تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فحح]:

صفحة 151 - الجزء 4

  [فحح]: فَحِيحُ الأَفعَي: صَوتُها مِن فيها. والكَشِيش: صَوتها من جِلْدها، كتَفْحَاحِها، بالفتح، وفَحِّها، وقال الأَصمعيّ: تَفِحّ وتَحِفّ. والحَفِيف من جِلْدها، والفَحِيح مِن فِيها. وهي تَفُحّ وتَفِحّ، بالضَّمِّ والكسر، فَحًّا، وفَحِيحاً، وهو صَوْتها من فيها. وقيل: هو تَحكُّكُ جِلْدِها بعْضِه ببعض. وعمَّ بعضُهم به جميعَ الحيّات. وخَصَّ به بعضُهم أُنثى الأَساوِدِ.

  وفي الصحاح: وكُلُّ ما كانَ من المضاعف لازماً فالمستقبل منه يجيءُ عَلَى يَفعِل، بالكسر، إِلّا سبعةَ أَحرف جاءَت بالضمّ والكسر، وهي يَعلّ ويَشحّ⁣(⁣١) ويجدّ في الأَمر، ويَصدّ أَي يَضِجّ، ويَجمُّ من الجِمَام، والأَفْعَى تَفحّ، والفَرَس تَشبّ⁣(⁣٢). وما كان متعدِّياً فمستقبلُه يجيءُ بالضّم، إِلّا خمسةَ أَحرفٍ جاءَت بالضّمّ والكسر، وهي تَشدّه وتَعلّه ويَبتّ⁣(⁣٣) الشّيْءَ وَينمّ الحديثَ، ورَمّ الشَيْءَ يَرمُّه. ومثله في كتب التصريف.

  والفُحُحُ، بضمّتين: الأَفاعِي الهائجَةُ المُرِزّة من أَصوَاتِ أَفواهِها.

  وعن ابن الأعرابيّ: يقال: فَحْفَحَ الرّجلُ، إِذا صَحَّحَ المَودّةَ وأَخلَصَها، وحَفْحَفَ، إِذا ضاقَتْ مَعيشتُه، وسيأْتي.

  وفَحْفَحَ الرّجُلُ؛ أَخَذَتْه بُحّةٌ في صَوْتِه. والفَحفَحة: تَردُّدُ الصَّوْتِ في الحَلْق شَبيةٌ بالبُحَّة. فهو فَحْفَاحٌ، وهو الأَبحّ، زادَ الأَزهَرِيّ: من الرّجالِ. وفَحْفَحَ الرّجلُ إِذا نَفَخَ في نَوْمهِ، كَفَحَّ يَفِحُّ فَحيحاً. قال ابن دريد: هو على التّشبيه بفَحِيح الأَفعَى. وفُحّةُ الفُلْفُلِ، بالضّمّ: حَرَارَتُه.

  والفَحْفَاح، بالفتح: اسمُ نَهْرٍ في الجنَّة، كذا في الصّحاح.

  * ومما يستدرك عليه:

  الفَحْفحَةُ: الكلام، عن كُرَاع ورَجلٌ فَحفاحٌ: مُتكلِّم، وقيل هو الكثيرُ الكلامِ.

  واستدرك شيخنا: فَحفحة هُذيل، وهي جَعلُهم الحاءَ المهملةَ عَيناً، نقلها السُّيُوطيّ في المزهر والاقتراح.

  [فدح]: فَدَحَه الدَّيْنُ والأَمْرُ والحِمْل، كمَنَعَ، يَفْدَحه فَدْحاً: أَثْقَلَهُ فهو فادِحٌ، وذاك مَفْدُوحٌ.

  وفي حديث ابن جُريج أَنّ رسول الله ÷ قال: «وعَلَى المُسْلِمينَ أَنْ لا يَتْرُكُوا في الإِسْلامِ مَفْدُوحاً في فِداءٍ أَو عَقْل».

  قال أَبو عُبَيْد: هو الذي فَدَحَه الدَّيْنُ، أَي أَثقلَه.

  وفي حديث غيره: «مُفْرَحاً»، بالرَّاءِ، فأَمّا قَول بعضهم في المفعولِ مُفْدِح فلا وجه له؛ لأنّا لا نَعلم أَفدحَ.

  وفَوادِحُ الدَّهْرِ: خُطُوبُه وشدائدُه. وأَفْدحَ الأَمْرَ واسْتَفْدَحَه: وَجَدَه فادِحاً، أَي مُثْقِلاً، كمُحسن، صَعْباً.

  واستفدحه: استثقله.

  والفادحَة: النَّازلةُ والخَطْب. تقول: نزلَ به أَمرٌ فادحٌ، إِذا غَالَه وبهظه. ولم يُسمعْ أَفدحَه الدَّينُ ممن يُوثق بعربيّته. كذا في الصحاح.

  [فذح]: تَفذَّحَتِ النَّاقَةُ، بالذَّال المعجمة بين الفاءِ والحاءِ المهملة، وانفَذحَت، إِذا تَفاجَّت لِتَبولَ. وليست بثبْت قالَ الأَزهريّ: لم أَسمع هذا الحَرف لغير ابن دُريد⁣(⁣٤)، والمعروفُ في كلامهم بهذا المعنى تفشَّجتْ وتَفشَّحت، بالجيم والحاءِ.

  [فرح]: الفرَحُ، محرّكةً: السُّرُورُ، وفي اللّسان: نقيض الحزن. وقال ثعلب: هو أَن يَجدَ في قلْبه خِفّةً. وفي المفردات: الفَرحُ هو انشراحُ الصَّدر بلذّةٍ عاجلةٍ⁣(⁣٥) غير آجلة، وذلك في اللّذات البدنيّة الدُّنيويّة. والسُّرور هو انشراحُ الصَّدرِ بلذَّة فيها طُمأْنينةُ الصَّدرِ عاجلاً وآجلاً.

  قال: وقد يُسمَّى الفرحُ سُرُوراً، وعكسه. والفَرَح: الأَشر والبطَر. وقوله تعالى {لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}⁣(⁣٦) قال الزّجّاجُ: معناه - والله أَعلم - لا تفْرح بكثرة المال في الدُّنْيا، لأَنَّ الذي يفرح بالمال يصرِفه في غيرِ أَمرِ الآخرةِ. وقيل: لا تَفْرحْ: لا تأْشر والمعنيانِ متقاربانِ، لأَنّه إِذا سُرَّ ربَّما أَشِرَ.


(١) في الصحاح: «ويَشِجُّ» وفي اللسان فكالأصل.

(٢) الصحاح: يشبّ.

(٣) كذا بالأصل واللسان يبت بالتاء وفي الصحاح بالتاء المثلثة.

(٤) الجمهرة ٢/ ١٢٨.

(٥) عبارة الراغب: بلذة عاجلة وأكثر ما يكون ذلك في اللذات البدنية، فلهذا قال: {وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ}، {... وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا ...}، {ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ}.

(٦) سورة القصص الآية ٧٦.