تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سبدح]:

صفحة 80 - الجزء 4

  وغيرهما، كَتبَ عنه عبدُ الغنيّ الأَزديّ؛ ومحمد بن سعيد ويقال: سعد، عن الفُضَيل بنِ عِياضٍ؛ وعبدُ الرحمن بن مُسْلِمٍ عن مُؤَمّل بن إِسماعيل؛ ومحمدُ بنُ عُثمانَ البُخَاريّ، قال الذّهبيّ: هو أَبو طاهر⁣(⁣١) بن أَبي بَكْرٍ الصّوفيّ الصّابونيّ، روَى عنه السّمعانيّ، وابنه عبد الرحمن، تُوفِّي سنة ٥٥٥، وأَخوه أَبو حَفْص عُمَرُ بنُ عُثْمانَ، حَدَّثَ، السُّبَحِيّون، بالضّمّ وفتح الباءِ، مُحدِّثون، وضَبط السّمعانيّ في الأَخير بالخاءِ المعجمة⁣(⁣٢)، وقال: كأَنّه نُسِبَ إِلى الدّباغ بالسَّبخَةِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  التَّسْبيحُ: بمعنَى الاسْتِثْنَاءِ. وبه فُسِّرَ قوله تعالى: {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ}⁣(⁣٣) أَي تَسْتَثْنُون، وفي الاستثناءِ تَعظيمُ الله تعالى والإِقرارُ بأَنّه لا يَشاءُ أَحدٌ {إِلّا أَنْ يَشاءَ اللهُ}، فوضَع تنزيهَ الله مَوْضِعَ الاستثناءِ. وهو في المصباح واللسان.

  ومن النّهَايَة: «فأَدخَلَ إِصْبَعيْه السبّاحَتَيْنِ في أُذُنْيه»⁣(⁣٤).

  السَّبّاحة والمُسَبِّحَة: الإِصبعُ الّتي تَلِي الإِبهامَ، سُمِّيَت بذلك لأَنها يُشارُ بها عند التَّسْبِيح.

  وفي الأَساس: ومن المَجَاز: أَشار إِليه بالمُسَبِّحة والسَّبّاحة. وسَبَح ذكْرُك مَسابحَ الشَّمْسِ والقَمر. وفلانٌ يَسْبَحُ النَّهَارَ كلَّه في طَلَبِ المَعَاشِ. انتهى.

  والسُّبْحَة، بالضّمّ: القِطْعَة من القُطْن.

  [سبدح]: السَّبَادِحُ، على وَزْنِ مَساجِد: يُسْتَعْمَل في قِلَّةِ الطّعَامِ، يُقَال: أَصْبَحْنَا سَبَادِحَ ولِصبْيانِنا عَجَاعِجُ - جمع عَجْعَجَة، وهو رَفْعُ الصَّوت، وقد تقدّم - من الغَرَث مُحَرَّكَةً، وهو الجُوع، وقد تقدّم أَيضاً. وقال شيخُنَا: تطبيقُ ما بعده من الكلام على ما ذكرْنا من معناه لا يخلو عن تأْويل وتكلُّف، فتأَمَّل.

  [سجح]: سَجِحَ الخدُّ، كفَرح، سَجَحاً وسَجَاحَةً: سَهُلَ ولان وطَالَ في اعتدَال وقَلَّ لَحْمُه، مع وسع، وهو أَسْجَحُ الخَدَّين.

  والسُّجُح، بضمّتين: اللّيِّن السَّهْلُ كالسَّجِيح. وخُلُق سَجيحٌ: لَيِّنٌ سَهْلٌ. وكذلك المِشْيَةُ، يقال مَشَى فُلانٌ مَشْياً سُجُحاً وسَجِيحاً⁣(⁣٥) ومِشْيَةٌ سُجُحٌ، أَي سَهْلَةٌ.

  وورد في حديثِ عليٍّ ¥، يُحَرِّض أَصحابَه على القتال: «وامْشُوا إِلى المَوْت مِشْيَةً سُجُحاً». قال حَسَّان:

  دَعُوا التَّخاجُؤَ وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً

  إِنّ الرِّجَالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكيرِ⁣(⁣٦)

  قال الأَزهريّ: هو أَن يعتدِلَ في مَشْيِه ولا يَتمايلَ فيه تَكبُّراً⁣(⁣٧). والسُّجُح المَحَجَّةُ من الطّريق، كالسُّجْحِ بالضّمّ، يقال: تَنَحَّ عن سُجْحِ الطَّرِيقِ، وهو سَنَنُه وجادَّتُه، لسهولتِهَا. وتقول: مَن طَلَبَ بالحَقِّ ومَشى في سُجْحِه، أَوْصَلَه الله إِلى نُجْحِه.

  والسُّجْحُ: القَدْرُ، كالسَّجِيحَة. ومنه قولُهم: بَنَوْا بُيوتهُم على سُجْحٍ واحدٍ، أَي على قَدْرٍ واحدٍ وكذا سَجيحة⁣(⁣٨) واحدة، وغِرَار⁣(⁣٩) واحد.

  والسُّجَاحُ كغُرَابِ: الهواءُ.

  والسِّجَاح ككِتَابٍ: التُّجَاهُ، أَي المُوَاجَهَة.

  والأَسْجَح من الرَّجَال: الحسَنُ المُعْتَدِلُ. وفي التّهذيب: قال أَبو عُبيد: الأَسْجَحُ الخَلْقِ: المُعْتَدِلُ الحَسَنُ. ووَجْهٌ أَسْجَحُ بَيِّنُ السَّجَحِ، أَي حَسَنٌ مُعْتَدِلٌ.

  قال ذو الرُّمُّة:

  لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى أَسِيلةٌ

  ووجْهٌ كمرْآةِ الغَريبةِ أَسجحُ

  وأَورد الأَزهَرِيّ هذا البيتَ شاهداً على لِينِ الخَدّ؛ وأَنشده: «وخَدّ كمرآةِ الغريبةِ»⁣(⁣١٠). ومثله قال ابن


(١) في اللباب: أبو عبد الله.

(٢) يعني «أبو عبد الله محمد وأبو حفص عمر ابنا أبي بكر بن عثمان السبخي» كما في اللباب أَيضاً.

(٣) سورة القلم الآية ٢٨.

(٤) في النهاية: أذنه.

(٥) عن التهذيب واللسان، وبالأصل «وسحجا».

(٦) في التهذيب: ذروا. بدل دعوا. والتخاجي بدل التخاجؤ.

(٧) كذا بالأصل واللسان، ولم يرد في التهذيب.

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «سجيحة الذي في اللسان «سجحة» وقعت بالهامش «سحجة» خطأ. وفي التهذيب فكالأصل.

(٩) في اللسان: «وعذار». وفي التهذيب فكالأصل.

(١٠) خص مرآة الغريبة وهي التي لم تتزوج في قومها، فلا تجد في نساء