تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هربج]:

صفحة 517 - الجزء 3

  وإِنه لمِهْرَجٌ وهَرّاجٌ، كمِنْبَر وشَدّادٍ: إِذا كان كثيرَ الجَرْيِ⁣(⁣١). وفرَسٌ مِهْرَاجٌ، إِذا اشْتَدَّ عَدْوُه.

  والهَرّاجَةُ: الجَمَاعةُ يَهْرِجُون في الحديث.

  * ومما يستدرك عليه:

  في حديث أَبي الدَّرْدَاءِ: «يَتهارَجون تَهارُجَ البَهائمِ»: أَي يَتسافَدُون. والتَّهارُجُ: التَّناكُحُ والتَّسافُدُ.

  والهَرْجُ: كثرةُ الكَذِبِ وكثْرَةُ النَّوْم. والهَرْجُ: شيءٌ تَراه في النَّوْم وليس بصادِق.

  وهَرَجَ يَهْرِج هَرْجاً: لم يُوقِن بالأَمْرِ، كذا في اللسان، وسيأْتي في هلج.

  وهَرِجَ الرَّجلُ: أَخذَه البُهْرُ من حَرٍّ أَو مَشْيٍ.

  ورجلٌ مُهْرِج: إِذا أَصاب إِبلَه الجَرَبُ فطُلِيَتْ بالقَطِرانِ، فوصَلَ الحَرُّ إِلى جَوْفها.

  وفي حديث ابن عُمَر⁣(⁣٢): «فذلك حين اسْتَهْرجَ له الرَّأْيُ»: أَي قَوِيَ واتَّسعَ.

  [هربج]: الهَرْبَجَةُ: أَنْ يُسَاءَ العَمَلُ ولا يُحْكَمَ، كأَنه مقلوب من هرْجَب أَو هَبْرَجَ، ولذا لم يتعرّض له ابن منظور.

  [هردج]: الهَرْدَجَة: سُرْعَة المَشْي: ذكرَه ابن مظهور هكذا.

  [هزج] الهَزَجُ، محرَّكَةً: من الأَغاني وفيه تَرنُّمٌ. وقد هَرِجَ كفَرِحَ: إِذا تَغنّى. والهَزَجُ: صَوْتٌ مُطَرِبٌ. وقيل: هو صَوْتٌ فيه بَحَحٌ، محرَّكةً. وقيل: صَوْتٌ دقيقٌ مع ارتفاعٍ. وكلُّ كلامٍ مُتدارِكٍ مُتقارِبٍ في خِفَّةٍ: هَزَجٌ.

  والجمع أَهْزَاجَ وبه سُمِّيَ، وقِيل: سُمِّيَ هَزَجاً تَشبيهاً بهَزَجِ الصَّوْتِ؛ قاله الخَلِيلُ. وقيل: لِطِيبِه، لأَن الهَزَجَ من الأَغاني. وقيل غير ذلك. والهَزَجُ: جِنْسٌ وفي بعض نُسخِ الصّحاح: نَوْعٌ مِن العَرُوضِ، وفي بعضِ النُّسخ: وبه سُمِّيَ جِنْسُ العَرُوض، وهو مفاعيلُنْ مفاعيلُنْ على هذا البِناءِ كُلّه أَربعةُ أَجزَاءٍ، سُمِّيَ بذلك لتَقَارُبِ أَجزَائِه، وهو مُسدَّسُ الأَصلِ حَمْلاً على صاحِبَيْه في الدَّائرة، وهما الرَّجَزُ والرَّمَلُ، إِذْ تَركيبُ كلِّ واحدٍ منهما من وَتِدٍ مَجموعٍ وسَبَبَيْنِ خَفيفينِ.

  وقد أَهْزَجَ الشاعرُ: أَتى بالهزَجِ.

  وهَزِجَ المُغَنِّي كفَرِحَ، في غِنَائه والقارِيءُ في قِراءَتِه: طَرَّبَا في تَدارُكِ الصّوْتِ وتَقارُبِه.

  وله هَزَجٌ مُطَرِّبٌ.

  وتَهزَّجَ صَوتَه وهَزَّجَ تَهْزِيجاً: بمعنًى واحدٍ، أَي دَارَكَه وقارَبَه. وقال أَبو إِسحاقَ: التَّهزُّجُ: تَردُّدُ التَّحْسِينِ في الصَّوْتِ. وقيل: هو صَوْتٌ مُطَوَّلٌ غيرُ رفيعٍ.

  ومَضَى هَزيجٌ من اللَّيْلِ وهَزيعٌ بمعنى واحدٍ.

  ومن المَجَاز: تَهزَّجَت القَوْسُ إِذا صَوّتَت عند الإِنْباضِ، أَي أَرَنَّتْ عند إِنباضِ الرَّامي⁣(⁣٣) عنها. قال الكُميت:

  لم يَعِبْ رَبُّها ولا الناسُ منها ... غيرَ إِنذارِها عَلَيْه الحَميرَا

  بأَهَازِيجَ مِن أَغانيِّها الجُ ... شِّ وإِتْبَاعِها النَّحِيبَ الزَّفيرا

  * ومما يستدرك عليه:

  الهَزَجُ: الخِفَّةُ وسُرْعَةُ وَقْعِ القَوَائمِ ووَضْعِها. صَبِيٌّ هَزجٌ، وفَرَسٌ هَزِجٌ. قال النَّابِغة الجَعْديّ:

  غدا هَزِجاً طَرِباً قَلْبُه ... لَغِبْنَ وأَصْبَحَ لم يَلْغَبِ

  والهَزَجُ: الفَرَحُ.

  ورَعْدٌ مُتهزِّجٌ: مُصوِّتٌ.

  وقد هَزَّجَ الصَّوت.

  ومن المجاز: هَزَجُ الرَّعْدِ: صَوْتُه.

  وعُودٌ هَزِجٌ.

  وللعُودِ والقَوْسِ أَهازِيجُ.

  وسَحَابٌ هَزِجٌ بالرَّعْد.


(١) الأصل والصحاح، وفي التهذيب: العدو.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وفي حديث ابن عمر، الذي في النهاية واللسان إسناده إلى عمر، فليحرر».

(٣) الأصل والصحاح، وفي اللسان: الرمي.