تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سيج]:

صفحة 411 - الجزء 3

  في بَطْنِ حُوتٍ بهِ في البَحر شَجّاجِ

  وشَجّ المَفَازَةَ: قَطَعَهَا، وهوَ مَجَازٌ. قال الشاعر:

  تَشُجُّ بِيَ العَوْجاءُ كلَّ تَنُوفَةٍ ... كأَنَّ لها بَوّاً بِنهْي تُغَاوِلُهْ

  وفي حديث جابرٍ: «فأَشْرَعَ ناقَته فشَرِبَتْ فشَجَّت [فبالت]⁣(⁣١)». قال⁣(⁣٢): هكذا رواه الحُمَيْديّ في كتابه. وقال: معناه قَطَعَتِ الشُّرْبَ، من: شَجَجْتُ المَفَازَةَ: إِذا قَطَعْتَهَا بالسَّيْرِ. قال⁣(⁣٣): والّذِي رواه الخطَّابيّ في غريبه وغيره: «فَشَجَتْ [وبالت]⁣(⁣٤)»، على أَنّ الفاءَ أَصليّة والجِيمُ مخفَّفة، ومعناه تَفَاجَّتْ أَي فَرَّقَت ما بين فَخَذَيْهَا لِتُبَوّلَ.

  ومن المجاز: شَجَّ الخَمْرَ بالماءِ يَشِجُّهَا، بالكسرِ، ويَشُجّها، شَجّاً: مَزَجَها.

  وفي حديث جابرٍ، أَرْدَفني رَسولُ الله ، فالْتَقَمْتُ خاتَمَ النُّبُوّةِ فكانَ يَشُجُّ عليَّ مِسْكاً» أَي أَشمُّ منه مِسْكاً، وهو من شَجّ الشَّرابَ: إِذا مَزَجَه بالماءِ، كأَنّه كان يَخْلِط النَّسيمَ الواصلَ إِلى مَشَمِّه بريحِ المِسْك. ومنه قول كَعْبٍ:

  شُجَّتْ بذي شَبَمٍ من مَاءِ مَحْنِيَةٍ

  أَي مُزِجَت وخُلِطت.

  والشَّجَجَ، محرَّكَة: أَثَرُ الشَّجَةِ في الجَبين.

  ورجلٌ أَشَجُّ بَيِّنُ الشَّجَجِ، إِذا كان في جَبِينه أَثَرُ الشَّجَّةِ.

  والشَّجَّة أَيضاً: المَرَّة من الشَّجِّ.

  وكان بَيْنُهم شِجَاجٌ، أَي تَشَاجٌّ، شَجَّ بعضُهم بعضاً.

  والشَّجَّة: واحدةُ شِجَاجِ الرَّأْسِ وهي عشرٌ: الحارِصَة⁣(⁣٥)، والدّامِيَة، والبَاضِعَة، والسِّمْحاق، والمُوضِحَة، والهاشِمة، والمُنَقِّلة، والمأْمومة، والدامِغَة⁣(⁣٦)، وسيأْتي في دمغ.

  وشَجَجَى، كجَمَزَى: العَقْعَق.

  والتَّشْجِيجُ: التَّصْمِيمُ.

  والأَشَجُّ: هو المُنْذِر بن الحارث بن عَصَرَ العَصَرِيّ، صحابيّ مشهور، واسمُ جماعةٍ.

  والشّجَوْجَى، بضمّ⁣(⁣٧) الجيمِ الأُولى: الرَّجُلُ المُفْرِطُ في الطُّولِ⁣(⁣٨).

  * ومِمّا يُسْتَدرَكُ عَليْه:

  الشَّجِيجُ والمُشجَّجُ: الوَتِدُ، لِشَعَثِه، صِفةٌ غالبةٌ. قال:

  ومُشجَّجٌ أَمّا سَواءُ قَذالِهِ ... فَبدَا وغَيَّبَ سارَهُ المَعْزاءُ

  ووَتِدٌ مَشْجُوجٌ وشَجِيجٌ ومُشَجَّجٌ، شُدِّدَ لكثرةِ ذلك فيه.

  وهذا في الصّحاح واللسان. وفي الأَساس⁣(⁣٩): ما بالدَّار شَجِيجٌ ومُشَجَّجٌ، أَي وَتِدٌ، وهو مَجاز.

  وشَجَّ الأَرضَ برَاحلتِه شَجّاً: سار بها سَيراً شَديداً.

  ومن أَمثالهم: «فلانٌ يَشُجُّ بِيَد ويأْسُو بأُخرى»: إِذا أَفسدَ مَرَّةً وأَصلحَ مَرَّةً. وفي الأَساس: وزيدٌ يشُجّ مَرّةٌ ويأْسو مَرَّةً: يُخْطِئ ويُصِيب. وأَنشد المَيْدَانيّ في الأَمثال:

  إِنّي لأُكْثِرُ مِمّا سُمْتَني عَجَباً ... يَدٌ تَشُجُّ وأُخْرَى منك تأْسُونِي⁣(⁣١٠)


(١) زيادة عن النهاية.

(٢) أي ابن الأثير، والعبارة موجودة في النهاية وفي اللسان نقلاً عن النهاية دون ذكرها.

(٣) القائل هو ابن الأثير.

(٤) زيادة عن النهاية.

(٥) بالأصل: «وهي عشرة: الخارصة» وما أثبت عن اللسان.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله عشرة كذا بالنسخ والمعدود تسعة. وسقط منها بعد الدامية الدامعة بالعين المهملة وبها تتم العشرة. قال المجد: والدامعة من الشجاج بعد الدامية» وفي المصباح: دمعت الشجة جرى دمعها فهي دامعة. وانظر في اللسان ما شرحه في معاني شجاج الرأس.

(٧) كذا، وما أثبت عن القاموس.

(٨) في القاموس: المفرط الطول.

(٩) عبارة الأساس: ما بالدار إلّا نؤي وشجيج القذال، ومُشَجَّج، وهو الوتد.

(١٠) وهو لصالح بن عبد القدوس، وقبله:

قل للذي لست أدري من تلونه ... أناصح أم على غش يداجيني

(عن هامش التهذيب شبح).