تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فقح]:

صفحة 157 - الجزء 4

  يَلْتَزِقَ بالوَجْه، كالثَّور الأَفطحِ. قال أَبو النّجْم يَصفُ الهَامَةَ:

  قَبْصَاءَ لم تُفْطَحْ ولم تُكَتَّلِ⁣(⁣١)

  ورجل أَفطحُ: عريضُ الرأْسِ بَيِّنُ الفَطَحِ. والتّفطيحُ مثله. ورأْسٌ أَفطحُ ومُفطَّح: عريضٌ. وأَرنبةٌ فَطْحَاءُ.

  والأَفطَحُ: الثَّور، لذلك، صِفة غالبة، باللام على الصواب، وفي بعض النُّسخ: «كذلك»، بالكاف، وهو خطأٌ. والأَفطحُ: الأَفْدَعُ، بالعين المهملة وسيأْتي.

  والأَفطحُ الحِرْباءُ الذي تصهر الشّمسُ ظَهرَه ولونَه فيَبيضّ من حَمْيِها.

  ونَاقَةٌ فَطُوحٌ كصَبور: ضَخْمَةُ البَطْنِ عريضةُ الأَضلاع.

  وفَطِحَ النَّخلُ كفَرِحَ: لَقِحَ⁣(⁣٢)، عن كُراع** ومما يستدرك عليه: الفَطحاءُ، للمَوضِع المُنْبَسِطِ من القَوْس، كالفَريصةِ والصُّفْح.

  [فقح]: التَّفَقُّح: التّفتّح مطلقاً، ومنهم مَن خَصَّه بالكلام، قاله الأَزهريّ. وفَقَحَ الجِرْوُ، بكسر الجِيم وسكون الرّاءِ ولدُ الكَلْب، يَفْقَح فَقْحاً، كمنَع: فَتَح عَيْنَيْهِ أَوّلَ ما يَفْتَح وهو صَغيرٌ، ومثله جَصَّصَ. وصأْصَأَ إِذا لم يفْتَح عَيْنَيْه. كَفَقَّحَ تَفْقِيحاً. قال أَبو عُبَيد: وفي حديث عُبيد الله بن جَحْش أَنّه تَنصَّرَ بعد إِسلامه فقيل له في ذلك فقال: «إِنّا فَقّحْنا وصَأْصَأْتُم» أَي وَضَحَ لنا الحقُّ وعَشِيتم عنه.

  وقال ابن بَرّيّ: أَي أَبصَرْنا رُشدَنَا ولم تُبْصِرُوا، وهو مستعار. وفَقَحَ فلاناً⁣(⁣٣): أَصابَ فَقْحَتَه أَي، دُبرَه، وسيأْتي الكلامُ علَيْهِ قريباً.

  وفَقَحَ الشّيْءَ يَفقَحُه فَقْحاً: سَفّهُ كما يُسَفُّ الدّواءُ، يمانِيَة. وفَقَحَ النّبَاتُ: أَزهَى وأَزهَرَ. والفُقَّاحُ، كرُمّانٍ: عُشْبَةٌ نحو الأُقْحُوَانِ في النّبَات والمَنْبَت، واحدته فُقّاحةٌ وهي من نَبات الرَّمْلِ، وقيل الفُقّاحُ أَشَدُّ انضمامَ زَهْر من الأُقحوان، يَلْزَق به التُّراب كما يَلْزَقُ بالحَمَصِيص⁣(⁣٤) أَو الفُقَّاح نَوْرُ الإِذْخِرِ، قال الأَزهَريّ: الفُقّاح من العِطْر. وقد يُجعَل في الدّواءِ، يقال له فُقّاحُ الإِذْخِر، وهو من الحشيش. وقال أَيضاً: هو نَوْرُ الإِذْخِر إِذا تَفتَّح بُرْعومُه.

  وكلّ نَورٍ تَفَتّحَ فقد تَفَقَّحَ، وكذلك الوَرْدُ وما أَشبَهه من بَراعيمِ الأَنوارِ.⁣(⁣٥). وتَفَقَّحَت الوَرْدَةُ: تفتَّحَت أَوْ هو مِنْ كلِّ نَبتٍ: زَهْرُه حين يَنفتِحُ على أَيِّ لَونٍ كان، كالفَقْحَة، بفَتْح فسكون. قال عاصمُ بنُ مَنظورٍ الأَسديّ:

  كأَنَّك فُقَّاحَةٌ نَوّرَتْ

  مع الصُّبْح في طَرَف الحائرِ

  والفُقَّاحُ مِنَ النِّسَاءِ: الحَسَنةُ الخَلْقِ، بفتح فسكون، عن كُراع.

  والفَقْحَة، بفتح فسكون مَعروفة، قيل هي حَلْقَةُ الدُّبُر، أَو واسِعُها، أَي واسعُ حَلْقَةِ الدُّبرِ. قال شيخنا: وهذه عبارةً قَلِقَة، لأَنّ ظاهرَه أَنّ الفَقْحَة هي الواسعُ حَلْقةِ الدُّبرِ، ولا قائلَ به، وإِنّما المراد أَنَّ الفَقْحَة فيها قولانِ، فقيلَ: هي حَلْقةُ الدُّبر مطلقاً، وقيل هي حَلْقَة الدُّبرِ الواسِعةُ، وكأَنّه أَضاف الصِّفة إِلى الموصوف، فتأَمّلْ، انتهى. وفي اللسان: وقيل الدُّبُرُ الواسِعُ، وقيل هيَ الدُّبُر بجُمْعِها، ثم كثُرَ حتَّى سمِّي كلّ دُبر فَقْحَة. ج فِقَاحٌ قال جرير:

  ولوْ وُضِعَتْ فقاحُ بني نُميرٍ

  عَلَى خَبَثِ الحديدِ إِذاً لَذَابا

  والفَقْحة: راحَةُ اليَدِ، كالفَقَاحَةِ⁣(⁣٦) يَمانِيَة، سُمِّيَت بذلك، لاتّساعها، والفَقْحَة: مِنْدِيلُ الإِحرامِ، يمانيَة.

  وتَفَاقَحُوا، إِذا جَعَلُوا ظُهورَهُم إِلى ظُهورِهِم، كما تقول: تَقَابَلوا وتَظاهَروا.

  وهو مُتَفَقِّحٌ للشَّرِّ، أَي متهَيِّئٌ له.


(١) بالأصل: «قبضاء» ومثله في اللسان، وما أثبت قبصاء عن اللسان (قبص). والقبص: ارتفاع في الرأس وعِظَم.

(٢) ضبط اللسان: وفُطِّح النخلُ: لقِّح.

(٣) عن القاموس وبالأصل: فلان.

(٤) بالأصل «بالحمضيض» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله بالحمضيض كذا بالنسخ والصواب الحمصيص كما في اللسان. قال المجد: والحمصيص محركة، وقد تشدد ميمه: بقلة رملية حامضة تجعل في الاقط واحدتها بهاء» والعبارة في اللسان: كما يلزق بالتربة والحمصيص.

(٥) الأصل واللسان، وفي التهذيب: النَّور.

(٦) في اللسان: فُقّاحة، وفي التكملة فَقَّاحة. وكلاهما ضبط قلم.