تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فطح]:

صفحة 156 - الجزء 4

  والأَفْضَحُ: الأَبيَضُ لا شديداً في البياض. قال ابنُ مُقبْل:

  فأَضحَى له جُلْبٌ بأَكْنَافِ شُرْمَةٍ

  أَجَشُّ سِمَاكيٌّ من الوَبْلِ أَفضَحُ⁣(⁣١)

  الجُلْب: السَّحَاب، وشُرْمة: موضع. والأَجشّ: الذي في رَعْدِه غِلظٌ. والسِّمَاكيّ: الذي مُطِرَ بنَوْءِ السِّمَاك.

  والفعْلُ منه فَضِحَ كَفَرِحَ، والاسم الفُضْحَة، بالضّمّ، وقيل الفُضْحَة والفُضْح: غُبْرَة في طُحْلَةٍ يخالِطهَا لَونٌ قَبيح يكون في أَلوان الإِبل والحَمام، والنَعْتُ أَفضحُ وفَضحاءُ.

  والأَفضَح: الأَسَدُ، لِلَوْنه، وكذلك البَعير، وذلك من فَضَح اللَّوْنِ. قال أَبو عَمْرٍو: سأَلْتُ أَعرابِياًّ عن الأَفضح فقال: هو لَونُ اللَّحْمِ المطبوخِ.

  ومن المجاز أَفضحَ الصُّبحُ، إِذا بدَا واستنارَ، كفَضَّحَ، مشدَّدداً، وفي بعض النسخ مخفَّفاً⁣(⁣٢). وأَفضحَ النَّخْلُ: احْمَرَّ واصفَرَّ⁣(⁣٣)، قال أَبو ذؤَيْبٍ الهذليّ:

  يا هَلْ رَأَيْتَ حُمُولَ الحَيِّ غادِيَةً

  كالنَّخل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاحُ

  ومن المجاز: يقال للنائم وقتَ الصَّبَاح: فَضَحَك الصُّبْحُ فقُمْ، أَي فَصَحَكَ، بالصاد المهملة، معناه أَنَّ الصُّبْحُ قد استَنَارَ وتَبَيَّنَ حتّى بَيَّنَك لمن يَرَاكَ وشَهَرك.

  وفي النهاية: في الحديث «أَنّ بِلالاً أَتَى ليُؤْذنه بالصُّبْح فشغَلتْ عائشةُ بلالاً حتَّى فَضَحَه الصُّبْحُ» أَي دَهَمته فُضْحَةُ الصُّبْح، وهي بياضُه⁣(⁣٤) وقيل فَضَحَه: كَشفَه وبَيَّنه للأَعْيُن بضَوْئه، وقيل معناه أَنّه لما تَبيَّنَ الصُّبْح جِدًّا ظَهرتْ غَفْلَتُه عن الوَقْت فصارَ كما يَفتضِح بعَيْبٍ ظهرَ منه.

  والصُّبْحُ الفَضَحُ، محرّكةً: ما تَعْلُوه حُمْرَةٌ، لاستنارته.

  ويقال هو فَضِيحٌ في المالِ إِذا كان سيِّئ القيامِ عليه، بعدم المحافظة له.

  ويقال للمُفْتضِحِ الذي اشتهر بسوءٍ: يا فَضُوحُ، كصَبُور.

  وفاضِحَةُ: ع بين جبَالِ ضَرِيّةَ، وقيل هو بالجيم⁣(⁣٥).

  وفاضِحٌ: ع قُربَ مكّة عند أَبي قُبيسٍ كان النّاس يَخرجون إِليه لحاجتهم. ووادٍ بالشُّريْفِ بنَجْدٍ قُرْبَ المدينةِ المشرَّفَة. وجبلٌ قُربَ رِيم.

  * ومما يستدرك عليه:

  أَفضحَ البُسْرُ إِذا بدَت الحُمرةُ فيه. وسُئل بعض الفقهاءِ عن فَضِيح البُسْرِ فقال: ليس بالفَضيح، ولكنّه الفضُوح⁣(⁣٦).

  أَراد أَنّه يُسكِر فيفضح شاربَه إِذا سَكِرَ منْه.

  وافتَضَحْنَا فيك: فرَّطْنَا في زيارتك وتفقُّدِك.

  وأَرادُوا أَن يتناصَحوا فتَفَاضَحوا.

  وتَفَاضَحَ المُرْتَجِزانِ، وفاضَحَ أَحدُهما الآخرَ.

  ومن المجاز: فَضَحَ القَمَرُ النُّجومَ: غَلَب ضَوؤُه ضَوْأَهَا فلم يَتبيَّنْ⁣(⁣٧)، وكذا الصُّبْح.

  [فطح]: فَطَحَه، كمَنَعَه، فَطْحاً: جَعَلَه عَرِيضاً. قال الشاعر:

  مَفْطُوحةُ السِّيَتَينِ تُوبعَ بَرْيُها

  صَفْرَاءُ ذاتُ أَسِرّةٍ وسَفَاسِقِ

  كذا في الصّحاح، كفَطَّحه تَفطيحاً، وفَطَحَ بالعَصَا ظَهْرَه يَفْطَحُه فَطْحاً ضرَبَه بها، وفَطَحَت المَرْأَةُ بالوَلَدِ: رَمَتْ به.

  وفَطَحَ العُودَ وغَيْرَه، كالحديدِ، فَطْحاً، وفَطَّحه تَفطيحاً: بَرَاه وعَرَّضَه: يقال فَطَحْت الحَديدةَ إِذا عَرَّضْتها وسَوَّيْتها بِمْسحاةٍ أَو مِعْزَقٍ أَو غيرِه. قال جرير:

  هو القَيْنُ وابنُ القَيْنِ لا قَيْنَ مِثْلُه

  لِفَطْحِ المَسَاحِي أَو لجَدْلِ الأَدَاهِمِ

  والفَطَح محرَّكةً: عِرَضٌ في وَسط الرَّأْسِ والأَرنَبِةَ حتّى


(١) الأكناف: «النواحي». وفي التهذيب: قال ابن مقبل يصف سحاباً.

(٢) كما في الأساس. وبالتشديد كما في اللسان والصحاح.

(٣) الأصل والقاموس واللسان، وفي التهذيب: أَو أصفرّ.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «وفي اللسان ويروي: بالصاد المهملة وهو بمعناه» وفي التهذيب: ومعناهما متقارب.

(٥) في معجم البلدان فاضجة بالضاد المعجمة والجيم، كذا ضبطه أبو الفتح ... قال: وقيل بالحاء.

(٦) ضبطت في اللسان والتكملة والتهذيب بفتح الفاء، وضبطت في الأساس بضمها، وجميعها ضبط قلم.

(٧) في اللسان: «تتبين» وفي الاساس: يقولون: غم القمر النجوم وفضحها.