[هرج]:
  والهَدَجْدَجُ: الظَّلِيم، سُمِّيَ بذلك لهَدَجَانِه في مَشْيِه.
  قال ابنُ أَحمَرَ:
  لِهَدَجْدَجٍ جَرِبٍ مَسَاعِرُهُ ... قد عادَهَا شَهْراً إِلى شَهْرِ
  وهَدَجَةُ الرِّيحِ، محرَّكَةً(١): التي لها حَنِينٌ، وقد هَدَجَت هَدْجاً: أَي حَنَّت وصَوَّتَت، ورِيحٌ مِهْدَاجٌ. قال أَبو وَجْزَةَ السَّعديُّ يَصف حُمُرَ الوَحْشِ:
  حتى سَلَكْنَ الشَّوَى مِنْهنَّ في مَسَكٍ ... مِن نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ مِهْدَاجِ
  لأَنّ الرّيح تَسْتدِرُّ السَّحَابَ وتُلقِحُه فيُمْطِر، فالماءُ من نَسْلِها.
  وتَهَدَّجُوا عليه: أَظْهَروا إِلْطافَه.
  وهَدّاجٌ: اسمُ قائدِ الأَعشى(٢). وهَدّاجٌ: اسم فرسِ رَبيعةَ بن صَيْدَحٍ.
  وهَدَّجَت النّاقَةُ: ارتَفَعَ سَنَامُهَا وضَخُمَ فصارَ عليها منه شِبْهُ الهَوْدَجِ، وهو مَجازٌ.
  وعبدُ الله بنُ هَدّاجٍ الحَنَفيُّ: صَحابيُّ، روى عنه هاشِمُ بنُ عَطَّافٍ، والصواب عن أَبيه عنه(٣) في الخِضاب؛ كذا في معجم ابن فهد.
  [هرج]: هَرَجَ النّاسُ يَهْرِجونَ من حَدِّ ضَرَبَ، هَرْجاً، إِذا وَقَعوا في فِتْنةٍ واختلاطٍ وقَتْلٍ. وأَصلُ الهَرْجِ الكَثْرةُ في الشَّيْءِ والاتِّساعُ، والهَرْجُ: الفِتْنَةُ في آخرِ الزَّمان. والهَرْجُ: شِدّةُ القَتْلِ وكَثْرَتُه.
  وفي الحديث: «بين يَدَيِ السَّاعةِ هَرْجٌ»: أَي قِتَالٌ واختلاطٌ. وقال أَبو موسى: الهَرْجُ، بلسان الحَبشة: القَتْلُ. وقال ابنُ قَيسِ الرُّقَيّاتِ أَيَّامَ فِتنةِ ابن الزُّبَيْر:
  ليتَ شِعْرِي أَأَوّلُ الهَرْجِ هذا ... أَمْ زَمانٌ من فِتْنَةٍ غَيْرِ هَرْجِ؟!
  وهَرِجَ البَعيرُ كفَرِحَ يَهْرَجُ هَرَجاً: سَدِرَ، أَي تَحيَّرَ، من شِدّةِ الحَرِّ وكَثْرةِ الطِّلاءِ بالقَطِرانِ وثِقَلِ الحِمْل.
  وفي حديث ابن عُمَرَ: «لأَكونَنَّ فيها مِثْلَ الجَمَلِ الرَّدَاحِ يُحْمَل عليه الحِمْلُ الثَّقِيل فيَهْرَجُ ويَبْرُكُ(٤) ولا يَنْبَعِثُ حتى يُنْحَرَ»: أَي يتحَيَّر ويَسْدَر. وقال الأَزهريّ: ورأَيتُ بَعيراً أَجربَ هُنِئَ بالخَضْخاضِ فهَرِجَ(٥) فماتَ.
  والهِرْجُ، بالكسر: الأَحمقُ، والضَّعيف من كلِّ شيْءٍ قال أَبو وَجْزةَ:
  والكَبْشُ هِرْجٌ إِذا نَبَّ العَتُودُ له ... زَوْزَى بأَلْيَتِه للذُّلِّ واعْتَرَفَا
  والهِرْجةُ بهاءٍ: القَوْسُ اللَّيِّنةُ، وهي المُسمَّاة بكِبادَه(٦).
  والتَّهرِيجُ في البَعيرِ: حَمْلُه على السَّيْر في الهاجِرةِ حتى يَسْدَرَ أَي يَتَحَيَّر؛ قاله الأَصمعيّ، كَالإِهْراجِ. يقال: أَهْرَجَ بَعيرَه إِذا وَصَلَ الحَرُّ إِلى جَوْفِه. والتهريجُ: زَجْرُ السَّبُعِ والصِّياحُ به. يقال: هَرَّجَ بالسَّبع: إِذا صاحَ به وزَجَرَه. قال رُؤبةُ.
  هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ ... في غائِلاتِ الحَائِرِ المُتَهْتِهِ(٧)
  والتَّهْرِيجُ في النَّبيذ: أَن يَبْلُغَ مِن شَارِبِه يقال: هَرَّجَ النَّبيذُ فلاناً: إِذا بلَغَ منه فانْهَرَجَ وأنهِكَ.
  وقال خالدُ بن جَنْبةَ: بابٌ مَهْروجٌ وهو الّذي لا يُسَدُّ، يَدْخُلُه الخَلْقُ.
  وقد هَرَجَ البابَ يَهْرِجُه بالكسر: أَي تَرَكَه مَفتوحاً، وهَرَجَ في الحَدِيث: إِذا أَفاضَ فأَكْثَرَ، هذا هو الأَكثرُ، أَو هَرَجَ في الحديث: إِذا خَلَّطَ فيه. والهَرْجُ: كثرُة النِّكاحِ.
  وقد هَرَجَ جارِيتَه: إِذا جامَعَها يَهْرُجُ، بالضَّمّ، ويَهْرِج، بالكسر. وهَرَجَ الفَرَسُ يَهْرِجُ هَرْجاً: جَرَى.
(١) الأصل والقاموس والصحاح واللسان، وضبطت في التهذيب بإسكان الدال.
(٢) عن اللسان وبالأصل: قائدة.
(٣) بالأصل: «عنه عن أبيه» وما أثبت عن أسد الغابة وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله والصواب عنه الخ كذا في النسخ ولعل الصواب: عن أبيه عنه فليحرر». وفي أسد الغابة والإصابة: هاشم بن غطفان.
(٤) في النهاية واللسان: فيبرك.
(٥) في التهذيب بكسر الراء، وفي اللسان بفتح الراء. ضبط قلم في المصدرين، وما اعتمدناه ضبط التهذيب.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «كباده بوزن فلادة (لعله قلاده) كذا بهامش المطبوع».
(٧) قال شمر: المتهته: الذي تهته في الباطل، أي رُدّد فيه.