تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لتخ]:

صفحة 307 - الجزء 4

  كُلُّ مَوضِعٍ يَتَّخذه الزَّارِعُ على زَرْعِه، ويكون فيه، يَحفَظ زُرُوعه. وكذلك النَّاطُور يَتَّخذه يَحفظ ما في البُسْتَان. وأَهل مَرْوَ يَقولون: كاخٌ للقَصْر الّذي يُتَّخَذ في البُستان والمواضع. ج أَكواخٌ وكُوخَانٌ⁣(⁣١) وكِيخَانٌ وكِوَخَةٌ، الأَخير بكسْر ففتح.

  * ومما يستدرك عليه:

  لَيلةٌ كاخٌ: مُظلمةٌ.

فصل اللام مع الخاءِ المعجمة

  [لبخ]: لَبَخَ، كَمَنَعَ: ضَرَبَ، وأَخَذَ، وقَتَلَ، يَلْبَخُه لَبْخاً. ولَبَخَ: احْتَالَ للأَخْذِ، ولَبَخَ: شَتَمَ.

  واللَّبَخَةٌ، محرَّكَةً: شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ مِثْلُ الدُّلْب، ثَمَرُهَا أَخضَرُ كالتَّمْرِ حُلْوٌ جداًّ لكِنَّه كَرِيهٌ ولا يَنبُت إِلّا بأَنْصِنَا من صعِيدِ مِصْر، لأَبي حنيفة. وقيل: هي شجرةٌ عَظيمة مثْلُ الأَثْأَبَة أَو أَعظمُ، وَرَقُهَا شَبيهٌ بورَقِ الجَوز، ولها جَنًى كجَنَى الحُمَّاطِ مُرٌّ، إِذا أُكِلَ أَعطَشَ، وإِذا شُرِبَ عليه الماءُ نَفَخَ البَطْنَ، حكاه أَبو حنيفةَ، وأَنشد:

  مَنْ يَشْربِ الماءَ ويأْكُلِ اللَّبَخْ

  تَرِمْ عُرُوقُ بَطْنِه ويَنْتَفِخْ

  قال: وهو من شَجر الجِبال. قال صاحب اللسان: وأَخبرني العالم به أَنَّه رآها بأَنْصِنا، وذكر أَنّه جيِّدٌ لوَجَعِ الأَضراس، وإِذا نُشِرَ خَشَبُه أَرعَفَ ناشِرَهُ⁣(⁣٢)، ويُنشَر أَلواحاً فيبلُغ اللوْح منها خمسين ديناراً، يَجعله أَصحابُ المراكب في بناءِ السُّفن. وزعَم أَنّه إِذا ضُمَّ لَوْحَانِ مِنْه ضَماًّ شديداً وجُعلا في الماءِ سنَةً صَارَا لَوْحاً واحداً والْتَحَمَا، ولم يذكر في التهذيب أَنْ يُجْعَلَا في الماءِ سنةً ولا أَقل ولا أَكثرَ.

  وعن أَبي باقلٍ الحَضْرَميِّ قال: بَلَغَنِي أَنَّ نَبِياًّ: من أَنبياءِ بني إِسرائيلَ شَكَى إِلى الله تعالَى الحَفَرَ، محرَّكَةً أَو بفتح فسكون⁣(⁣٣)، فأَوْحَى إِليه أَنْ كُلِ اللَّبَخَ فأَكَلَه فشُفِيَ.

  قال صاحبُ اللِّسَان: ورأَيتها أَنا بجزيرة مصر، وهي من كبار الشّجَر وأَعجب ما فيه أَنْ قِيلَ: كان سُمّاً يَقتُل بِفَارِسَ فنُقِلَ إِلى أَرض مِصْر فزالَتْ سُمِّيَّتُه وصار يُؤْكل ولا يَضرُّ. ذكره ابن البيطار العَشّاب في كتابه الجامع⁣(⁣٤).

  واللُّبُوخ، بالضّمّ: كَثْرَةُ اللَّحْمِ في الجَسَد. ومنه اللَّبِيخُ، كأَمِيرٍ: الرَّجلُ اللَّحِيم. وهي لُبَاخِيَّة، كغُرابيَّةٍ: كثيرةُ اللَّحمِ ضَخْمة الرَّبَلة تامّة، كأَنّهَا منسوبة إِلى اللُّبَاخِ.

  ويقال للمرأَةِ الطَّوِيلَةِ العَظيمةِ الجِسمِ: خِرْبَاق ولُبَاخيّة.

  واللَّبِيخَةُ: نافِجَةُ المِسْكِ. والتَّلَبُّخُ: التَّطيُّبُ به، كلاهما عن الهجريّ. وأَنشد:

  هَدَاني إِليها رِيحُ مِسْكٍ تَلَبَّخَتْ

  به في دُخانِ المَنْدَليِّ المُقصَّدِ

  واللِّبَاخ، كَالكِتَابِ: اللِّطَامُ والضِّرَابُ، وقد لابخَ يُلابخ مُلابخةً ولِبَاخاً.

  [لتخ]: لَتَخَهُ، كمنَعَهُ: لَطَخَه، الطاءُ لغة في التاءِ، وعن اللَّيث: اللَّتْخ الشَّقّ. وقد لَتَخَه إِذا شَقَّه. ولَتَخَه [فُلاناً]⁣(⁣٦) بالسَّوْط: سَحَلَه وشَقَّ جِلْدَه وقَشَرَه.

  وتَلتَّخَ مثْل تَلَطَّخَ.

  ويقال: رَجُلٌ لَتِخَةٌ، كفَرِحَة: داهيَةٌ مُنكَرٌ، هكذا حكاه كُراع. وقد نَفَى سيبويه هذا المِثالَ في الصِّفات.

  واللَّتْخَانُ، بفتح فسكون: الجائعُ، عن كُراع، والمعروف عند أَبي عبيدٍ الحاءُ، وقد تقدّم.

  [لخخ]: لَخَّ في كلامِه: جاءَ بِهِ مُلْتبِساً مُسْتعْجِماً، وفيه لَخَّةٌ.

  ولَخِخَتْ عَيْنُهُ، كفَرِحَ. إِذَا الْتَزَقَتْ من الرَّمَصِ، كلَحِحَتْ.

  ولَخَّتْ عَيْنُهُ تَلِخُّ لَخاًّ ولَخِيخاً: كَثُرَ دَمْعُهَا وغلُظَت أَجفَانُها، أَنشد ابنُ دُرَيد:

  لا خَيْرَ في الشَّيْخ إِذَا مَا أَجْلخَّا⁣(⁣٥)

  وسَالَ غَرْبُ عَيْنِه فَلَخَّا


(١) في إِحدى نسخ القاموس والتكملة «وكوخات».

(٢) في معجم البلدان: ربما أرعف ناشرها.

(٣) الحَفْرُ والحَفَرُ: فساد أصول الأسنان (عن التكملة).

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قال في التكملة: وقد أبصرت هذه الشجرة في زبيد ورأيت ثمرتها وهي مثل المشمشة الخضراء وأهل زبيد يطبخونها مع اللحم».

(٦) سقطت من المطبوعتين المصرية والكويتية وما أثبتناه من القاموس.

(٥) أي إِذا ما ضعف، وفتر عظامه وأعضاؤه.