تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سرنج]:

صفحة 402 - الجزء 3

  وسَرِجَ: إِذا كَذَب، كَسَرَج، كنَصَر، والأَوّل مرجوحٌ، وسَرَج الكَذِبَ يَسْرُجه سَرْجاً: عَمِلَه.

  والسَّرْجُ: رَحْلُ⁣(⁣١) الدَّابَّةِ، معروف، ولذا لم يتعرّضْ له المصنِّف إِلّا استطراداً. والجمع سُرُوجٌ. وهو عربيّ. وفي شفاءِ الغليل، أَنه مُعرَّب عن سَرْك: وأَسْرَجْتُهَا: شَدَدْتُ عليها السَّرْجَ فهي مُسْرَجٌ. والسَّرّاجُ مُتَّخِذُه وصانِعه أَو بائِعه وحِرْفَتُه السِّرَاجَة، بالكسر، على قاعدة المصادر من الحِرَف والصنائع كالتِّجَارة والكتابة ونحوهما.

  ومن المجاز: رَجُلٌ سَرّاجٌ مَرّاجٌ: أَي كَذَاب يَزيد في حَديثِه. وقيل: السَّرَّاج: هو الكَذّاب الذي لا يَصْدُق أَثَرَه يَكذِبُك مِن أَينَ جاءَ، ويُفرَد فيقال: رجلٌ سَرّاجٌ. وقد سَرّجَ⁣(⁣٢). ويقال «بكَّلَ أُمِّ فُلانٍ فسَرِّجْ عليها بأُسْرُوجَة»⁣(⁣٣) وفي الأَساس سَرَّجَ عليَّ أُسْروجةً، وتَسَرّجَ عليَّ تَكَذَّبَ، وإِنه يُسَرِّج الأَحاديثَ تَسْرِيجاً. وكلّ ذلك مجازٌ.

  وسُرَيْجٌ كزُبَيْر: قَيْنٌ معروف، وهو الذي تُنْسَب إِليه السُّيُوفُ السُّرَيْجيّةُ. وشَبَّه العَجّاجُ بها حُسْنَ الأَنفِ في الدِّقَّة والاستواءِ، فقال:

  وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجَا

  كذا في اللِّسَان. وقيل: أَي كالسِّرَاج في البَرِيقِ واللَّمَعانِ. وقد أَنكر ذلك أَهلُ المعاني والبيان.

  وأَبو سعيدٍ محمدُ بنُ القاسِمِ بن سُرَيْجٍ وأَبو العبّاسِ أَحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ سُرَيْجٍ، عالمُ العراقِ وفقيهُها والهَيْثَم بنُ خالدٍ، السُّرَيْجيُّونَ، نِسبة إِلى جَدِّهم، عُلماءُ مُحدِّثونَ.

  وسَرْجُ بن إِبراهيمَ الخليلِ ~ وسلامُه، عُدَّ من جُمْلَة أَولاده، وأُمُّه قَطُورَا بنت يَقْطُنَ.

  وسَرْجٌ، بلا لام، عَلَمُ جماعةٍ من المُحَدِّثين، منهم يُوسُفُ بنُ سَرْجٍ، وصالحُ بنُ سَرْجٍ، ومحمدُ بنُ سِنَانِ بنِ سَرْجٍ، المحدّثونَ. وسالمُ بنُ سَرْجٍ: تابِعِيٌّ، كُنْيَته أَبو النَّعْمَانِ، ذَكَرَه ابنُ حِبّانَ.

  وسَرْجٌ: ع.

  والسُّرْجَجُ، كتُرْتَبٍ بضمّ فسكون ففتح: الدائمُ.

  والسُّرْجُوجُ بالضم: الأَحمقُ.

  والسِّرْجِيجَة بالكسر والسُّرْجوجة بالضمّ: الخُلُقُ والطَّبيعةُ والطَّرِيقةُ. يقال: الكَرَمُ مِن سِرْجِيجَتِهِ، أَي خُلُقِه، حكاه اللِّحْيَانيّ. وعن أَبي زيدٍ: إِنه لكريمُ السُّرْجُوجة والسِّرجيجةِ، أَي كريمُ الطَّبيعة. في الصّحاح عن الأَصمعيّ إِذا استوتْ أَخلاقُ القومِ⁣(⁣٤) قيل: هم على سُرْجُوجَةٍ واحدةٍ، ومَرِنٍ ومَرِسٍ.

  وسُرْجَةُ، بالضمّ⁣(⁣٥)، كصُبْرَة: ع، قُرْبَ سُمَيْساطَ. و: ة، بحَلَبَ. وحِصْنٌ بين نَصِيبِينَ ودُنَيْسَرَ، بضمّ الدّال وفتح النُّون، أَي رأْس الدُّنيا، وسيأْتي ذكْرُهَا.

  وسَرُوجُ، بالفتح: د، قُرْبَ حَرّان العَوَامِيدِ المشهور بِالنِّسبة إِليها أَبو زيدٍ المَعْزُوّ إِليه المقاماتُ الحَرِيريّة.

  ومن المجاز: سَرَجَ اللهُ وَجْهَه، وسَرَّجَه تَسْرِيجاً أَي بهَّجَه وحَسَّنَه⁣(⁣٦). وفي اللسان: سَرَّجَ الشيَءَ زَيَّنَه. وسَرَجَه الله وسَرَّجه. وَفَّقَه ... والذي قاله المصنِّف فهو بإِجماعِ أَهلِ اللغةِ كالبَيْهَقيّ وابنِ القَطّاعِ والسَّرَقُسْطيّ وابنِ القُوطيّة. وكان شيخُ شيخِنا الإِمامُ أَبو عبد الله محمد بن الشاذليّ رحمهما الله تعالى يَبحث في ثُبوته، ويَرى أَنه غير ثابتٍ في الكلام القديم، وقد أَشار إِلى ذلك شيخُنا في حواشِي عقودِ الجُمانِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  جَبِينٌ سارِجٌ، أَي واضحٌ كالسِّراج، عن ثعلب. وأَنشد:

  يا رُبَّ بَيْضَاءَ من العَواسِجِ ... لَيِّنَةِ المَسِّ على المُعَالِجِ

  هَأْهاءَةٍ ذَاتِ جَبِينٍ سارِجِ


(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: رحالة.

(٢) في التهذيب: «سرَجَ» وفي اللسان «سَرِج» وكلاهما بدون تشديد للراء.

(٣) في الأصل: «بكلام فلان فرح عليها بأسروجة» وما أثبت عن اللسان.

وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله بكلام فلان الخ كذا في سائر النسخ والذي في اللسان: بكّل أم فلان فسرج عليها الخ، وهو الصواب» وعبارة التهذيب: تكلم بكلمة فسرَّج عليها بأسروجة.

(٤) في الصحاح: الناس. والتهذيب واللسان.

(٥) في معجم البلدان والتكملة ضبطت بفتح السين.

(٦) في التهذيب: سرّج الله وجهه وبهّجه أي حسَّنة.