تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خبعج]:

صفحة 336 - الجزء 3

  هو كَسَفَرْجَلٍ: النَّاعِمُ البَضُّ مِن الأَجْسَامِ، والأُنثى بالهاءِ، وعن الأَصمعيّ: الخَبَرْنَجُ⁣(⁣١): الخُلُقُ الحَسَنُ، وجِسْمٌ خَبَرْنَجٌ: ناعِمٌ، قال العَجَّاجُ:

  غَرَّاءُ سَوَّى خَلْقَهَا الخَبَرْنَجَا ... مَأْدُ الشَّبَابِ عَيْشَهَا المُخَرْفَجَا

  ومَأْدُ الشَّبَابِ: ماؤُه واهْتِزَازُه. وغُصْنٌ يَمْأَدُ مِن النَّعْمَةِ: يَهْتَزُّ.

  والخَبَرْبَجَةُ من النِّساءِ - هكذا بموحّدتين، والصّواب بالموحّدة والنُّون: الحَسَنَةُ الخَلْقِ الضَّخْمَةُ القَصَبِ، وقيل: هي اللَّحمِيةُ الحَادِرَةُ الخَلْقِ فِي استواءٍ، وقيل: هي العَظِيمةُ السَّاقَينِ.

  وخَلْقٌ خَبَرْنَجٌ تَامٌّ.

  والخَبَرْنَجَةُ: حُسْنُ الغِذَاءِ، كذا في اللِّسانِ وغيرِه.

  [خبعج]: الخَبْعَجَةُ، بالموحّدة بعد الخاءِ، قال الأَزهريّ: مِشْيَةٌ مُتَقَارِبَةٌ كمِشْيَةِ المُرِيبِ، قال ابنُ سِيدَهْ: فيها قَرْمَطَةٌ وعَجَلَةٌ، يقال: جاءَ يُخَبْعِجُ إِلى رِيبَةٍ، وأَنشد⁣(⁣٢):

  كَأَنَّه لَمَّا غَدَا يُخَبْعِجُ ... صَاحِبُ مُوقَيْنِ عَلَيْهِ مَوْزَجُ

  وقال:

  جَاءَ إِلى جِلَّتِها يُخَبْعِجُ⁣(⁣٣) ... فَكُلُّهُنَّ رَائِمٌ يُدَرْدِجُ

  قال ابن سِيدَه: وكذلك الخَنْعَجَةُ.

  [خثعج]: * ومما يستدرك عليه:

  الخَثْعَجَةُ، بالمثلّثة، وهو مِثْل الخَبْعَجَة، بالموحَّدة، ذَكَرَه ابنُ سِيدَه في ترجمة خَنْعَج، بالنون، قال: وقد ذُكِر بالبَاءِ والثاءِ والنون، فهو إِذاً خَبْعَجَة وخَثْعَجَة وخَنْعَجَة.

  [خجج]: الخَجُوجُ، كصَبور: الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ المَرِّ، قاله الأَصمعيّ، وقال ابنُ شُميلٍ: هي الشَّديدةُ الهُبُوبِ الخَوَّارَةُ، لا تَكُون إِلَّا في الصَّيْف، وليستْ بِشديدةِ الحَرِّ، وقيل: رِيحٌ خَجُوجٌ: شَدِيدةُ المُرُورِ في غيرِ اسْتواءٍ، أَو هي المُنْتوِيَةُ في هُبُوبِهَا.

  خَجَّتِ الرِّيحُ في هُبُوبها تَخُجُّ خُجُوجاً: الْتَوَتْ. ورِيح خَجُوجٌ: تَخُجُّ في هُبُوبِهَا، أَي تَلْتَوِي، قال⁣(⁣٤): ولو ضُوعِفَ وقيل: خَجْخَجَت الرِّيحُ كان صَوَاباً، قال ابنُ سِيدَه، وقيل: هي الشّديدةُ من كُلِّ رِيحٍ ما لمْ تُثِرْ عَجَاجاً، وخَجِيجُ الرّيحِ: صَوْتُها، كالخَجَوْجَاةِ، أَهمله الجوهريّ.

  قال شَمِرٌ: رِيحٌ خَجُوجٌ وخَجَوْجَاةٌ: تَخُجُّ في كُلِّ شَقٍّ، وقال ابنُ الأَعرابيّ: رِيحٌ خَجَوْجَاةٌ: طَوِيلَةُ دائمةُ الهُبُوب وقال أَبو نَصْرٍ: هي البَعِيدَةُ المَسْلَكِ الدائِمَةُ الهُبُوبِ، وقال ابن أَحْمَرَ يَصِفُ الرِّيحَ:

  هَوْجَاءُ رَعْبَلَةُ الرَّوَاحِ خَجَوْ ... جَاةُ الغُدُوِّ رَوَاحُهَا شَهْرُ

  قال والأَصلُ خَجُوجٌ، وقد خَجَّتْ تَخُجُّ، وأَنشدَ أَبو عَمْرٍو.

  وخَجَّتِ النَّيْرَجَ مِنْ خَرِيقِها⁣(⁣٥)

  ورَوى الأَزهَرِيُّ بإِسناده عن خالِدِ بنِ عرعرة⁣(⁣٦) قال: سَمِعْت عَليًّا، ¥، وذكر بناءَ الكعبة فقال «إِن إِبراهِيمَ # حين أُمِرَ بِبناءِ البَيْتِ ضَاقَ به ذَرْعاً، قال فَبَعَثَ الله عَلَيْه السَّكِينَةَ، وهي رِيحٌ خَجُوجٌ لهَا رَأْسٌ فتَطَوَّقَتْ بالكَعْبَةِ⁣(⁣٧) كَطَوْقِ الحَجَفَةِ ثم استَقَرَّتْ» قال ابن الأَثير: وجاءَ في كِتَاب المُعْجَمِ الأَوْسَط للطَّبَرَانِيّ، عن عليٍّ ¥ «أَن النّبيّ، قال: السَّكِينَةُ ريحٌ خَجُوجٌ». وفي الحَدِيثِ الآخَرِ «إِذا حَمَلَ فهو خَجُوجٌ».

  والخَجُّ: الدَّفْعُ، وفي النوادر: النّاس يَهُجُّونَ هذا الوادِيَ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الخبرنج بالنون في النسخ على ما في اللسان وغيره من الأمهات كما نبه عليه الشارح» ووردت في اللسان في مادة: خبرنج.

(٢) في التكملة: وأنشد للنصري.

(٣) «إلى جلتها» عن اللسان، وبالأصل والتكملة «إلى حلتها».

(٤) هو قول الليث كما في التهذيب.

(٥) من قولهم: ريح نيرج، ومثلها نورج أي عاصف،

(٦) بهامش المطبوعة المصرية «قوله عرعرة في اللسان عروة فليحرر» والعبارة ليست في التهذيب، ولعل الصواب الزهري بدل الأزهري.

(٧) في النهاية: «بالبيت» وفي كتاب القتيبي: فتطوت موضع البيت كالحجفة.