تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل العين) المهملة مع الجيم

صفحة 445 - الجزء 3

  تَقَدَّى بِيَ المَوْمَاةَ عاجٌ كأَنَّهَا⁣(⁣١)

  والعَاجُ: عَظْمُ الفِيلِ ولا يُسَمَّى غيرُ النّابِ عاجاً، كذا قاله ابن سيده والقَزّاز، وسَبَقَهُم اللّيْث. وفي المصْباح: العَاجُ: أَنْيَابُ الفيل⁣(⁣٢). ومن خَواصِّه أَنه إِنْ بُخِّرَ به الزّرعُ أَو الشّجرُ لم يَقْرَبْه دُودٌ، وشارِبَتُه كلَّ يومٍ دِرْهَمَيْن بماءٍ وعَسَلٍ إِن جُومِعَت بعدَ سبعةِ أَيّامٍ من شُرْبهَا مع المُدَاوَمَة عليها ذَهَب عُقْرُهَا وحَبِلَتْ؛ نقَله الأَطِبّاءُ.

  وصاحِبُه - من الصّحاح - وبائعُه، حكاه سيبويه، عَوّاجٌ.

  وذو عَاجٍ: وادٍ.

  وَعَوَّجَه أَي الإِناءَ تَعْويجاً: رَكَّبَه أَي العَاجَ فيه. ومنه إِناءٌ مُعَوَّجٌ، قال المَعَرِّيُّ:

  فعُجْ يَدَكَ اليُمْنَى لتَشْرَبَ طاهراً ... فقد عِيفَ للشِّرب الإِناءُ المُعَوَّجُ

  قال شُرّاحة: أَي الإِنَاءُ الّذي فيه العَاجُ، وهو عَظْمُ الفِيل.

  وعُوجُ بنُ عُوقٍ، بضمّهما لا عُنُق، كما يأْتي للمصنّف في عوق. قال اللّيث: هو رَجُلٌ ذُكِرَ أَنه كان وُلِدَ في مَنزلِ أَبينا أَبي البَشَر آدَمَ # فَعَاشَ إِلى زَمَنِ السيِّدِ الكَلِيمِ موسَى #، وأَنه هَلَكَ على يَدَيْه وذُكِرَ من عِظَمِ خَلْقِهِ شَنَاعَةٌ. قال القَزّازُ في جامِعِ اللُّغَة: عُوجُ بن عُوقٍ: رجُلٌ من الفَرَاعِنةِ، كان يُوصَف من الطُّولِ بأَمْرٍ شَنيعٍ. قال الخَلِيل |: ذُكِرَ أَنه إِذا قام كان السّحَابُ له مِئزراً، وذُكِرَ أَنه صاحِبُ الصَّخْرَةِ التي أَراد أَن يُطبِقها على عَسْكرِ موسى #.

  والعَوِيج كأَمِيرٍ: فَرَسُ عُرْوَةَ بنِ الوَرْدِ المعروف بعُرْوَةِ الصَّعالِيكِ. والعَوَجَانُ، محرّكَةً: نَهْرٌ.

  وجَبَلَا عُوجٍ، بالضّمِّ: جَبَلانِ باليَمَن.

  ودَارَةُ عُوَيْج، كزُبَيرٍ، م* وممّا يستدرك عليه من المادة: العَوْجُ: الانْعِطَافُ.

  وعُجْتُ إِليه أَعُوجُ عِيَاجاً وعِوَجاً، وأَنشد:

  قِفَا نَسْأَلْ مَنَازِلَ آلِ لَيْلَى ... مَتَى عِوَجٌ إِلَيْهَا وانْثِنَاءُ؟

  وانْعَاجَ: انعطَفَ.

  ويقال: نَخِيلٌ عُوجٌ: إِذا مَالَتْ. قال لَبيدٌ يَصف عَيْراً وأُتُنَه وسَوْقَه إِيّاهَا:

  إِذَا اجْتَمَعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْهَا ... وأَوْرَدَهَا على عُوجٍ طِوَالِ

  فقال بعضهم: أَوْرَدَهَا على نَخِيل⁣(⁣٣) نابِتَةٍ على الماءِ قد مالتْ فاعوَجَّت لكثرةِ حَمْلِهَا. وقيل: معنى قوله: على عُوجٍ أَي على قَوَائِمها العُوجِ، ولذلك قيلَ للخَيْلِ عُوجٌ.

  ويقال لقَوائِمِ الدّابَةِ: عُوجٌ. والتّعْوِيج فيها: التَّجْنِيبُ، ويُسْتَحَبّ ذلك فِيها. قال ابنُ سيدَه: العُوجُ: القَوائمُ، صِفةٌ غالبةٌ. وخَيلٌ عُوجٌ: مُجَنَّبة، وهو منه.

  وأَعْوَجُ: فَرَسُ عَدِيِّ بنِ أَيُّوبَ.

  وعاجَ به: مالَ وأَلَمَّ به ومَرَّ عليه.

  وامرأَةٌ عَوْجَاءُ: إِذا كان لها وَلَدٌ تَعُوجُ إِليه لتُرْضِعَه.

  ومنه قول الشاعر:

  إِذَا المُرْغِثُ العَوْجَاءُ بات يَعُزُّها ... على ثَدْيِهَا ذُو وَدْعَتَيْنِ لَهُوجُ⁣(⁣٤)

  ومالَه على أَصحابِه تَعْوِيجٌ ولا تَعْرِيجٌ: أَي إِقامةٌ.

  وناقةٌ عائجَةٌ: لَيِّنَةُ الانْعِطَافِ.

  والعُوجُ: الأَيّامُ. وبه فُسِّرَ قولُ ذي الرُّمّة:

  عَهِدْنَا بها لو تُسْعِفُ العُوجُ بالهَوَى ... رِقَاقَ الثَّنَايَا واضِحاتِ المَعَاصِمِ


(١) البيت الذي الرمة، وعجزه: أمام المطايا نقنق حين تذعر وتقدى بي بعيري: أسرع. ووردت في اللسان عوج: «تقدّ» ووردت فيه صواباً في مادة قدا.

(٢) عن المصباح، وبالأصل: الفيلة.

(٣) في التهذيب: «نخل» وفي اللسان فكالأصل.

(٤) بالأصل: «ذو دغتين» وما أثبت عن التهذيب. وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله دغتين، كذا بالنسخ كاللسان، وهو شكلاً بضم أوله وتشديد الغين ولم أقف عليه في مادة دغ غ لا في اللسان ولا في القاموس، فليحرر».