تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[محج]

صفحة 481 - الجزء 3

  ومن المَجاز: أَمجَّ العُودُ، إِذا جَرَى فيه الماءُ.

  وعن ابن الأَعرابيّ: المُجُجُ، بضمّتين: السُّكَارَى.

  والمُجُجُ أَيضاً: النَّحْلُ.

  والمَجَجُ. بفتحتين وكذلك المَجُّ: اسْتِرْخاءُ الشِّدْقَيْنِ نَحْوَ ما يَعْرِضُ للشّيخ إِذا هَرِمَ.

  وعن أَبي عَمْرٍو: المَجَجُ: إِدْراكُ العِنَبِ ونُضْجُه. وفي الحديث: «لا تَبع العِنَبَ حتى يَظْهَر مَجَجُه»: أَي بُلوغُه.

  مَجَّجَ العِنبُ يُمَجِّج⁣(⁣١) إِذا طابَ وصار حُلْواً. وفي حديث الخُدْرِيّ: «لا يَصْلُح السَّلَفُ في العِنب والزَّيتون [وأَشباه ذلك]⁣(⁣٢) حتى يُمَجِّجَ».

  والمَجْمَاجُ: الرَّهِلُ المُسْترخِي. ورَجلٌ مَجْماجٌ، كبَجْباجٍ: كثيرُ اللَّحمِ غَلِيظُه.

  وكَفَلٌ مُمَجْمَجٌ، كمُسَلْسل: أَي مُرْتَجٌّ من النَّعْمَةِ⁣(⁣٣)، وقد تَمَجْمَجَ. وأَنشد:

  وكَفَلٍ رَيّانَ قد تَمَجْمَجَا

  وكَذا لَحْمٌ مُمَجْمَجٌ: إِذا كان مكتنِزاً.

  ومَجَّجَ تَمْجِيجاً: إِذا أَرادَك وفي بعضِ النُّسخ: إِذا أَراده بالعَيْب، هكذا في سائر النُّسخ، ولم أَدرِ ما معناه. وقد تَصفَّحت غالبَ أُمَّهاتِ اللُّغة وراجعْتُ في مَظانِّها فلم أَجِدْ لهذه العِبارة ناقلاً⁣(⁣٤) ولا شاهداً، فليُنْظَر.

  والمَجُّ والمُجَاجُ حَبُّ كالعَدَس إِلّا أنّه أَشدُّ استدارةً منه.

  قال الأَزهريّ: هذه الحَبَّة التي يقال لها المَاشُ، والعربُ تُسَمّيه الخُلَّرَ [والزِّنَّ]⁣(⁣٥) وصَرَّحَ الجوهريّ بتعريبه، وخالَفه الجَوالِيقيّ. وقال أَبو حنيفة: المَجَّةُ: حَمْضَةٌ تُشبِهُ الطَّحْماءَ غيرَ أَنّها أَلطفُ وأَصغرُ.

  والمُجُّ بالضَّمّ: نقط العسلِ على الحِجارة.

  وآجُوجُ ويَمْجُوجُ: لُغتانِ في يأْجوجَ ومأْجوجَ، وقد تقدّم ذِكرُهما مُستطرَداً في أَوّل الكتاب، فراجِعْه.

  * ومما يستدرك عليه:

  مُجَاجَةُ الشِّيْءِ: عُصارَتُه؛ كذا في الصحّاح، ومُجَاجُ الجَرادِ: لُعَابُه. ومُجَاجُ فَمِ الجارِيةِ: رِيقُها. ومُجَاجُ العِنَبِ: ما سالَ من عَصيرِه؛ وهو مَجاز.

  والمَجّاجُ: الكاتب، سُمِّيَ به لأَنّ قلَمه يَمُجّ المِدَادَ، وهو مَجاز.

  والمُجُّ: سَيْفٌ من سُيوف العَرب؛ ذكرَه ابن الكَلْبيّ.

  والمُصنّف ذَكَره في حَرْفِ الباءِ، فقال: «البُجُّ سيفُ ابنِ جَنَاب»⁣(⁣٦)، والصّواب بالميم. والمُجّ: فَرْخُ الحَمامِ، كالبُجِ. قال ابنُ دريد: زعموا ذلك ولا أَعرف صِحَّته.

  ومن المَجاز: قَوْلٌ مَمْجوجٌ. وكَلامٌ تَمُجّه الأَسماعُ.

  ومَجّتِ الشَّمسُ رِيقَتها. والنَّباتُ يَمُجُّ النَّدَى؛ كذا في الأَساس. وفي اللّسان: والأَرضُ إِذا كانت رَيَّا من النَّدَى فهي تَمُجُّ الماءَ مَجٍّا.

  واستدرك شيخنا: مَجَاج، ككِتاب وسَحابٍ: اسم موضع بين مكّةَ والمدينة؛ قاله السُّهَيليّ في الرَّوض. قلت.

  والصّواب أَنه محاج، بالحاءِ⁣(⁣٧)، كما سيأْتي في التي تليها.

  [محج] مَحَجَ اللَّحْمَ، كَمَنَعَ، يَمْحَجُه مَحْجاً، وكذلك العُودَ: قَشَرَه. ومَحَجَ الحَبْلَ - الأَوْلَى: الأَديمَ، كما في سائر الأُمّهات - يَمْحَجُه مَحْجاً دَلَكَه لِيَلِينَ ويَمْرُنَ. وقال الأَزهريّ: مَحَجَ، عند ابن الأَعرابيّ، له مَعنيانِ: أَحدهما مَحَجَ بمعنى جامَعَ، والآخرُ مَحَجَ بمعنى كَذَبَ⁣(⁣٨). يقال: مَحَجَ المَرأَةَ يَمْحَجُها مَحْجاً: نَكَحَها، وكذلك مَخَجها. قال ابن الأَعرابيّ: اختصم شيخانِ: غَنَوِيّ وباهِليّ. فقال أَحدُهما لصاحبه: الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه، فقال الآخَر: انظُروا ما قال لي: الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه، أَي ناكَ أُمّه. فقال له الغَنويّ: كَذَب، ما قُلتُ له هكذا، ولكنّي قلت: مَلَجَ أُمّه، أَي رَضعَها.

  ابن الأَعرابيّ: المَحّاجُ: الكَذّاب. وأَنشد:


(١) اعتمدنا في ضبط مَجَّج ... يُمَجَّج ضبط اللسان والنهاية.

(٢) زيادة عن النهاية واللسان، وأشير إليها بهامش المطبوعة المصرية.

(٣) في اللسان: وكفلٌ متمجمجٌ: رجراجٌ، إذا كان يرتجُّ من النعمة.

(٤) ورد في التكملة: ومجج فلان: إِذا أرادك بالعيب.

(٥) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٦) بالأصل: خباب، وما أثبت عن القاموس «بج» وفيه: والبُجُّ بالضم سيف زهير بن جناب.

(٧) في معجم البلدان والصحيح عندنا: مَجاح.

(٨) عبارة التهذيب: أحدهما: الجماع، والآخر: الكذب.