[حنأ]:
  والحَمْأَةُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ بنجدٍ في الرَّمل وفي السَّهْلِ.
  ويقال: رَجُلٌ حَمِئُ العَيْنِ، كَخَجِل: عَيُونٌ مثل نَجِئ العَيْنِ، عن الفَرَّاء، قال ولم نَسمَعْ له فِعلاً.
  [حنأ]: الحِنَاءُ، بالكسر والمدّ والتشديد م أَي معروفٌ، وهو الذي أَعدَّه الناس للخِضاب، وقال السَّمعانيُّ: نبْتٌ يَخْضِبونَ به الأَطرافَ، وفي شَرْح الكِفَاية: اتفقوا على أَصالَةِ همزته، فوزنه فِعَّال، وهو مُفردٌ بلا شُبْهَةٍ، وقال ابنُ دُريد وابنُ وَلَّادٍ: هو جَمعٌ لِحنَّاءَة بالهاء، ونقله عِياضٌ وسَلَّمَه، وفيه نَظَرٌ، فقد صَرَّح الجُمهورُ بأَن الحِنَّاءَةَ أَخَصُّ من الحِنَّاءِ، لا أَنَّه مُفْردٌ لها، كما قاله الجوهريّ والصاغانيّ ج حُنْآنٌ، بالضّمّ مثال عُثْمان، قاله أَبو الطّيّب اللغويّ، وأَنشد أَبو حَنيفَةَ في كِتاب النبات:
  فَلَقَدْ أَرُوحُ بِلِمَّةٍ فَيْنَانَةٍ ... سَوْدَاءَ لَمْ تُخْضَبْ مِنَ الحُنْآنِ
  وقال السُّهيليّ في الرَّوْض: هو حُنَّانٌ، بضم فتشديدٍ، جُمع على غيرِ قِياسٍ ثم قال: وهي عندي لُغَةٌ في الحِنَّاء، لا جَمْعٌ، وأَنشد البَيْتَ، ونقل عن الفرَّاءِ الحِنَّان، بالكسر مع التشديد.
  وإِلى بَيْعِهِ أَي الحِنَّاءِ يُنْسَبُ وفي بعض النسخ نُسِب جماعةٌ من المُحَدِّثين، منهم من القدماء إِبراهيمُ بن عَلِيٍّ حدَّث عن أَبي مُسْلِم الكنجي(١) وغيره، وسمع منه عبد الغني بن سعيد وَيَحْيَى بنُ مُحمّد بن البحتري، يروي عن هُدْبة بن خالد، وعبيد الله بن معاذ وأَبو الحسن(٢) هارون بن مُسْلم بن هُرمز البصري، قال أَبو حاتم: هو صاحب الحِنّاء، يروي عن أَبَان بن يزيد العَطَّار، وعنه قُتَيبَة بن سَعيد وغيره، وأَبو بكر عبدُ الله بن مُحمّد بن عبد الله بن هِلال الضَّبِّيّ القاضي نَزِيل دِمشق، كان ثقةً، حدَّث عن الحُسين بن يحيى بن عَيَّاش القَطَّان، ويعقوب بن عبد الرحمن الدعّاء، وغيرهما، وعنه أَبو عليّ المُقْرِي وأَبو القاسم الحِنّائي وأَبو عبد الله(٣) الحُسَيْن بن محمد بن إِبراهيم بن الحسين من أَهل دمشق صاحِبُ الجُزْءِ المشهور وقد رويناه عن الشيوخ، توفي في حدود سنة ٤٥٠(٤) يروي عن عبد الوهاب بن الحسن الكلائي، وأَبي بكر بن أَبي الحَدِيد السُّلَمي، قال ابن ماكولا: كتبت عنه، وكان ثقةً وأَخوه عليّ بن محمد بن إِبراهيم بن الحسين وولده محمد بن الحسين حَدَّثا بدمشق والعراق وأَبو الحسن جابِر بن ياسين بن الحسن بن مَحْمُويَه العَطّار، من أَهل بغداد، كان يبيع الحِنَّاءَ، وكان عطَّاراً، سمع أَبا طاهر المخلص، وعنه أَبو بكر الخطيب وأَبو حفْص الكِنَاني وأَبو الفضل الأَرْمَوي. قلت: وقَع لي حديثُه عالياً في قُرْط الكَواعِب، في سُبَاعِيّات ابنِ مُلاعِب وأَبو الحسن محمد بن عبد الله وفي بعض النسخ عُبَيد الله، وهو ابن محمد بن محمد بن يوسف البغداديّ، سمع أَبا عليّ الصفَّار وأَبا عمرو بن السّمَّاك وجعفراً الخُلْدِي وغيرهم، روى عنه الخطيب والنعالي وأَثنيا عليه، مات في سنة ٤١٣ الحِنَّائِيُّونَ المُحَدِّثون.
  * ومما يستدرك عليه ممن انتسب إِلى بيعه:
  أَبو موسى هارون بن زياد بن بَشير الحِنّائي من أَهل المصِّيصَة، يروي عن الحارث بن عمير عن حُميد، وعنه محمد بن القاسم الدقّاق بالمصِّيصة وغيره، وأَبو العباس محمد بن أَحمد بن الحسن بن بَابويه الحنّائي، حدّث بكتاب الرُّهبان عن أَبي بكر بن أَبي الدُّنيا، وأَبو العباس محمد بن سُفيان بن عَقْوَيه الحِنّائي يعرف بِحَبْشُون، من أَهل بغداد، حدَّث عن الحسن بن عرفة وأَبي يحيى البزَّاز، وعنه عليّ بن محمد بن لُؤلؤ الورَّاق وغيره.
  وممن تأَخر وفاته من المحدّثين أَبو العباس أَحمد بن محمد بن إِبراهيم المالكي الحِنّائي نزيل الحُسَينية، ولد سنة ٧٦٣ ومات سنة ٨٤٨.
  وحَنَأ المكَانُ، كَمَنَعَ: اخضَرَّ والتَفَّ نَبْتُه(٥) عن ابن الأَعرابي.
  وحَنَأَ المرأَةَ: جامَعَها.
  وأَخْضَرُ ناضِرٌ وباقلٌ وحانئ، تأْكيدٌ أَي شديد الخُضرة.
(١) كذا، ولعله «الكجي» نسبة إلى كَجّ، بلد بخوزستان، وهو ابراهيم بن عبد الله بن مسلم وكان من أصحاب المهلب.
(٢) تقريب التهذيب: أبو الحسين البصري.
(٣) تهذيب تاريخ دمشق: الحسين بن محمد بن ابراهيم أبو القاسم الحنائي.
(٤) تهذيب تاريخ دمشق: توفي سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
(٥) اللسان: حنأت الأرض تحنأ: اخضرّت والتفّ نبتها.