهو بمعناه.

  * ومما يستدرك عليه:

  الحَلْجُ: المَرُّ السَّريع، وفي حديث المغيرة: حتّى تَرَوْهُ يَحْلِجُ في قومِه» أَي يُسْرع في حُبّ قومِه، ويروى بالخاءِ.

  وفي نوادر الاعْرَاب: حَجَنْتُ إِلى كذا حُجُوناً، وحاجَنْتُ، وأَحْجَنْتُ، وأَحْلَجْتُ، وحَالَجْتُ، ولاحَجْتُ، ولَحَجْتُ لُحُوجاً، وتَفسيره: لُصُوقُك بالشَّيْءِ ودُخُولُك في أَضْعَافه⁣(⁣٣).

  ومن المجاز حَلَجَ الغَيْمُ حَلْجاً: أَمطَرَ، و [حَلَجَ]⁣(⁣٤) التَّلْبِينَةَ أَو الهَرِيسَةَ: سَوَّطَها.

  وتقول: لا يستوي صاحبُ الحِمْلاج⁣(⁣٥) وصاحب المِحْلاجِ. وهو المِنْفَاخ، ويُسْتَعَارُ لقَرْنِ الثَّوْر.

  وحَمْلَجَ⁣(⁣٦) الحَبْلَ: فَتَلَهُ، كذا في الأَساس.

  [حلدج]: * ومما يستدرك عليه:

  الحُلُنْدُجَةُ والجُلُنْدُجَةُ⁣(⁣٧) بضم الحاءِ⁣(⁣٨) واللّام والدّال المهملة وبفتح الأَخير أَيضاً: الصُلْبَةُ من الإِبل، وسيأْتي في جلدح إِن شاءَ الله تعالى.

  [حمج]: التَّحْمِيجُ: شِدَّةُ النَّظَرِ، عن أَبي عُبَيْدَة، وقال بعض المفسِّرين - في قولِه ø: {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ}⁣(⁣٩) قال: مُحَمِّجِينَ مُدِيمِي النَّظَرِ، وأَنشد أَبو عُبيدةَ لذِي الإِصْبع:

  آإِن رَأَيْتَ بني أَبي ... كَ مُحَمِّجِينَ إِليك شُوسَا

  والتَّحْمِيجُ: فتحُ العَينِ وتَحدِيدُ النّظرِ، كأَنَّهُ مَبْهُوتٌ، قال أَبو العِيَال [الهذلي]:


(١) في إحدى نسخ القاموس: المحض.

(٢) عن النهاية والفائق والتهذيب.

(٣) عن التهذيب واللسان، وبالأصل: أصعافه.

(٤) زيادة عن الأساس.

(٥) بالأصل «المخلاج» وما أثبت عن الأساس، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله المخلاج، كذا في النسخ، والذي في الأساس: الحملاج، وهو الصواب، قال المجد في مادة حملج: والحملاج منفاخ الصائغ وكذا في اللسان».

(٦) عن الأساس، وبالأصل «وحلج» وقد وردت هذه العبارة والتي قبلها في اللسان في مادة «حملج».

(٧) عن اللسان، وبالأصل: «الجلندجة».

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله بضم الحاء الخ أي في الأول، وأما الثاني فيقال فيه بضم الجيم كما هو ظاهر».

(٩) سورة ابراهيم الآية ٤٣.