تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الباء الموحدة مع الدال المهملة

صفحة 354 - الجزء 4

  وأَبو الأَبرَد زيادٌ: تابعيٌّ، وهو مولَى بني خَطْمَةَ، روَى عن أُسَيد بن ظُهَير، وعنه عبد الحميد بن جَعفر، ذَكرَه ابن المهندس في الكُنَى.

  وبَرْدَشِير⁣(⁣١)، بفتْحٍ فكسْرِ الشين أَعظم د، بكِرْمَانَ مما يَلِي المفازةَ، قال حَمزةُ الأَصفهانيُّ: هو مُعَرّب أَزْدَشِيرَ بن باركَان⁣(⁣٢) بَانِيهِ وأَهْل كِرْمانَ يُسمّونها كواشير، فيها قَلعةٌ حَصينةٌ، وكان أَوّل مَن اتَّخذ سُكنَاها أَبو عليّ بن الياس، كان ملِكاً بكِرْمَانَ في أَيّام عَضُدِ الدّولةِ بنُ بُوَيه، وبينها وبين السِّيرجان مَرحلتانِ، وبينهما وبين زَرَنْد مَرحلتانِ، وشُرْبُهم من الآبار، وحولَهَا بَساتينُ تُسْقَى بالقُنِيّ، وفيها نَخْلٌ كثيرٌ.

  وقد نُسِبَ إِليها جَماعَةٌ من المحدِّثين منهم: أَبو غانمٍ حمد⁣(⁣٣) بن رِضوانَ بن عبيد الله بن الحسين⁣(⁣٤) الشافعيّ الكِرْمانيّ البَرْدَشِيريّ، سَمعَ أَبا الفضل عبد الرحمن بن أَحمد⁣(⁣٥) بن محمّد الواحديّ المفسِّر، وغيره، ومات ببَرْدَشير⁣(⁣٦) في صفر سنة ٥٢١. وقال أَبو يَعْلَى محمّد بن محمد البغداديّ:

  كم قَد أَرَدْتُ مَسِيراً

  مِن بَرْدَسِيرَ البَغِيضَهْ⁣(⁣٧)

  فَرَدَّ عَزْمِيَ عنْها

  هَوَى الجُفُونِ المَرِيضَهْ

  كذا في المعجم.

  وبَرْدَرَايَا، بفتح الدال، والراء وبين الأَلفين ياءٌ: ع أَظنّه بنَهْرَوَانِ بَغْدَادَ، أَي من أَعمالها، ولو قدَّم هذا على بَرْدشير كان أَحسن.

  * ومما يستدرك عليه:

  في حديث أُمِّ زَرْعٍ «بَرُودُ الظِّلّ» أَي طَيِّب العِشْرةِ، [وفَعُول] يَستوِي فيه الذَّكر والأَنثَى.

  وإِبْرِدَة الثَّرَى والمطَرِ: بَرْدُهما. وهذا الشيْءُ مَبْرَدَة للبَدَنِ، قال الأَصمعيّ: قلْت لأَعرابيّ: ما يَحمِلُكم على نَومَة الضُّحَى؟ قال: إِنَّها مَبْرَدَةٌ في الصَّيْف مَسْخَنَة في الشِّتاءِ.

  وعن ابن الأَعرابيّ: البارِدة: الرَّبَاحَة في التِّجارة سَاعةَ يَشتَرِيهَا. والباردة: الغَنِيمةُ الحاصلة بغير تَعَبٍ.

  وفي الحديث «الصَّومُ في الشِّتَاءِ الغَنِيمَةُ البَارِدَة»، وهي التي تَجِيءُ عَفْواً من غير أَن يُصْطَلى دُونَها بنَارِ الحَرْب ويُبَاشَرَ حَرُّ القِتَالِ، وقيل الثابتة، وقيل الطَّيِّبة. وكلُّ مُستطابٍ مَحبوب عندهم باردٌ.

  وسَحَابَة بَرِدَةٌ، على النَّسب: ذاتُ بَرْدٍ، ولم يقولوا بَرْدَاء.

  وقال أَبو حنيفَةَ: شَجَرَةٌ مَبْرُودَةٌ: طَرَحَ البَردُ وَرَقَهَا. وقَولُ الساجع:

  وصِلِّيَاناً بَرِدَا

  أَي ذو بُرودةٍ.

  وقال أَبو الهَيْثم: بَرَدَ المَوتُ على مُصْطَلاه، أَي ثَبتَ عليه. ومُصطَلاهُ: يداه ورِجْلاه ووَجْهُه وكلُّ ما بَرزَ منه، فبَرَدَ عند مَوتِه وصارَ حرُّ⁣(⁣٨) الرُّوح منه بارداً، فاصطَلَى النّارَ ليُسخِّنه.

  وقولهم لم يَبْرُدْ منه شيْءٌ، المعنَى لم يَستقرّ ولم يَثبُتْ، وهو مَجاز.

  وسَمُومٌ بارد، أَي ثابتٌ لا يَزول ومن المَجاز: بَرَدَ في أَيديهم سَلَماً: لا يُفدَى⁣(⁣٩) ولا يُطلَق ولا يُطْلَب.

  والبَرود، كَصبورٍ: البارِد. قال الشاعر:

  فبَاتَ ضَجِيعِي في المَنَامِ مَعَ المُنَى

  بَرُودُ الثّنَايَا واضِحُ الثَّغْرِ أَشْنَبُ


(١) في اللباب بردسير بالسين المكسورة.

(٢) في معجم البلدان: أردشير بن بابكان.

(٣) معجم البلدان: أحمد.

(٤) معجم البلدان: الحسن.

(٥) ثمة نقص في الكلام والعبارة في معجم البلدان: سمع أبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرئ، وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمّد الواحدي ...

(٦) معجم البلدان: بردسير بالسين.

(٧) عن معجم البلدان، وبالأصل: من بردشير المغيضة

(٨) عن اللسان، وبالأصل «جزء».

(٩) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله برد في أيديهم، الذي في الأساس: وبرد فلان أسيراً في أيديهم إِذا بقي سَلَماً لا يفدى».