تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هنج]:

صفحة 522 - الجزء 3

  الأَساس في المجاز: وإِذا اشْتعلَ⁣(⁣١) الرّجُلُ غَضَباً، قيل هاجَ هائجُه.

  وهاجَ المُخبَّلُ بالزِّبْرِقانِ فهَجَاه. وهَاجَ الهِجَاءُ بينهما.

  ومن المجاز: شَهِدْتُ الهَيْجَ والهِيَاجَ، والهَيْجَاء: الحَرْب، يُمدّ ويُقْصَر⁣(⁣٢)، لأَنها مَوْطِنُ غَضَبٍ، وكلُّ حَربٍ ظَهَرَ فقد هاجَ. ويوْمُ الهِيَاج، بالكسر: يوم القِتَال. وهَيَّاجٌ كشدَّادٍ بنُ بَسَّامٍ⁣(⁣٣) وفي نُسخةٍ: ابنُ عِمْرَانَ وهَيّاجُ بنُ بِسْطَامٍ⁣(⁣٤)، مُحَدِّثانِ. ومّما فاته: هَيّاجُ بنُ عِمْرَانَ بن الفُضَيلِ⁣(⁣٥) البُرْجُميّ التَّميميّ، من أَهْلِ البَصرِة، يَرْوِي عن عِمْرَانَ بنِ الحُصَين، وسَمُرَةَ، من أَهْلِ البَصرِة، يَرْوِي عن عِمْرَانَ بنِ الحُصَين، وسَمُرَةَ، وعنه الحَسن⁣(⁣٦)، وأَبو الهَيّاج حَيّانُ بنُ حُصَينٍ، يَرْوِي عن عليٍّ وعمَّارِ بنِ ياسرٍ.

  وهَيَّجَ الغُبَارَ وهَاجَه.

  ويقال: تَهَايَجُوا، إِذا تَوَاثَبُوا للقتَال.

  وهاجَ الشَّرُّ بينَ القَوْمِ.

  والمِهْيَاجُ، بالكسر: النّاقةُ النَّزُوعُ إِلى وَطَنِهَا.

  وقد هَيَّجْتُهَا فانْبعَثَتْ.

  ويقال: هِجْتُه فهَاجَ.

  والمِهْيَاجُ: الجَمَلُ الّذِي يَعْطَش قَبْلَ الإِبلِ.

  وقد هاجَتْ: إِذا عَطِشَت، كما تقدّم.

  والهَاجَة: الضِّفْدَعَة الأُنثى والنَّعَامَةُ، ج هَاجَاتٌ، وتُصغِّرها بالواو والياءِ: هُوَيْجَةٌ، ويقال: هُيَيْجَةٌ.

  ويقال: يَوْمُنا يومُ هَيْجٍ، بفتح فسكون، أَي يَوْمُ رِيحٍ.

  قال الرّاعي:

  ونَارِ وَدِيقَةٍ في يَوْمِ هَيْجٍ ... مِن الشِّعْرَى نَصَبْتُ لها الجَبِينَا⁣(⁣٧)

  أَو يَوْمُ غَيْمٍ ومَطَرٍ. قال الأَصمعيّ: يقال للسحاب أَوّلَ ما يَنشأُ: هَاجَ له هَيْجٌ حَسَنٌ. وأَنشد للرَّاعِي:

  تُراوِحُها رَوَاغِدُ⁣(⁣٨) كُلِّ هَيْجٍ ... وأَرْوَاحٌ أَطَلْنَ بها الحَنِينا

  والهائِجَةُ: أَرْضٌ يَبِسَ بَقْلُها أَو اصْفَرّ، هكذا في الصّحاح. وفي غيره: واصْفَرَّ. وهو مَجَازٌ.

  وقد هَاجَ البقلُ فهو هائِجٌ وهَيْجٌ: يَبِسَ واصْفَرَّ وطالَ. وفي التنزيل: {ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا}⁣(⁣٩) وهاجتِ الأَرضُ هَيْجاً وهَيَجَاناً: يَبِسَ بَقْلُها.

  وأَهاجَه: أَيْبَسَه. يقال: أَهاجتِ الرِّيحُ النَّبْتَ: إِذا أَيْبَسَتْه. وأَهْيَجَها وَجَدَها هائِجَةَ النَّبَاتِ، قال رُؤبةُ:

  وأَهْيَجَ الخَلْصَاءَ مِنْ ذاتِ البُرَقْ

  وهِيجِ، بالكسر، مَبنيّاً على الكسر، وهِجْ بالسُّكون مع كسر أَوله: كلاهما من زَجْر النّاقةِ قال:

  تَنْجُو إِذا قال حاديِها لها: هِيجِ⁣(⁣١٠)

  وقد تقدَّم طَرفٌ من ذلك في هَجّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  هاجَتِ⁣(⁣١١) السّماءُ فمُطِرْنا، أَي تَغيَّمَت وكَثُرَت رِيحُها. وفي حديث المُلاعَنة: «رَأَى معَ امرأَتِه رَجُلاً فلمْ يَهِجْه».

  أَي لم يُرعِجْه ولم يُنفِّرْه.

  والهَاجَةُ: النَّعْجةُ الّتي لا تَشتهِي الفَحْلَ. قال ابن سِيدَه: وهو عندي على السَّلْبِ، كأَنّها سُلبَتِ الهِيَاجَ.

  والهَيْجُ⁣(⁣١٢) الصُّفْرَةُ، وعن ابنِ الأَعرابيّ: هو الجَفَافُ، والحَرَكَةُ، والفِتْنةُ، وهَيَجَانُ الدَّمِ أَو الجِمَاعِ أَو الشَّوْقِ.

  وهَيْج: مَوضعٌ؛ عن أَبي عمرٍو و؛ وكذا في المعجم.


(١) في الأساس: استقلّ.

(٢) في التهذيب: «تمد وتقصر» وفي اللسان: بالمدّ والقصر.

(٣) ومثله في تقريب التهذيب.

(٤) وهو أبو خالد الهروي، التميمي البُرْجمي.

(٥) في تقريب التهذيب: الفصيل بفتح الفاء وكسر المهملة.

(٦) بالأصل «الحسين».

(٧) عن التهذيب، وبالأصل «الحنينا».

(٨) عن التهذيب؛ وبالأصل: تراوحها رواعة».

(٩) سورة الزمر الآية ٢١.

(١٠) البيت لذي الرمة وهو في التكملة وصدره فيه: أمرقت من جوزه أعناق ناجيةٍ «وهيجِ» عن التكملة واللسان، وبالأصل والتهذيب: «هيجي».

(١١) في النهاية واللسان: في حديث الاعتكاف: «هاجت ...».

(١٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله والهيجة الصفرة، الذي في اللسان: «والهيج» ومثله في التهذيب.