تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[تقد]:

صفحة 369 - الجزء 4

  ابن محمد، هكذا في سائر نُسخ القاموس، وهو شاعرٌ، والّذي يَغلِب على ظَنّي أَنَّه التَّزِيديّ، بالزّاي بدل الرّاءِ، إِلى بلْدة باليمن يُنسَج بها البُرود. والشاعر المنسوبُ إِليها هو عَمْرُو بن مالكٍ⁣(⁣١)، القائلُ:

  ولَيلتُهَا بآمِدَ لم نَنَمْهَا

  كلَيْلتِنا بِميَّافَارِقينَا

  وماتُرِيدُ، بالضّمّ، قال شيخُنَا: الصّوابُ في مِثل هذا أَن تُعدَّ حُروفُه كلُّهَا أُصولاً، فتُذكَر في فصل الميمِ، لأَنّ البلْدة أَعجميّة. وإِن كان عَربيًّا فالصواب أَن يُذكَر في فصل الرّاءِ، لأَنّهَا مضارع أَرادَ يُرِيد مُسنَداً للمُخاطَب. أَمّا ذِكرُها هُنا فخارجٌ عن الطَّريقَين. قاله شيخُنَا⁣(⁣٢) - ة بِبُخارَا، مثْله في شرْح المقاصدِ، وشُروح الأَمالي وغيرها. وقيل: قَرية أَو مَحَلَّةٌ بسَمَرْقَنْدَ. والّذي ذَكَره ابن السِّمعَانيّ، وهو أَعْرَفُ بها، أَنّها مَحلّة بسَمَرْقَنْدَ. منها الإِمام أَبو منصور محمّد بن محمّد بن محمود الماتُرِيديّ، ويقال الماتُرِيتيّ، إِمام الهُدَى الحَنَفيّ المفسِّر المِتكلّم، رَأْس الطائفةِ الماتُرِيديّة، نَظير الأَشعريّة، مات سنة ٣٣٣ بعد موت أَبي الحسن الأَشعَريّ بقليل.

  [تقد]: التِّقْدَةُ، بالكسْر وتفتح مع كسر القاف، الأَخيرة عن الهَرويّ: الكُزْبَرَةُ والكَرَوْيَاءُ، حكَاه ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ، ذكرَه بعد ذِكْرِه التِّقْدة، بمعنى الكُزْبَرَة، وصَوّبها الأَزهَرِيّ. وذَكَره الأَزهريّ⁣(⁣٣) في النُّون أَيضاً فقال: والنِّقْدَة: الكَرَوْيَاءُ.

  * ومما يستدرك عليه:

  التُّقَيِّدَةُ مَوضعٌ في باديَةِ اليَمامة⁣(⁣٤).

  [تقرد]: التِّقْرِدُ، كزِبْرِحٍ، أَهملَه الجوهريّ، وقال اللَّيث وابن دُريد وأَبو حنيفةَ عن بعضِ الرُّواة: هو الكَرَوْيَاءُ، كذا في التهذيب في الرُّباعيّ أَو التِّقْرِد الأَبْزَارُ كلُّها، كذا عن ابن دُريد⁣(⁣٥)، وهو عند أَهلِ اليمن، وروَى ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ: التِّقْدَةُ: الكُزْبَرَة، والتِّقْدَة الكَرْوياءُ. قال الأَزهريّ: وهذا هو الصّحِيح، وأَمّا التِّقْرِد فلا أَعرفه في كلام العرب.

  [تلد]: التّالِدُ، كصاحِبٍ، والتَّلْد، بالفتْح، والضّمّ، والتحريك، والتِّلَادُ، بالكسر، والتَّلِيد، كأَمِير، والإِتلَادُ⁣(⁣٦)، كالإِسنام، والمُتْلَد، كمُكْرَم، الأَخيرة عن ابن جِنِّى، فهذه ثَمان لُغاتٍ ذَكرَها ابن سيده في المحكم: ما وُلِدَ عندَك من مالِكَ أَو نُتِجَ، ولذلك حكَمَ يعقوبُ أَنَّ تاءَه بَدلٌ من الواو، وهذا لا يَقْوَى، لأَنّه لو كان ذلك لرُدَّ في بعْضِ تَصاريفه إِلى الأَصْل. وقال بعض النَّحوِّيين: هذا كلُّه من الواو. فإِذا كان ذلك فهو معتلٌّ وقيل: التِّلاد: كلُّ مالٍ قديمٍ من حيوان وغيره يُورَث عن الآباءِ، وهو نَقيض الطارفِ.

  تَلَدَ المالُ يَتْلُدُ ويَتْلِد تُلُوداً كعُقُودِ، وأَتْلَدَه هُوَ. وأَتْلَدَ الرَّجُلُ، إِذَا اتّخذَ مالاً.

  ومالٌ مُتْلَدٌ: قديمٌ. وخُلُقٌ، بضمّتين⁣(⁣٧) مُتَلَّدٌ، كمُعظَّم، هكذا في النُّسخ، وقد سقطَ من بعضِ النُّسخ: قَدِيمٌ، والصواب أَنّه كمُكْرَم⁣(⁣٨)، لما أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:

  ماذَا رُزِئْنا منكِ أُمَّ مَعْبد

  مِن سَعَةِ الخُلْقِ وخُلْقٍ مُتْلَدِ

  والتَّلِيدُ والتَّلَدُ، محرّكَةً: مَنْ وُلِد بالعَجَمِ فحُمِلَ صَغِيراً فنَبَتَ، هكذا في النُّسخ بالنُّون، وفي بعضها بالمثلّثة ثمّ بالموحّدة⁣(⁣٩)، ببِلادِ الإِسلام. ورُوِيَ عن الأَصمعيّ أَنّه قال: التَّليد: ما وُلِد عند غيرك ثم اشترَيْتَه صغيراً فثَبتَ عندَك، والتِّلاد: ما وَلَدْتَ أَنت. قال أَبو منصور: سَمعْت رَجلاً من أَهل مكّةَ يقول: تِلَادِي بمكّة، أَي مِيلادي، وقال اللِّحْيَانيّ: رَجلٌ تَلِيدٌ في قوم تُلَداءَ، وامرأَةٌ تَليدٌ في نِسْوَة تَلَائدَ وتُلُدِ.


(١) في معجم البلدان: عمرو بن مالك الزهري.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله قال شيخنا هو مكرر مع عزوه له في صدر العبارة.».

(٣) تهذيب اللغة ٩/ ٤١٣.

(٤) في معجم البلدان: تُقَيِّد ... وقد يزاد في آخرها هاء: ماء لبني ذهل بن ثعلبة، وقيل: ماء بأعلى الحزن.

(٥) الجمهرة ٢/ ٢٥٤ وانظر تهذيب اللغة ٩/ ٤١٣.

(٦) بالأصل: والأتلاد بفتح الهمزة، وما أثبت ضبط القاموس ومثله في اللسان والصحاح.

(٧) في القاموس - ضبط قلم - وخَلْقٌ.

(٨) وهي عبارة اللسان والصحاح.

(٩) وهي رواية اللسان، وبالنون عبارة الصحاح.