تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[يدج]

صفحة 523 - الجزء 3

  والهَيْجَة: قَرْيَةٌ عَظيمةٌ بمعالي القحرية، وقد خَرِبَتْ منذ مدَّةٍ طويلة، وكانتْ مبنيَّةً بالحِجارة والمَدَرِ، وسكنَتْها بنو أَبي الدَّيْلَم من قبائل عَكّ؛ كذا في أَنساب البشر.

(فصل الياءِ) مع الجيم

  [يأج]: يَأَجَجُ، كَيَمْنَع ويَضْرِب، مهموزٌ، الأَوَّلُ في المحكم والثاني في التهذيب: ع من مَكَّةَ على ثَمانيةِ⁣(⁣١) أَميالٍ. وكان من مَنازِل عبدِ الله بنِ الزُّبَير. فلما قَتلَه الحَجَّاجُ أَنْزَله المُجذَّمِينَ، ففيه المُجَذَّمُونَ. قال الأَزهريّ: وقد رأَيتهم. وإِيّاها أَرادَ الشَّمَّاخُ بقوله:

  كأَنِّي كَسَوْتُ الرَّحْلَ أَحْقَبَ قارِحاً ... مِنَ اللَّاءِ ما بَيْن الجنَابِ فَيأْجَجِ

  وقد ذُكِر في أَ ج ج. وفي المحكم: هو مصروفٌ. وقال سيبويه: مُلْحَق بجَعْفَر. قال: وإِنّما نَحكم عليه أَنه رُباعيّ لأَنّه لو كان ثلاثيّاً لأُدغِمَ. فأَمَّا ما رواه أَصحابُ الحديثِ من قولهم: يَأْجِجُ، بالكسر، فلا يكون رُباعيّاً، لأَنه ليس في الكلام مثل جَعْفِر، فكان يَجبُ على هذا أَن لا يُظْهَر، لكنه شاذٌّ مُوجَّهٌ على قولهم: لَحِحَتْ⁣(⁣٢) عَيْنُه، وقَطِطَ شَعرُه، ونحو ذلك، مما أُظْهِر فيه التضعيف، وإِلّا فالقياس ما حكاه سيبويه.

  ويَاجِ وأَيَاجِج: من زَجْرِ الإِبلِ. قال الرّاجز:

  فَرَّجَ عنه حَلَقَ الرَّتَائجِ ... تَكفُّحُ السَّمَائمِ الأَوَاجِجِ

  وقِيلُ يَاجٍ وأَيَا أَيَاجِجِ ... عَاتٍ مِنَ الزَّجْرِ، وقِيلُ: جَاهِجِ

  وقال غيرُ الأَصمعيّ: يَأْجَجُ: مَوضِعٌ صُلِبَ فيه خُبَيْبُ بن عَدِيٍّ الأَنصاريّ، ¦، ويَأْجَجُ: مَوضِعٌ آخَرُ، وهو أَبعدُهما، بُنِيَ هُنالك مَسجِدٌ وهو مَسْجِدُ الشَّجَرةِ، بينه وبين مَسْجِد التَّنْعيم ميِلانِ. وقال أَبو دَهْبَل:

  وأَبْصَرْتُ ما مَرَّتْ به يَوْمَ يَأْجَجٍ ... ظِباءٌ وما كانَتْ به العِيرُ تُخْدَحُ

  [يدج] و [يذج]: أَيْدَجُ⁣(⁣٣) كأَحْمَدَ، قال شيخنا: وزعم جماعةٌ أَصالَةَ الهمزةِ وزيادةَ الياءِ، فموضِعُه الهمزةُ. وقيل: حُروفُها كلُّها أُصولٌ، لأَنّه عجميٌّ لا كلامَ للعرب فيه فموضعه الهمزة أَيضاً. ثم الذي في أُصول القاموس كلِّها أَنّه بالدّال المهملة. وصَرَّحَ الجلالُ في اللُّبّ والبُلْبَيْسِيّ بأَن ذالَه مُعجمةٌ. وهو يُؤيّد عُجْمَتَه: د، من كُوَرِ الأَهْوازِ وبلادِ الخُوزِ⁣(⁣٤)، منها أَبو محمّدٍ يحيى بنُ أَحمدَ بنِ الحَسن بن فُوَرك⁣(⁣٥). وأَيْدَجُ⁣(⁣٦): ة بسَمَرْقَنْدَ، منها أَبو الحُسين أَحمد⁣(⁣٧) ابن الحُسين تُوفِّيَ سنة ٣٨٧.

  [يرج]: اليَارَج بفتح الرَّاءِ: القُلْبُ، بالضَّمّ والسِّوَارُ، كلاهما بمعنًى واحدٍ، فارسيّ مُعرَّبٌ⁣(⁣٨)، وهو من حَلْيِ اليَدَيْن، كما في المحكم.

  والهُذَيل بنُ النَّضْرِ بنِ يارَجَ، بالفتح: مُحدِّث.

  والإِيارَجَة، بالكسر وفتح الرّاءِ: دَواءٌ مَعروفٌ، كما في اللِّسان، وهو مَعْجونٌ مُسْهِلٌ للأَخْلَاطِ، وهو على أَقسامٍ، ثَلاثةٍ مذكورةٍ في كُتب الطِّبِّ، ليس هذا مَحلَّ ذِكْرِها، وهو م أَي معروفٌ ج إِيارَجُ، بالكسر وفتح الرّاءِ، فارسيّ مُعرَّبُ إِيارَه، وتفسيره: الدَّواءُ الإِلهِيّ. قلت: وهذا التفسيرُ مَحَلُّ تأَمُّلٍ⁣(⁣٩).

  [يوج]: ياجُ: قَلعةٌ بصَقِلِّيَةَ، بكسر الصّاد، وقد تكسر الجيمُ. وأَورده في المعجم معرَّفاً بالّلام فقال: الياج، والله أَعلم. هذا آخرُ باب الجِيم.

  وصَلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آلِه وصَحْبِه وسلّم.


(١) الأصل ومعجم البلدان، وفي النهاية: ثلاثة أميال.

(٢) اللسان: بججت عينه.

(٣) في معجم البلدان: «إيذج» الذال معجمة مفتوحة. وفي اللباب: إيذج بكسر الهمزة وسكون الياء وفتح الذال المعجمة.

(٤) في معجم البلدان: كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان. وهي أجلّ مدن هذه الكورة. وفي موضع آخر: وقال أبو سعد: إيذج في موضعين: أحدهما بلدة من كور الأهواز وبلاد الخوز.

(٥) الأصل ومعجم البلدان وفي اللباب: قوبك.

(٦) انظر الحاشية قبل السابقة.

(٧) اللباب ومعجم البلدان: محمد.

(٨) في التكملة: وهو بالفارسي: يارَهْ.

(٩) في تذكرة داود: أيارج يوناني معناه المسهّل، وعندهم كل مسهل يسمى الدواء الإلهي لأن غوصه في العروق وتنقيته الخلط وإخراجه على الوجه الحكمي حكمة إلهية أودعها المبدع الفرد في أفراده وألهم تركيبها الأفراد من خصائصه.