تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ربح]:

صفحة 44 - الجزء 4

  والعرب تقول للرجل إِذا دَخلَ في التِّجارة: بالرَّبَاح والسَّمَاح.

  والرِّبْح، بالكسر، والتَّحريك والرَّبَاح كسَحاب: النَّماءُ في التَّجْرِ. وقال ابن الأَعرابيّ: هو اسْمُ ما ربِحه.

  وفي التّهذيب: رَبحَ فُلانٌ ورابَحْتُه⁣(⁣١).

  وهذا بَيْعٌ مُرْبح: إِذا كان يُرْبَح فيه.

  والعرب تقول: رَبِحَتْ تِجارتُه: إِذا رَبِحَ صاحِبُها فيها.

  ومن المجاز تِجارةٌ رابِحةٌ: يُربَح فيها. وقوله تعالَى: {فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ}⁣(⁣٢) أَي ما ربِحُوا في تِجارتهم، لأَنّ التِّجارة لا تَرْبَح، إِنّما يُرْبَح فيها ويُوضَع فيها؛ قاله أَبو إِسحاق الزَّجّاجُ. قال الأَزهريّ⁣(⁣٣): جعل الفِعل للتجارة، وهي لا تَرْبَح، وإِنما يُرْبَح فيها، وهو كقولهم: لَيْلٌ نائمٌ وساهِرٌ، أَي يُنامُ فيه ويُسْهر.

  ورَابَحْتُه على سِلْعَته وأَرْبَحته: أَعْطيْتُه رِبْحاً.

  وقد أَرْبَحَه بَمتَاعِه.

  وأَعْطاه مالاً مُرابَحَةً، أَي على الرِّبْح بينهما. وبِعْتُ الشَّيْءَ مُرابَحةً ويقال: بِعْتُه السِّلْعة مُرابحةً على كلِّ عشرةِ دَراهِمَ دِرْهَمٌ. وكذلك اشتريتُه مُرَابَحةً. ولا بُدَّ من تَسمِيَةِ الرِّبْح.

  والرُّبّاح، كرُمّان: الجَدْيُ، عن ابن الأَعرابيّ.

  والرُّبَحُ والرُّبّاحُ: القِرْدُ الذَّكرُ؛ قاله أَبو عُبيدٍ في باب فُعّال⁣(⁣٤). قال بِشْرُ بن المُعْتَمِر:

  وإِلْقةٌ تُرْغثُ رُبّاحَها

  والسَّهْلُ والنَّوْفَلُ والنَّضْرُ⁣(⁣٥)

  الإِلْقَةُ هنا: القِرْدَة. ورُبّاحُها: ولَدُها. وتُرْغِث: تُرْضِعُ.

  ويُجْمع رَبابِيحَ. أَنشد شَمِرٌ للبَعيث:

  شآمِيَةٌ زُرْقُ العُيونِ كأَنَّها

  ربابِيحُ تَنْزُو أَوْ فُرَارٌ مُزَلَّمُ

  وفي الأَساس: أَمْلَحُ من رُباحٍ، مُخَفَّفاً ومُثقَّلاً: وهو القِرْد. قلت: والتَّخْفيف لُغة اليمنِ، وهو الهَوْبَر، والحَوْدَل⁣(⁣٦). وقيل: هو وَلَد القِرْد. وقيل: هو الفَصِيلُ، والحاشِيَةُ الصَّغير الضّاوِي. وأَنشد:

  حَطَّتْ به الدَّلْوُ إِلى قَعْرِ الطَّوِي

  كأَنّما حَطَّتْ برُبّاحٍ ثَنِي

  قال أَبو الهيثم: كيف يكون فَصيلاً صغيراً، وقد جَعَله ثَنِيًّا، والثَّنِيُّ ابنُ خَمْسِ سِنينَ؟ وأَنشد شَمِرٌ لخِدَاشِ بنِ زُهير:

  ومَسَبُّكمْ سُفْيَانَ ثُمّ تُرِكْتُمُ

  تَتَنَتَّجُونَ تَنَتُّجَ الرُّبّاحِ

  وأَكَلَ زُبّ رُبّاحٍ: تَمْرٌ؛ قاله اللّيث، وهو من تُمورِ البَصْرة.

  والرُّبَح كصُرَد: الفَصيل كأَنه لُغَة في الرُّبَع. قال الأَعشى:

  فتَرَى القَوْمَ نَشاوَى كلَّهم

  مِثْلَ ما مُدَّتْ نِصَاحَاتُ الرُّبَحْ

  وانظره في نَصَح. والرُّبَح: الجَدْيُ. والرُّبَح أَيضاً طائِرٌ يُشَبَّه بالزّاغ⁣(⁣٧). وقال كُراع: هو الرَّبَح، بفتح أَوّله: طائرٌ يُشبِه الزّاغَ.

  والرَّبَح، بالتَّحْريك: الخَيْلُ والإِبلُ تُجْلَب للبَيْعِ، أَي التِّجارةِ. والرَّبَحُ: الشَّحْمُ. قال خُفَافُ بن نُدْبة:

  قَرَوْا أَضْيَافَهمْ رَبَحاً بِبُعٍّ

  يَعِيشُ بفَضْلِهِنَّ الحَيُّ، سُمْرِ⁣(⁣٨)

  البُحّ: قِداحُ المَيْسِر، يَعنِي قِداحاً بُحًّا من رَزانَتِها.

  ويقال: الرَّبَح هنا: الفُصْلانُ الصِّغارُ. وقيل: هي ما يَرْبَحون من المَيْسِرِ. قالَ الأَزهريّ: يقول⁣(⁣٩): أَعْوَزَهم


(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: وأربحته.

(٢) سورة البقرة الآية ١٦.

(٣) اللسان عن الأَزهري، ولم ترد العبارة في التهذيب.

(٤) الأصل والقاموس واللسان، وفي التهذيب عن أبي عبيد: القرد ولم يرد «الذكر».

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «والسهل الغراب، والنوفل: البحر، والنضر: الذهب، كذا في اللسان».

(٦) الحودل: ذكر القرد.

(٧) عن اللسان، وبالأصل «الزامج».

(٨) عجزه في التهذيب: يجئ بفضلهن المس سمر

(٩) يقصد خفاف بن ندبة قائل البيت.