تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جخد]:

صفحة 378 - الجزء 4

  بضمّهما، قال سيبويه: رَجلٌ جَدٌّ مجدودٌ، وجمْعه جَدّونَ ولا يُكسَّر، والجَديدِ والمجدودِ. وقد جَدَّ، وهو أَجَدُّ منك، أَي أَحَظُّ. قال أَبو زيد: رَجلٌ جَديدٌ، إِذا كَانَ ذا حظٍّ من الرِّزْق. وجَديدٌ حظِيظٌ، ومَجدُودٌ مَحظوظٌ.

  والجَدُّ، بالفتْح: وَكْفُ البَيْت، وهذه عن المطرِّز، هكذا في نُسختنا، وفي غيرها ما نَصّه: وَكْفُ البيت، وهذه عَن المَطر. وفي نسخة أُخرى. وَكْف البَيْت من المطَر.

  والّذي في التكملة: جَدَّ البيتُ يَجِدّ، إِذا وَكَفَ، عن ابن الأَعرابِيّ. وعلى ما في نُسختنا: «وهذِه عن المطرّز» غريبٌ من المصنّف، فإِنَّ المطرّز رَواه عن ابن الأَعرابيّ، وليس من عادته أَن يَعزُوَ إِلى أَحدٍ إِلّا إِذا تَفرَّدَ فيما عُزِيَ إِليه.

  وهذا ليس من ذلك، فتأَمَّلْ. ويُكْسَر.

  والجَدّ: القَطْعُ، جدَدْتُ الشيْءَ أَجُدُّه، بالضّمّ، جَدًّا، قطَعْته. وحَبْلٌ جَدِيدٌ: مَقطوعٌ. قال:

  أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَن يَبِيدَا

  وأَمسَى حَبْلُهَا خَلَقاً جَديدَا⁣(⁣١)

  قال شيخنا: وظاهرُ هذا البَيتِ كالمتناقِض، وهو في الصّحاحِ والِّلسان. وأَورده أَهل المعانِي، انتهى.

  ومنه مِلْحَفَةٌ جَديدٌ، بلا هَاءٍ، لأَنّهَا بمعنَى مفعُولَة.

  وعن ابن سيده: يقال: مِلْحَفَةٌ جَديدٌ وجَديدةٌ، وثَوْبٌ جَديدٌ كما جَدَّهُ الحائكُ، وهو في معنى مَجدود، يُرَاد به حين جَدّه الحائكُ، أَي قَطَعه. ويقال: ثَوبٌ جَدِيدٌ: قُطِعَ حَديثاً، ج جُدُدٌ كَسُرُرٍ، بضمّتين، كقَضيب وقُضُبٍ، قاله ابن قُتَيْبَة ونقله ثَعلب. وحَكَى فتْحَ الدالِ أَيضاً أَبو زيد وأَبو عُبيد عن بعض العرب، وحكَى المبرّد الوجهين، والأَكثرون على الضّمّ.

  والجَدُّ، بالفتح: صِرَامُ النَّخْلِ وقد جَدّه يَجُدّه جَدّاً، كالجِدَاد، بالكسر، والجَدَاد، بالفتح، عن اللِّحْيَانيّ. وقيل الحِدَاد⁣(⁣٢) بمهملتين قطْع النّخل خاصّة، وبمعجمتين قطع جميع الثِّمار على جهة العموم، وقيل هما سَواءٌ.

  وأَجَدَّ النّخْلُ: حَانَ له أَن يُجَدَّ. وفي الِّلسان: والجِدَاد أَوَانُ الضِّرَامِ. وقال الكسائيّ: هو الجِدَاد والجَدَادُ، والحِصَاد والحَصَاد، والقِطَاف والقَطَاف والصِّرام والصَّرام⁣(⁣٣).

  والجُدُّ، بالضّمّ: ساحِلُ البَحْرِ المتّصل بمكّةَ زيدت شَرفاً ونَواحيها كالجُدَّةِ بالهَاءِ.

  وجُدّةُ بلا لام: اسمٌ لموضعٍ بعَيِنِه منه، أَي من ساحل البحر.

  وفي حديث ابن سيرين «كان يختار الصَّلاةَ على الجُدِّ إِنْ قَدَرَ عَلَيْه». قال ابن الأثير: الجُدّ بالضّمّ: شاطئ النّهر، والجُدّة أَيضاً، وبه سُمِّيَت المدينةُ التّي عند مَكَّةَ جُدَّة. قلت: وهي الآن مدينةٌ مشهورةٌ مَرْسَى السُّفنِ الواردة من مِصْرَ والهِنْدِ واليمن والبَصْرة وغيرها. قال شيخنا: واختُلِف في سبب تَسميتها بجُدَّة، فقيل لكونها خُصَّت من جُدَّة البحر، أَي شاطئه. وقيل سُمّيَت بجُدّة بن جَرْم بن رَيَّان⁣(⁣٤) لأَنّه نَزَلها، كما في الرَّوْض للسُهَيْليّ، وقيل غير ذلك. وقال البَكْريّ في المعجم⁣(⁣٥): الصواب أَنّه هو الذي سُمِّيَ بها، لولادته فيها.

  والجُدُّ بالضّمّ: جانبُ كلِّ شيْءٍ والجُدّ أَيضاً، السِّمَنُ، والبُدْنُ، نقله الصغانيّ وثَمَرٌ كثَمَرِ الطَّلْح، وهو الجُّدَادة، وسيأْتي قريباً. والجُدّ البِئر الّتي تكون في مَوضعٍ كثيرِ الكَلإِ، قال الأَعشَى يُفضِّل عامراً على عَلْقمة:

  ما جُعِل الجُدُّ الظَّنُونُ الّذي

  جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِر

  مِثْل الفُرَاتيّ إِذا ماطَمَى

  يَقْذِف بالبُوصِيّ والمَاهرِ

  والجُدّ: البِئر المُغْزِرَة، وقيل هي القَلِيلةُ الماءِ، ضِدٌّ.

  والجُدّ: الماءُ القَلِيل، وقيل هو الماءُ في طَرَفِ فَلَاةٍ.


(١) ويروى وأضحى حبلها.

(٢) كذا بالأصل، وأراد بالمهملتين الدالين، والصواب الجِداد، وبمعجمتين أَي «الجذاذ» بذالين.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الجداد والجداد الخ أَي بالكسر والفتح في جميع هذه الكلمات، قال في الصحاح واللسان عقب هذه العبارة: فكأن الفَعَال والفِعَال مطردان في كل ما كان فيه معنى وقت الفعل مشبهان في معاقبتهما بالأوان والإِوان».

(٤) عن معجم البلدان، وبالأصل «زبان» وفي جمهرة ابن حزم: ربّان بالموحدة.

(٥) كذا، ولم ترد العبارة في معجم ما استعجم إِنما هي عبارة ياقوت في معجم البلدان.