تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عفنج]:

صفحة 437 - الجزء 3

  وعَالَجَه ف عَلجَه عَلْجاً: إِذا زَاوَلَه فغَلَبَه فيها، أَي في المُعَالَجَة.

  واسْتَعْلَجَ جِلْدُه: أَي غَلُظَ، فهو مُسْتَعْلِجُ الخَلْقِ.

  ورَجُلٌ عَلِجٌ، ككَتِفٍ، وصُرَدٍ، وخُلَّرٍ، الأَخير بالضّمّ وتشديد الثّاني، وفي نسخة: «سُكَّرٍ»، وهذان الأَخِيرَان من التهذيب: ومعناه شديدُ العِلاجِ صَرِيعٌ، مُعَالِجٌ للأُمُور.

  وفي اللسان: العُلَّجُ: الشَّديدُ من الرّجال قِتَالاً ونِطَاحاً.

  والعَلَجُ، بالتَّحْرِيكِ: أَشاءُ النَّخْلِ، عن أَبي حَنيفَةَ، أَي صِغارُه. وقد تقدم في حرف الهمزة.

  والعُلْجَانُ، بالضّمّ: جماعةُ العِضَاهِ والعَلَجَانُ بالتَّحْرِيكِ: اضطرابُ النَّاقَةِ، وقد عَلِجَتْ تَعْلَج.

  وعَلَجَانُ: ع.

  والعَلَجُ والعَلَجَانُ نَبْتٌ م أَي معروفٌ. قيل: شَجَرٌ مُظلِمٌ⁣(⁣١) وليس فيه وَرَقٌ، وإِنما هو قُضْبانٌ كالإِنسان القاعدِ، ومَنْبِتُه السَّهْلُ، ولا تأْكلُه الإِبلُ إِلّا مضطَرَّةً، قال أَبو حَنيفةَ: العَلَج، عند أَهلِ نَجْد: شَجرٌ لا ورَقَ له، إِنما هو خيطانٌ جُرْدٌ، في خُضْرتها غُبْرَةٌ، تأَكُلُها الحَميرُ فتَصفَرُّ أَسنانُها، فلذلك قيل للأَقْلَحِ: كأَنّ فاهُ فُو حِمَار أَكلَ عَلَجَاناً. واحِدَتُه عَلَجَانَةٌ. قال عبدُ بني الحَسْحَاس:

  فبِتْنَا وِسَادَانَا إِلى عَلَجَانَةٍ ... وحِقْفٍ تَهَادَاهُ الرِّيَاحُ تَهَادِيَا

  قال الأَزْهَرِيّ: العَلَجَانُ: شَجَرٌ يُشْبِه العَلَنْدَى، وقد رأَيتهما⁣(⁣٢) بالبادية⁣(⁣٣) وتُجمَع عَلِجَات. وقال:

  أَتَاكَ مِنْهَا عَلِجَاتٌ نِيبُ ... أَكلْنَ حَمْضاً فالوجوهُ شِيبُ

  وقال أَبو دُوَاد:

  عَلِجَاتٌ شُعْرُ الفَرَاسِنِ والأَشْ ... داقِ كُلْفٌ كأَنَّها أَفْهَارُ

  والعَالِجُ: بَعِيرٌ يَرْعَاهُ أَي العَلَجَانَ.

  تَعَلَّج الرملُ: اعْتَلَجَ⁣(⁣٤).

  وعالجٌ: رِمَالٌ معروفة بالبَادِيَة، كأَنّه منه بعد طَرْحِ الزّائد، قال الحارث بن حِلِّزَةَ:

  قُلتُ لعَمْرٍو حينَ أَرْسَلتُه ... وقد حَبَا من دُونِنا عالجُ

  لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبَارِهَا ... إِنّك لا تَدْرِي مَنِ النّاتِجُ

  وعالجٌ: ع بالبادِيَة به رَمْلٌ.

  وفي حديث الدُّعاءِ: «وما تَحْوِيه عَوَالِجُ الرِّمال»: هي جمعُ عالِجٍ، وهو ما تَرَاكَمَ من الرَّمل ودخلَ بعضُه في بعضِ».

  وذكر الجوهَرِيّ في هذه الترجمة العَلْجَن، بزيادة النُّون: وهي النّاقةُ الكِنَازُ اللَّحْمِ، قال رُؤبَة:

  وخَلَّطَتْ كُلُّ دِلَاثٍ عَلْجَنِ ... تَخْلِيطَ خَرْقَاءِ اليدَيْنِ خَلْبَنِ

  والمرأَة الماجِنَةُ، كذا في التهذيب⁣(⁣٥) وأَنشد:

  يا رُبَّ أُمٍّ لِصَغيرٍ عَلْجَنِ ... تَسرِقُ باللَّيْلِ إِذا لمْ تَبْطَنِ

  وبنو العُلَيج، كزُبَيرٍ، وبنو العِلَاج، بالكسر: بَطْنَانِ الأَخِير من ثَقيفٍ. وقد أَنكر بعضٌ تَعريفَهما. ومن الأَخير عَمْرُو بنُ أُميَّةَ.

  واعْتَلَجوا: اتَّخَذوا صِراعاً وقِتَالاً.

  وفي الحديث: «إِنَّ الدُّعَاءَ لَيَلْقَى البَلاءَ فَيَعْتَلِجَان» أَي يَتَصَارعانِ. واعْتَلَجَت الأَرْضُ: طالَ نَبَاتُهَا.

  والمُعْتَلِجَةُ: الأَرضُ التي اسْتَأْسَدَ نَبَاتُها والْتَفَّ وكَثُرَ.

  ومن المجاز: اعْتَلَجت الأَمواجُ: الْتَطَمَتْ، وكذلك اعْتَلَجَ الهَمُّ في صَدْرِه، على المَثَلِ و في الحديث: «ونَفَى مُعْتَلِجَ الرَّيْبِ»: هو منه، أَو من اعْتَلَجَت الأَمواجُ.


(١) في المطبوعة الكويتية: مظللم خطأ.

(٢) عن التهذيب وبالأصل: تشبه ... رأيتها.

(٣) زيد في التهذيب: «وأغصانهما صليبة، الواحدة عَلَجانة. وناقة عَلِجةٌ: شديدة». بهذه الزيادة يتضح المعنى: وتجمع عَلِجات» مرتبطة بقوله وناقة علجة.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله تعلّج الخ هو مستأنف وكان الأولى: وتعلّج.

(٥) لم يرد هذا المعنى في التهذيب لا في مادة علج ولا في علجن، ولكنه ورد في اللسان (علجن).