تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل الفاء) مع الجيم

صفحة 461 - الجزء 3

  والمَفْلُوجُ: صاحبُ الفالِج.

  وقد فُلِجَ كعُنِيَ - اقتصر عليه ثعلبٌ في الفَصِيح، وتَبعَه المشاهيرُ من الأَئمّة، زاد شيخُنَا: وبَقِيَ على المصنّف أَنه يقال: فَلِجَ، بالكسر، كَعَلِمَ؛ حكاهَا ابنُ القَطَّاع والسَّرَقُسْطِيّ وغيرُهُمَا - فهو مَفْلُوجٌ، قال ابن دُرَيْد: لأَنّه ذَهَبَ نِصْفُه. وقال ابن سيده: فُلِجَ فالِجاً، أَحَدُ ما جاءَ من المصادرِ على مِثَالِ فاعِلٍ.

  وبلا لامٍ: ابنُ خَلَاوَةَ الأَشْجَعِيّ، اسمُ رَجلٍ، وكان من قِصَّته أَنه قِيلَ له يَوْمَ الرَّقَم - محرّكةً من أَيّامهم المشهورة - لمّا قَتَلَ أُنَيْسٌ الأَسْرَى، هكذا في نسختنا، وفي بعضها: لمّا قتلَ أَنيسٌ الأَسَديّ، ولا يصحّ: أَتَنْصُر أُنَيْساً؟ فقال: إِني منه بَرِيءٌ. وَمنه قولُ المُتَبَرِّيء من الأَمْر: فُلانٌ يَدَّعِي عَلَيَّ فَوْدَيْن⁣(⁣١) وعِلاوَةً وأَنا منه فالِجُ بنُ خَلَاوَة: أَي أَنا منه بَرِيءٌ؛ قاله الأَصمعيُّ، وعن أَبي زيدٍ: يقال للرجل إِذا وَقَعَ في أَمْرٍ قدْ كان منه بمَعْزِلٍ: كنتَ من هذَا فالِجَ بنَ خَلَاوَةَ، يا فَتى. وفي اللّسَان: ومثلُه قول الأَصمعيّ: لا نَاقَة لي في هذا⁣(⁣٢) ولا جَمَلَ؛ رواه شَمِرٌ لابنِ هانِئٍ، عنه⁣(⁣٣).

  والفَلُّوجَةُ، كسَفُّودَة: القَرْيَةُ من السَّوَادِ. وهي أَيضاً الأَرضُ المُصْلَحَةُ الطّيِّبَةُ البيضاءُ المُسْتَخْرَجَةُ للزَّرْع، وج فَلالِيجُ. ومنه سُمِّيَ ع؛ مَوْضِعٌ بالعِراق فَلُّوجَةَ. وفي اللسان: «بالفُرات»⁣(⁣٤) بدل: «العِراق».

  وقال ابن دُريد في المفلوجِ: سُمِّيَ به لأَنه ذَهَب نِصْفُه.

  ومنه قيلَ: الفَلِيجَةُ، كسَفِينَة، وهو شُقَّةٌ من شُقَق البَيتِ.

  وقال الأَصمعيّ: من شُقَقِ الخِبَاءِ. قال: ولا أَدرِي أَين تكون هي. قال عُمَر⁣(⁣٥) بن لَجَإِ:

  تَمَشَّى غَيرَ مُشْتَمِل بثَوْبٍ ... سِوَى خَلِّ الفَلِيجَةِ بالخِلَالِ

  وفي المُحْكَم: وقول سَلْمَى بن المُقْعَد الهُذَليّ:

  لَظَلَّتْ عليه أُمُّ شِبْل كأَنَّها ... إِذا شَبِعَتْ منه فَلِيجٌ مُمَدَّدُ

  يجوز أَن يكون أَراد: فَلِيجَةً ممدَّدَةً، فحذَف، ويجوز أَن يكون ممّا يقال بالهاءِ وبغير الهاءِ، ويجوز أَن يكون من الجمع الذي لا يُفَارقُ واحِدَه إِلّا بالهاءِ.

  وفي قول ابن طُفَيْل⁣(⁣٦).

  تَوَضَّحْنَ في عَلْيَاءَ قَفْرٍ كأَنّها ... مَهَارِقُ فَلُّوجٍ يُعَارِضْنَ تالِيَا

  قال ابنُ جَنْبةَ: هو كالتَّنُّورِ: الكاتِبُ قلت: ويُطْلَق على المدبِّر الحاسِبِ، من قَولِهم: هو يُفلِّج الأَمْرَ، أَي ينظر فيه ويُقَسِّمه ويدَبِّره.

  وفَلُّوجٌ: ع.

  ويقال: أَمْرٌ مُفَلَّجٌ، كمُعَظَّم: غيرُ مُستقيمٍ على جِهَته ورَجلٌ مُفَلَّجُ الثَّنَايَا وفَلِجُها أَي مُتَفَرِّجُها، الأَخيرة من الأَساس⁣(⁣٧)؛ هكذا في النّسخ، وفي بعضها: مُنْفَرِجُها⁣(⁣٨)، من بابِ الانفعال، وهو خلافُ المُتَراصّ الأَسنانِ.

  وفي صِفته : «أَنه كان مُفَلَّجَ الأَسْنَانِ»، وفي روايةٍ: «أَفْلَجَ الأَسنانِ»، وفي أُخْرَى: «أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْن».

  وإِفْلِيجُ، كإِزْمِيل: ع.

  وفُلْجَةُ⁣(⁣٩)، بالتسكين: ع بَين مَكَّةَ والبَصرَةِ، وقيل: هو الفَلَج، المتقدّم ذِكْرُه.

  وفي المثل: «مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفْلُجْ».


(١) عن الأساس، وبالأصل «ثورين» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله ثورين كذا في النسخ والذي في الأساس: فودين، وهو الصواب، والفود هنا هو العدل بالكسر.

(٢) الأصل واللسان، «وفي التهذيب: لي فيها».

(٣) أي عن الأصمعي كما في اللسان، وهو قول أبي زيد كما في التهذيب «عنه» تعود إلى أبي زيد.

(٤) اللسان: في الفرات.

(٥) بالأصل عمرو، وما أثبت عن الصحاح.

(٦) الأصل واللسان والتهذيب، ونسب في التهذيب واللسان مادة عرض إلى ابن مقبل وهو الصواب. وفي التهذيب: مهاريق بدل مهارق.

(٧) كذا، وعبارة الأساس: وفي أسنانه فَلَج وتفليج، وثغر أفلج ومُفَلَّج.

(٨) هي رواية اللسان.

(٩) في التكملة ومعجم البلدان: فلجة بفتح الفاء.