تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سيج]:

صفحة 410 - الجزء 3

  وعنه أَيضاً المسْهَجُ كمِنْبَر: الّذي يَنْطَلِق⁣(⁣١) في كُلِّ حَقٍّ وباطِلٍ. والمِسْهَج: المِصْقَع البَليغُ. قال الأَزهريّ: خَطِيبٌ مِسْهَجٌ ومِسْهَكٌ.

  وعن أَبي عُبَيْدٍ: الأَساهِيّ والأَسَاهِيج ضُرُوبٌ مُخْتَلِفةٌ من السَّيْرِ، وفي نسخة سَيْرِ الإِبْلِ. وفي الأَساس: وأَخَذَ بي⁣(⁣٢) اليوم أَساهِيجَ ليس لي فيها نَصَفٌ، أَي أَفانين من الباطِلِ ليس لي فيها نَصَفَةٌ.

  وسُوهَاجُ، بالضمّ: قريةٌ بصَعيدِ مِصْرَ.

  [سيج]: سَيجٌ، كَكَتِفٍ: د، بالشِّحْر في ساحِل اليَمَن.

  والسِّيَاج ككتَاب: الحَائطُ ظاهِرُه أَنه يائيّ العين، وهو صَنيع الجَوْهَريّ⁣(⁣٣) وابن منظور. وصرّح الفَيّوميّ بأَن ياءَه عن واوٍ كصِيام. وكذا أَبو حَيّان، وأَكثر أَئمة النحو على أَنه واويّ العين. ففي المصباح: [مادة]⁣(⁣٤) السّاج: والسِّياجُ ما أُحِيطَ به عَلى شَيْءٍ من النَّخْلِ والكَرْمِ⁣(⁣٥)، من شَوْكٍ ونَحْوِه، والجمعُ أَسْوِجَة وسُوجٌ، والأَصلُ بضمّتين، مثل كِتاب وكُتُب لكنه أُسكِن استثقالاً للضّمّة على الواو.

  وقد سَيَّجَ حائطَه تَسْيِيجاً. وفي الأساس⁣(⁣٦): سَوَّجْت على الكَرْمِ، بالواو، وسَيَّجتُ، باليَاءِ أَيضاً: إِذا عمِلْت عليه ساجاً⁣(⁣٧). ومثله في المصباح، فكانَ الأَوْلَى ذِكرُه في المادّتين على عادَته.

  وزاد في اللسان في هذا المادّة والسّاجُ⁣(⁣٨) الطَّيْلَسانُ، على قولِ مَن يجعل أَلِفَه منقلبةً عن الياءِ.

  وسِيجَانُ بْنُ فَدَوْكَسٍ، بالكسر، ووَهْبُ بن مُنَبِّه بن كامل بن سَيْج بن سِيجَانَ بْنِ فَدَوْكَسٍ الصَّنْعَانيّ، بالفَتْحِ أَو بالكسْرِ أَو بالتَّحْرِيك أَخو هَمّامٍ وعبدِ الله وعَقيل ومَعْقِل، وهما شَيخَا قُطّرِ اليَمَنِ عِلْماً وعَمَلاً.

(فصل الشين) المعجمة مع الجيم

  [شأج]: شَأَجَه الأَمْرُ، كمَنَعَه: أَحْزَنَه، مقلوب شَجَأَه.

  ولم يذكره الجوهريّ ولا ابن منظور.

  [شبج]: الشَّبَج، محرَّكَةً: البابُ العالي البِنَاءِ، هُذَلِيّة.

  قال أَبو خِراشٍ:

  ولا وَاللهِ لا يُنْجِيكَ دِرْعٌ ... مُظَاهَرَةٌ ولا شَبَجٌ وَشِيدُ

  أَو الشَّبَجُ: الأَبوابُ. واحِدُهَا شَبَجَةٌ بهاءٍ.

  وأَشْبَجَه: إِذا رَدَّه.

  * قال شيخنا: وبقي من هذه المادة: شَبَجَ: إِذا سار بشدّة، ذكره أَربابُ الأَفعال، وأَغفله المصنّف.

  قلت: وأَنا أَخشى أَن يكون هذا مُصَحَّفاً من: شَجّ - بالشين والجيم فقط -: إِذا سار بشدّة، كما سيأْتي فمن الذي يعده.

  [شجج]: شَجَّ رأْسَهُ يَشِجُّ بالكسر ويَشُجّ بالضمّ، شَجّاً، فهو مَشْجُوجٌ وشجِيج، من قومٍ شَجَّى، الجمعُ عن أَبي زيدٍ: كَسَرَه، وهذا عن الَّليث. وعن أَبي الهَيْثَم: الشَّجُ: أَن يَعْلُوَ رَأْسَ الشيْءِ بالضَّرْب كما يَشُجُّ رَأْسَ الرَّجُلِ، ولا يكون الشَّجُ إِلّا في الرَّأْسِ. وفي حديث أُمّ زَرْعٍ: «شَجَّكِ أَو فَلَّكِ»، الشَّجُّ، في الرأْس خاصَّةً، في الأَصل، وهو أَن يَضْرِبَه بشيْءٍ فيَجْرَحَه فيه ويَشُقَّه، ثم استُعْمل في غيره من الأَعضاءِ.

  وشَجَّ البَحْرَ: شَقَّه، وهو مَجاز. وعبارة الصّحاح واللسان: وشَجَّت السَّفينةُ البَحْرَ: خَرقَتْه وشَقَّته⁣(⁣٩). وكذلك السابحُ. وسابُحٌ شَجَّاجٌ: شديدُ الشَّجِّ. قال:


(١) القاموس واللسان، وفي التهذيب: ينطق.

(٢) عن الأساس، وبالأصل: «وأخذني».

(٣) كذا ولم يرد في الصّحاح.

(٤) زيادة استدركت للإيضاح: فالمعنى بدونها قلق ومضطرب.

(٥) في المصباح: ما أحيط به على الكرم ونحوه.

(٦) عبارة الأساس في مادة سوج: وسوّجت على النخل والكرم.

(٧) في المصباح: سياجاً.

(٨) في اللسان: والسياج.

(٩) ما أثبته المصنف هو عبارة اللسان، وأما نص الصحاح: وشجّتِ السفينةُ البَحر، أي شقته.