تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[توح]:

صفحة 20 - الجزء 4

  مُشتَقُّ من التَّفْحَة، وهي الرّائحةُ الطَّيَّبةُ.

  والمَتْفَحَةُ: مَنْبِتُ أَشْجارِه. قال أَبو حنيفَة: هو بأَرضِ العربِ كثيرٌ. قال الأَزهريّ: وجمعه تَفافِيحُ، وتَصغير التُّفّاحة الواحدةِ تُفَيْفِيحَةٌ⁣(⁣١) ومن سجعات الأَساس: أَتْحَفَك مَنْ أَتْفَحَك.

  ومن المجاز: ضَرَبَه على تُفّاحَتَيْه. التُّفّاحَتانِ: رُؤوسُ الفَخِذَيْنِ في الوَرِكَيْنِ، عن كُراع. ولَطَمْنَ بالعُنّاب التُّفّاحَ: أَي بالبَنَانِ الخُدُودَ، كذا في الأَساس.

  [توح]: [تيح]: تاحَ له الشيْءُ يَتُوحُ تَوْحاً: إِذا تَهَيَّأَ قال:

  تاحَ لَه بَعدَك حِنْزابٌ وَأَى

  كتَاحَ يَتِيح تَيْحاً، واويّ العينِ ويائيُّها، وكلاهما لازِمٌ.

  وأَتاحَه الله تعالى: هَيَّأَه. وأَتاحَ الله له خَيْراً وشَرّاً. وأَتاحَه له: قَدَّرَه.

  وتاحَ له الأَمرُ: قُدِّرَ عليه. قال اللّيث: يقال: وَقَعَ في مَهْلِكة فتَاحَ له رجلٌ فأَنْقَذه. وأَتاح الله له من أَنْقَذَه. وفي الحديث: «فبِي حَلفْتُ لأُتِيحَنَّهم فِتْنةً تَدَعُ الحَليمَ منهم حَيْرانَ.

  فأُتِيح له الشَّيْءُ، أَي قُدِّرَ أَو هُيِّئَ. قال الهُذَلّي:

  أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ

  إِذا سَامَتْ على المَلَقَاتِ سَامَا⁣(⁣٢)

  والمِتْيَحُ، كمِنْبَرٍ: مَن يَعْرِض في كلِّ شَىْءٍ ويَقعُ فيما لا يَعْنِيه. قال الرّاعي⁣(⁣٣):

  أَفِي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُك تَلْمَحُ

  نَعَمْ لاتَ هَنّا إِنَّ قَلْبَك مِتْيَحُ

  أَو رَجلٌ مِتْيَح: لا يزال يَقَعُ في البَلَايا، والأَنثى بالهاءِ. وفي التهذيب عن ابن الأَعرابيّ: المِتْيَحُ: الدَّاخِلُ مع القَوْمِ ليس شأَنُه شأَنَهم.

  والمِتْيَح: فَرَسٌ يَعْترِض في مِشْيَته نَشَاطاً ويَمِيل على قُطْرَيْه، كالتَّيَّاح ككَتّان، والتَّيْحانِ⁣(⁣٤) كسَحْبَان، هكذا مَضبوطٌ عندنا والصواب بكسر التّحتِيّة المشدّدة كما سيأَتي، والتّيَّحان⁣(⁣٥) بفتح التّحتيّة المشدّدة، ووجدت في هامش الصّحاح: قال أَبو العلاءِ المَعّريّ: التَّيّحان: يُرْوَى بكسر الياءِ وفَتحها، وهو الذي يَعترِض في الأَمور. وقال سيبويه: لا يجوز أَن يُرْوَى بالكسر، لأَن فَيْعِلان لم يَجِيء في الصّحيح فيُبْنَى عليه المعتلّ قِياساً. قال: وهو فَيْعَلان بفتح العين مثل تَيَّحَان وهَيَّبَان، وهما صِفتان حكاهما سِيبويهِ بالفتح. ومثالُهما من الصحيح قَيْقَبانُ وسَيْسَبانُ. وفي اللسان: ولا نَظيرَ له إِلّا فَرَسٌ سَيِّبَانُ وسَيَّبَانُ ورَجلٌ هَيِّبانُ وهَيَّبَانُ. قال سَوّارُ بنُ المُضَرَّب السَّعْديّ:

  لَخَبَّرها ذَوُو أَحسابِ قَوْمِي

  وأَعدائي، فكُلٌّ قد بَلانِي

  بذَبِّي الذَّمَّ⁣(⁣٦) عن حَسَبِي بمالِي

  وزَبُّونات أَشْوَسَ تَيّحانِ

  في الكُلّ، أَي في الفَرس والرَّجُل. قال أَبو الهيثم: التَّيِّحانُ والتَّيَّحانُ: الطَّويلُ. وقال الَأزهري: رَجلٌ تَيِّحَانٌ: يَتعرَّضُ لكُلّ مَكْرُمةٍ وأَمر شديدٍ⁣(⁣٧). وقال العَجّاج:

  لقد مُنُوا بتَيِّحَانٍ ساطِي

  وفي التهذيب: فَرسٌ تَيِّحَانٌ: شديدُ الجَرْيِ.

  وفرس تَيّاحٌ: جَوَادٌ.

  وفَرَسٌ مِتْيَحٌ وتَيّاحٌ وتَيِّحانٌ.

  والمِتْيَاحُ، بالكسر: الرَّجلُ الكثيرُ الحَركةِ العِرِّيض كسِكِّين، أَي كثير التَّعرُّض.

  والمِتْياحُ: الأَمرُ المُقدَّرُ، كالمُتَاحِ بالضّمّ.

  وتَاحَ في مِشْيَته، إِذا تَمايَل.

  وأَبو التَّيّاح يَزيدُ بنُ زُهِيرٍ⁣(⁣٨) الضُّبَعِيّ، بضّمٍ ففتْحٍ، إِلى بني ضُبَيعةَ: تابِعيّ يَرِوي عن أَنسِ بنِ مالكٍ، وعنه حَرْبُ بن زُهَيْرٍ، ذَكره ابنُ حِبّانَ في الثِّقات.


(١) عن التهذيب واللسان، وبالأصل: تفيفحة.

(٢) البيت لصخر الغي ديوان الهذليين ٢/ ٦٢.

(٣) نسب في التهذيب للطرماح. وهو في اللسان والصحاح وخزانة الأدب ٢/ ١٥٩ منسوب للراعي.

(٤) في القاموس: «والتِّيحان» وفي الصحاح: تَيْحَان.

(٥) في القاموس: «والتَّيَّحان» وفي اللسان: وتيّحَان.

(٦) عن الصحاح وبالأصل «اليوم».

(٧) الأصل واللسان، وفي التهذيب: سديد.

(٨) في تقريب التهذيب: «حُميْد» مشهور بكنيته.