تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الذال المعجمة مع الحاء المهملة

صفحة 40 - الجزء 4

  ذُبّاحٌ⁣(⁣١). ونقلَ الأَزهريّ عن ابن بُزُرْج: الذُّبَّاحُ: حَزٌّ في باطِن أَصابع الرِّجْل عَرْضاً، وذلك أَنه ذَبَحَ الأَصابع وقَطعها عَرْضاً، وجَمْعُه ذَبابيحُ. وأَنشد:

  حِرٌّ هِجَفٌّ مُتَجافٍ مَصْرَعُهْ

  به ذَبَابِيحُ ونَكْبٌ يَظْلَعُهْ

  قال الأَزهَرِيّ: والتّشديد في كلام العرب أَكْثَرُ. وقد يُخَفَّف، وإِليه ذَهب أَبو الهيثم، وأَنْكَر التّشديد، وذهب إِلى أَنّه من الأَدواءِ الّتي جاءَت على فُعالٍ.

  والذُّبَاحُ والذُّبَح كغُرابٍ وصُردٍ: نبْتٌ مِن السُّمومِ يَقْتُل آكِلَه. وأَنشد:

  ولَرُبَّ مَطْعَمةٍ تكون ذُبَاحَا⁣(⁣٢)

  وهو مجاز. ومن المَجاز أَيضاً قولهم: الطَّمَع ذُبَاحٌ.

  الذُّبَاحُ: وجَعٌ في الحَلْق كأَنّه يَذْبَح. ويقال: أَصابَه مَوْتٌ زُؤَامٌ وزُوأَفٌ وذُبَاحٌ؛ وسيأْتي في آخرِ المادّة، وهو مكرَّر.

  ومن المَجَاز أَيضاً: المذَابحُ: المَحاريبُ، سُمِّيَتْ بذلك للقَرابِين.

  والمَذابحُ: المَقَاصِيرُ في الكَنَائِس، جمْع مقْصُورة.

  ويقال هي المَحَارِيبُ. والمَذابح: بُيوتُ كُتُبِ النَّصارَى، الواحِد مَذْبَحٌ كمَسْكَن⁣(⁣٣). ومنه قولُ قولُ كَعْبٍ في المُرْتَدّ: «أَدْخِلُوه المَذْبَحَ، وضَعُوا التَّوْرَاةَ، وحَلِّفُوه باللهِ» حكاه الهَرَوِيّ في الغَرِيبيْن.

  والذَّابِح: سمَّةٌ أَو مِيْسَمٌ يَسِمُ على الحَلْق في عُرْضِ العُنُق ومثله في اللسان⁣(⁣٤). والذّابِح: شَعرٌ ينْبُتُ بين النَّصيلِ والمَذْبَحِ، أَي مَوْضِع الذَّبْح من الحُلْقُوم، والنّصيلُ قريبٌ منه.

  وسَعْدٌ الذّابِحُ منْزِلٌ من مَنازِلِ القَمر، أَحَدُ السُّعودِ، وهما كَوْكَبَانِ نَيِّرَانِ بينهما قِيدُ أَي مِقْدَارُ ذِراعٍ وفي نَحْرِ أَحدهما نَجْمٌ صَغيرٌ لقُرْبِه منه كأَنّه يَذْبَحُه فسُمِّيَ لذلك ذَابِحاً والعرب تقول: إِذا طَلَعَ الذَّابحُ، جَحَر⁣(⁣٥) النّابح.

  وذُبْحَانُ، بالضّمّ: د، باليَمن، وذُبْحَانُ اسْمُ جماعةٍ، واسمُ جَدّ والدِ عُبَيْدِ⁣(⁣٦) بنِ عمْرٍو الصّحابيّ، ¥.

  والمُسَمّى بعُبيدِ بن عمْرٍو من الصّحابة ثلاثةُ رجالٍ: عُبيْد⁣(⁣٧) بن عمْرو الكِلابيّ، وعُبيد بن عَمْرٍو البَياضِيّ، وعُبَيْدُ بنُ عَمْروٍ الأَنصاريّ أَبو علْقَمَةَ الرّاوي عنه.

  والتَّذْبِيحُ في الصّلاة: التَّدْبيح وقد تقدّم معناه. يقال: ذَبّحَ الرَّجلُ رَأْسَه: طَأْطَأَه للرُّكُوعِ، كدَبَّح؛ حكَاه الهَرويّ في الغَريبَين وحكى الأَزهريّ عن الليث في الحديث: «نَهَى عن أَن يُذَبِّح الرَّجُلُ في صَلاته كما يُذَبِّح الحِمارُ».

  قال: وهو أَن يُطأْطِئَ رأْسَه في الرُّكوع حتّى يكون أَخفضَ من ظَهْرِه. قال الأَزهريّ: صَحَّفَ اللَّيْث الحَرْفَ، والصَّحيحُ في الحديث: أَن «يُدَبِّحَ الرَّجُلُ في الصّلاة» بالدّال غيرَ مُعجمةٍ، كما رواه أَصحابُ أَبي عُبَيْد عنه في غَريبِ الحديث، والذّال خطأٌ لا شَكَّ فيه. كذا في اللسان.

  والذُّبَحَةُ، كهُمَزَةٍ وعِنَبَةٍ وكِسْرَة وصُبْرَةٍ وكِتابٍ وغُرَابٍ، فهذه ستُّ لُغَات، وفاته الذِّبْح، بكسر فسكون، والمشهور هو الأَول والأَخير، وتسكين الباءِ نقلَه الزَّمَخْشرِيّ في الأَساس⁣(⁣٨)، وهو مأْخود من قول الأَصمعيّ، وأَنكره أَبو زَيْد، ونَسَبَه بعضهم إِلى العامّة: وَجَعٌ في الحَلْق. وقال الأَزهريّ: دَاءٌ يَأْخُذ في الحَلْق ورُبما قَتَلَ، أَو دَمٌ يَخْنُق.

  وعن ابن شُميلٍ: هي قَرْحَةٌ تَخرُج في حلْقِ الإِنسانِ، مثْل الذِّئْبَة الّتي تأْخذ الحِمَارَ. وقيل: هي قَرْحَةٌ تَظْهر فيه، فيَنْسدّ معها ويَنْقطع النَّفَسُ فيَقْتُل. يقال: أَخَذَتْه الذبحةُ.

  * ومما يستدرك عليه:

  الذَّبِيحة: الشَّاةُ المَذْبوحةُ. وشاةٌ ذَبِيحةٌ وذَبِيحٌ، من نِعاجٍ ذَبْحَى وذَبَاحَى وذَبائِحَ. وكذلك النَّاقة.


(١) تمام العبارة في الأساس: ستصيب ذلك وليس دونه نكبة ولا ذباح وهو شقاق في الرجل أَي تصيبه عفواً.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله ولرب مطعمة الخ صدره كما في الأساس:

واليأس مما فات يُعقب راحةً»

والبيت للنابغة الذبياني كما في التكملة. ونبه على ذلك بهامش اللسان.

(٣) في إِحدى نسخ القاموس «كمقعد».

(٤) والتهذيب أيضاً.

(٥) في اللسان؛ «انحجر».

(٦) في التكملة: عبيد بن عمرو بن صبح بن ذبحان.

(٧) صوبه ابن الأثير في أسد الغابة «عبيدة وهو الصحيح».

(٨) في الأساس: والذبحة داء في حلقه.