تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ندخ]:

صفحة 318 - الجزء 4

  أَكْرِمْ أَميرَ المؤمنين النَّخَّا

  والنَّخُّ: بسَاطٌ طَويلٌ طُولُه أَكثرُ من عَرْضه، وهو فارسيٌّ معرَّب، وجمْعه نِخَاخٌ.

  والنَّخُّ: قَوْلُكَ للبَعِيرِ في الزَّجر إِخْ إِخْ، على غير قياسٍ. وقد نَخْنَخهَا فَتَنَخْنَخَت: أَبْرَكَها فبَرَكتْ. قال الشاعر:

  ولَو أَنَخْنَا جَمْعَهُمْ تَنَخْنَخوا

  وقال أَبو منصور: وسَمعت غيرَ واحدِ من العرب يقولُ: نَخْنِخْ بالإِبل، أَي ازْجُرْهَا بقولك: إِخْ إِخْ، ليَبْرُكَ⁣(⁣١). وقال اللَّيث: النَّخنَخة من قَولك: أَنَخْتُ الإِبلَ فاستناخَتْ، أَي بَرَكَتْ، ونَخْنَخْتُهَا فَتَنَخْنَخَت، من الزَّجْر. وأَمّا الإِناخَة فهو⁣(⁣٢) الإِبراكُ، لم يُشْتَقّ من حكاية صَوت، أَلَا تَرَى أَنَّ الفَحْل يَستَنِيخ النَّاقَةَ فَتَنَخْنَخُ له. والنَّخُّ من الزَّجر من قولك إِخْ، يقال: نَخَّ بها نَخًّا شديداً، ونَخَّةً شديدةً، وهو التأْنِيخ⁣(⁣٣) أَيضاً. وقال ابنُ الأَعْرَابيّ: نَخْنَخَ، إِذا سَارَ سَيْراً شديداً، وتَنَخْنَخَ البَعيرُ: بَرَكَ.

  والنُّخُّ، بالضّمّ: المُخّ، كالنُّخَاخَةِ، ويقال: هذا من نُخّ قلْبي، ونُخَاخَة قلْبي، ومن مُخّ قلْبي، أَي من صافيه.

  وفي الحديث: «ليسَ في النَّخَّةِ صَدَقَةٌ» واختُلِف في تفسيره، فقيل: النَّخَّةُ، بالفتح: الرَّقِيقُ من الرِّجال والنساءِ، يَعْنِي المماليكَ، نقله الأَزهريّ عن أَبي عبيدةَ. وعن ابن شُمَيْل: هذه نَخَّة بنِي فُلانٍ، أَي عَبْدُ بنِي فلانٍ وقال الكسائيّ: إِنّمَا هو البَقَرُ العَوَامِلُ، ويُضَمُّ في هذه، وقال ثعلب: هو الصّواب. واختار ابن الأعرابيّ من هذه الأَقاويلِ: النَّخّةُ الحُمُرُ⁣(⁣٤)، وهو اسمٌ جامعٌ لها. قال ويقال لها الكُسْعَة⁣(⁣٥)، ويُثَلَّثُ. وقال قَومٌ: النَّخَّة: المُرَبَّيَاتُ في البُيُوتِ وقال أَبو سَعِيد: كلُّ دابّة استُعمِلتْ من إِبلٍ وبَقرٍ وحُمُرٍ ورَقِيقٍ فهي نَخّة ونُخّة. وقال قَومٌ: النَّخّة: الرِّعَاءُ، ويُضمُّ في هذه على ما اشتهَرَ في البادية. وقال آخرُون: النّخّة الجَمَّالُون.

  والنَّخَّة مِن الخَبَرِ ما لمْ يُعْلَمْ حَقُّه من باطِلِه. والنَّخَّة مِن المَطرِ: الخفِيفُ. والنَّخَّة أَنْ يأْخُذ المُصَدِّقُ دِيناراً لنفْسِه بعد فَراغِه من الصّدَقة. قال:

  عَمِّي الّذي مَنَعَ الدِّينارَ ضاحِيَةً⁣(⁣٦)

  دِينارَ نَخّةِ كَلْبٍ وهو مَشهودُ

  واسمُ الدِّينار نَخَّةٌ، أَيضاً، وبكلّ ذلك فُسِّر قوله ÷ المتقدّم ذكرهُ.

  والنَّخِيخة: البَخِيخةُ وهو زُبْدٌ رَقيقٌ يَخرجُ من السِّقاءِ إِذا حُمِلَ على بَعيرٍ بعْد ما خرَجَ زُبْدُه الأَوّل، فيُمْخَض فيَخْرج منه زُبدٌ رَقيقٌ.

  ونَخْنَخه: نَحَّاه وزَجَره. ونَخْنَخَ زيْدٌ: سارَ سَيْراً شديداً عن ابنِ الأعرابيّ. ونَخْنَخَ الإِبلَ: أَبرَكَها، فتَنخْنختْ: فبَرَكَتْ قال الشاعر:

  ولو أَنَخْنَا جَمْعَهمْ تنَخْنَخُوا

  وتَنَخْنَخَت النّاقَةُ، إِذا رَفَعَتْ صَدْرَهَا عن الأَرْضِ وهي باركَة.

  وسَعْدُ الدِّينِ بنُ نَخِيخٍ، كأَمِير: جَدّ أَصحابِنا الفقهَاءِ من الخُرَاسانيِّين، له روايةٌ في الحديث وشِعْرٌ رائقٌ.

  [ندخ]: الأَنْدَخُ: المائِقُ القلِيلُ الكلامِ.

  والمُنْدَخ، كمِنْبَرٍ: مَنْ لا يُبَالِي بما قيلَ له من الفُحْشِ أَو قال له⁣(⁣٧).

  وتَندَّخَ الرَّجلُ إِذا تَشبَّعَ بما ليس عندَه.

  وندَخَ كمَنَعَ: صَدَمَ. يقول راكبُ البحْرِ: ندَخْنَا ساحِلَ كذَا، وأَندَخْنَا المَرْكَبَ السَّاحِلَ: صَدَمْنَا.

  وأَنْدَخُ: مدينةٌ بالعجم.

  [نذخ]: نَذَخَ العَيْرُ، وفي نُسخَة: البَعِيرٌ كَمَنَعَ: سَعَى سَعْياً شَدِيداً، كأَنْذَخَ.


(١) التهذيب: حتى تبرك.

(٢) كذا بالأصل واللسان والتهذيب.

(٣) الأصل والتهذيب، وفي اللسان: النائخ.

(٤) التهذيب واللسان: الحمير.

(٥) عبارة تغلب في المجالس ٢/ ٣٧٠: النخة: الحمير، والكسعة. العبيد.

(٦) عن التهذيب واللسان، وبالأصل: صاحبة.

(٧) في التكملة: ما قيل له من الفحش ولا ما قال.