تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سقح]:

صفحة 92 - الجزء 4

  والأَسْفَح، بالفَاءِ: الأَصْلَعُ لُغَة في القاف، وسيأْتي قريباً.

  * ومما يستدرك عليه:

  يُقَال لابن البَغِيِّ: ابنُ المُسَافِحة. وقال أَبو إِسحاقَ: المُسَافِحَة: التي لا تَمتنِعُ عن الزِّنَا.

  وللوَادِي مَسَافِحُ: مَصابُّ.

  ومن المَجاز: بينهما سِفَاحٌ: قِتالٌ أَو مُعَاقَرَةٌ⁣(⁣١).

  [سقح]: السَّقَحَةُ، محرَّكةً: الصَّلَعَةُ. والأَسقَحُ: الأَصْلَعُ، وسيأْتي في الصّاد قريباً.

  [سلح]: السِّلَاح، بالكسر⁣(⁣٢) والسَّلَح، كعِنَبٍ، وضَبطه الفَيُّوميّ في المِصباح كحَمَلٍ، والسُّلْحَانُ، بالضّمّ: آلَةُ الحَرْب، وفي المصباح: ما يُقاتلَ به في الحَرْب ويُدافع، أَو حَديدَتُهَا، أَي ما كانَ من الحَدِيدِ؛ كذا خَصَّه بعضُهُمْ، يذَكَّر ويُؤنَّث، والتّذكير أَعلَى، لأَنه يُجْمَعُ على أَسْلِحَةٍ، وهو جمعُ المُذكَّرِ، مثل حِمَارٍ وأَحْمِرَة ورِدَاءٍ وأَرْدِيَةٍ. وربما خُصّ به السَّيْفُ. قال الأَزهريّ: والسَّيْف وَحدَه يُسمَّى سِلاحاً، قال الأَعشى:

  ثَلاثاً وشَهْراً ثُمّ صَارَتْ رَذِيَّةً

  طَلِيحَ سِفارٍ كالسِّلاح المُفَرَّدِ

  يعْنِي السَّيْفَ وَحْده. والسِّلاحُ القَوْسُ بلا وَترٍ. والعَصَا تُسمَّى سِلاحاً، ومنه قولُ ابن أَحمر:

  ولَسْتُ بعِرْنَةٍ عرِكٍ، سِلاحي

  عَصاً مَثقُوبَةٌ تَقِصُ الحِمَارَا

  والجمْع أَسْلِحَةٌ وسُلُحٌ وسُلْحانٌ وتَسلَّحَ الرَّجلُ: لَبِسَه، وهو مُتَسلِّحٌ.

  والمَسْلَحَة، بالفتح: مثلُ الثَّغْر والمَرْقَب، وجمعُه المسَالِحُ، وهي مواضعُ المَحافةِ.

  وفي الحديث: «كان أَدْنى مسالحِ فارِسَ إِلى العَرَب العُذَيْب». قال بِشْرٌ:

  بكُلِّ قِيادِ مُسْنِفةٍ عَنُودٍ

  أَضرَّ بها المَسَالِحُ والغِوَارُ

  وقال الشَّمّاخُ:

  تَذكَّرتُها وهْناً وقدْ حال دُونها

  قُرَى أَذْرَبِيجان المَسَالحُ والجَالُ⁣(⁣٣)

  والمَسْلَحَة أَيضاً: القَوْمُ ذَوُو سِلاحٍ في عُدَّةٍ، بموْضعِ رَصْدٍ، قد وُكِّلوا به بإِزاءِ ثَغْرٍ، واحِدُهم مَسْلَحِيّ. ونَسَبَ شيخُنا التَّقْصيرَ إِلى المُصنّف، وهو غيرُ لائقٍ، لكَوْنِ الّذِي استدركه مَفهومٌ من كلامِه هذا. وفي النهاية: سُمُّوا مَسْلَحَةً لأَنّهم يكونون ذَوِي سِلَاحٍ، أَو لأَنّهم يسكُنون المسْلَحَةَ، وهي كالثَّغْرِ والمَرْقَبِ، يكون فيه أَقوامٌ يَرْقُبون العَدُوَّ لئلّا يَطْرُقَهم على غَفْلَةٍ، فإِذا رأَوْه أَعْلَمُوا أَصحابَهُم ليتأَهَّبُوا له.

  وقال ابنُ شُميل: مَسْلحَةُ الجُنْدِ: خَطاطيفُ لهم بين أَيديهم يَنفُضُون لهم الطَّرِيقَ، ويَتجَسَّسون⁣(⁣٤) خبَر العَدُوِّ، ويعْلمون عِلْمهم، لئلّا يَهْجُمَ عليهم، ولا يدَعُون واحداً من العدوِّ يَدْخُلُ [عليهم]⁣(⁣٥) بلَادَ المسلمين، وإِنْ جَاءَ جَيْشٌ أَنذَروا المُسلمين.

  ورجلٌ سالِحٌ: ذو سِلَاحٍ كقولهم تامِرٌ ولابِنٌ.

  والسَّلَاح كغُرَابِ: النَّجْوُ، ومثلُه في الصّحاحِ. وفي الهامش: صوابُه: النَّجْوُ الرَّقيقُ. وقد سَلَحَ الرَّجُلُ كمَنَعَ يَسْلَحُ سَلْحاً، وأَسْلَحه غيرُه.

  وناقةٌ سالِحٌ: سَلَحَت من البَقْلِ وغيرِه. وسَلَّحَ الحَشيشُ الإِبلَ. وهذِه الحَشِيشةُ تُسَلِّح الإِبلَ تَسْليحاً.

  والإِسلِيحُ، بالكسر: نَبْتٌ سُهْلِيٌّ يَنْبُتُ ظَاهِراً، وله وَرَقَةٌ دقِيقَةٌ لطيفةٌ وسَنِفَةٌ مَحْشُوَّةٌ حَبًّا كحَبِّ الخَشْخاشِ، وهو من نباتِ مَطرِ الصَّيف، يُسْلِح الماشِيَةَ، الواحد إِسْلِيحة: تَغْزُر عليه الأَلبانُ، وفي نُسخة: تكثر، بدل تَغْزُر، وفي أُخرى: الإِبل بدل: الأَلبان؛ وجمع بينهما الجَوْهَريّ⁣(⁣٦). قالت⁣(⁣٧) أَعرابِيَّةٌ، وقيل لها: ما شَجَرَةُ أَبِيكِ؟ فقالت: شَجَرَةُ أَبي الإِسْلِيحُ: رَغْوَةٌ وصَرِيح، وسَنَامٌ إِطْرِيح. وقيل: هي بَقْلَةٌ


(١) زيد في الأساس: لأنهم يتسافحون الدماء.

(٢) في إِحدى نسخ القاموس: «السلاح بالكسر والسلح كعنب».

(٣) بالأصل «والحالي» بدل «والجال» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله والحالي كذا بالنسخ، والذي في اللسان «والجال» واللام مضبوطة شكلا بالضم فليحرر».

(٤) الأصل واللسان، وفي التهذيب: ويتحسسون بالحاء المهملة.

(٥) زيادة عن التهذيب.

(٦) في الصحاح: نبت تغزر عليه ألبان الإِبل.

(٧) عبارة الصحاح: «قالت امرأة من العرب: الإِسليح ..»