تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نبرج]:

صفحة 494 - الجزء 3

  ويَعظُم شَجرُه حتّى يكون كشَجَرِ الجَوْزِ، وورَقُه كوَرقِه، وإِذا أَدرَك فالحُلْوُ منه أَصفَرُ، والمُزّ منه أَحمر.

  وأَنْبَجَ الرَّجلُ: إِذا خَلَّطَ في كَلامه.

  وأَنْبَجَ: قَعَدَ على النَّبَاج اسْم للآكامِ العالِيَة؛ وهذا عن ابن الأَعرابيّ.

  والنُّبُجَ، بضمّتين: الغَرَائرُ السُّودُ كالنِّبَاج، كما في المعجم لياقوت.

  ونَبَجَت القَيْحَةُ، هكذا في سائر النُّسخ الموجودة بأَيدِينا، بالقاف والتّحتيّة، وهو غلطٌ، والصّواب «القَبْجَةُ» بالموحّدة، وهو ذَكَرُ الحَجَلِ: خَرَجَت من جُحْرها. وقد تقدّم مثل هذا أَيضاً في ب ن ج، فلا أَدري أَيّهما أَصحّ، فليُنظَر.

  وتَنبَّجَ العَظْمُ: تَورَّمَ، كانْتَبَجَ.

  والنَّبَجَانُ، محرَّكةً: الوَعيدُ والنَّبْجُ، بفتح فسكونٍ: البَرْدِيّ يُجعَل بين لَوْحَيْنِ من أَلواحِ السَّفينةِ.

  ونَابَاجُ: لَقَبُ عبدِ الله بنِ خالدِ، ولَقَبُ والدِ عليِّ بنِ خَلَفٍ.

  * وممّا يستدرك عليه:

  إِنّه نَفّاجٌ نَبّاجٌ: ليس معه إِلّا الكلُام. والنَّبّاجُ: المُتكلِّمُ بالحُمْق. والنَّبّاجُ: الكَذَّابُ؛ وهذه عن كُراع.

  والنَّبْج: نَباتٌ؛ قاله ابن منظور، وأَنا أَخشَى أَن يكون مُصحَّفاً عن البَنْجِ؛ وقد تقدّم.

  [نبرج]: النِّبْرِيجُ، بالكسر: الكَبْشُ الّذي يُخْصَى فلا يُجَزُّ له صُوفٌ أَبداً فارسيّ مُعرَّب نَبْريدَهْ أَي غير مَجزوزٍ، لأَن النُّون علامة النَّفيِ، وبُريده، بالضّمّ: هو المقطوع، ويُطلَق على المَجْزوز. قلت: ومُقتضى التعريب أَن يكون «نِبْرِيدَج» إِلّا أَن يكون خُفِّف.

  [نبهرج]: النَّبَهْرَج كسَفَرْجَل: كالبَهْرَج. وهو الزَّيْف الرَّدِيءُ. وفي المُغْرِب هو الباطل الرّدِئُ من الشيْءِ.

  والدِّرْهِم النَّبَهْرَجُ: ما بَطَل سِكّتُه. وقيل: فِضَّةٌ رَديئَةٌ. وهو مُعرَّب نَبَهْرَهْ. واستَظهرَ الشيخُ أَبو حَيَّانَ زِيادَة نُونِه، لقولهم بمعناه: بَهْرَج. وقال أَبو حَيَّانَ: الأَصالةُ مُحتَملة، ويكون كسَفَرْجَل. وقد تقدَّم الكلامُ في «بهرج» فراجِعْه.

  [نتج]: نُتِجت النّاقةُ والفَرسُ كعُنِيَ، صَرَّحَ به ثعلبٌ والجوهريّ، نَتْجاً ونِتَاجاً⁣(⁣١)، بالكسر، وأَنْتِجت بالضّمّ: إِذا وَلَدَت. وبعضُهم يقول: نَتَجَتْ، وهو قليلٌ. وعن ابن الأَعرابيّ: نُتِجَت الفَرسُ والنَّاقةُ: وَلَدتْ، وأُنْتِجت: دَنَا وِلَادُها؛ كلاهما فِعْلُ ما لم يُسمَّ فاعلُه. وقال: ولم أَسمعْ نَتَجَتْ ولا أَنْتَجتْ على صيغة فِعْلِ الفاعلِ. وقد نَتَجها أَهلُها يَنْتِجُها نَتْجاً، وذلك إِذا وَلِىَ نَتَاجَها، فهو ناتِج، وهي مَنْتُوجة. وفي التهذيب: النّاتِج للإِبلِ: كالقابِلة للنِّساءِ.

  وفي حديث أَبي الأَحوص: «هل تَنْتِجُ إِبلَك صحِاحاً آذانها»؟: أَي تُوَلِّدها وتَلي نَتَاجَها.

  وأَنْتَجَت الفَرَسُ: إِذا حَمَلَت وحَانَ نَتَاجُها. قال أَبو زيدٍ: فهي نَتُوجٌ ومُنْتِج: إِذا دَنا وِلادُها وعَظُمَ بَطْنُها. وقال يَعقُوبُ: إِذا ظَهَرَ حَمْلُها. قال: وكذلك النَّاقةِ، ولا يُقال: مُنْتِجٌ. وعن الليث: لا يُقال: نَتَجَتِ الشَّاةُ إِلَّا أَن يكون إِنسانٌ يَلِي نَتَاجَها، ولكن يقال: نُتِجَ القَوْمُ: إِذا وَضَعَتْ إِبلُهم وشَاؤُهم، قال: ومنهم من يقول: أَنْتَجتِ النّاقةُ: إِذا وَضَعَت. وقال الأَزهريّ: هذا غلطٌ، لا يُقال: أَنْتَجَت، بمعنى وَضَعَتْ. قال: ويقال نُتِجَت: إِذا وَلَدَت، فهي مَنْتوجة؛ وأَنْتَجَت: إِذا حَمَلَت، فهي نَتُوجٌ، ولا يُقال: مُنْتِجٌ. وقال اللَّيث: النَّتُوجُ: الحامِلُ من الدَّوابِّ، فَرَسٌ نَتُوجٌ: في بَطْنِها وَلَدٌ قد استَبانَ، وبها نِتَاجٌ، أَي حَمْل.

  قال: وبعضٌ يقول للنَّتوجِ من الدَّوابّ: قد نَتَجَت، بمعنى حَمَلت، وليس بعامّ. وقال كُراع: نُتِجَت الفَرسُ، وهي نَتُوجٌ. ليس في الكلام فُعِل وهي فَعُولٌ إِلّا هذا، وقَوْلُهم: بُتِلَت النَّخلةُ عن أُمِّها وهي بَتُولٌ: إِذا أُفْرِدَت. وقال مَرَّةً: أَنْتَجَت النَّاقةُ فهي نَتُوجٌ: إِذا وَلَدَتْ. ليس في الكلام أَفْعَل وهو فَعُولٌ إِلّا هذا، وقولهم: أَخْفَذَت النَّاقةُ وهي خَفُودٌ: إِذا أَلْقَتْ وَلَدَها قبل أَن يَتِمّ، وأَعَقَّت الفَرسُ فهي عَقُوق: إِذا لم تَحْمِل، وأَشَصَّت النَّاقةُ وهي شَصُوصٌ: إِذا قَلَّ لَبنُها.

  ونَاقَةٌ نَتيجٌ كنَتُوج؛ حكاها كُراع أَيضاً.


(١) في الصحاح: بفتح أوله. وبهامش اللسان: «والنتاج بالفتح المصدر، وبالكسر: الاسم، كما في هامشِ نسخ القاموس نقلاً عن عاصم».