[صتأ]:
  هَوَى عَلَيْهِمْ مُصْبِئاً مُنْقَضَّا ... فَغَادَرَ الجَمْعَ بهِ مُرْفَضَّا
  والتركيبُ يدلُّ على خُروجٍ وبُروز.
  [صتأ]: صَتَأَه كجَمَعَه مُتعَدِّياً بنفسه، قال ابنُ سيده وصتَأَ لَهُ متعدّياً باللام، قاله الجوهريُّ أَي صَمَدَ له عن ابن دريد، قال شيخنا: وهذه النسخةُ مكتوبةٌ بالحُمْرة في أُصول القاموس، بناءً على أَنها ساقِطَةٌ في الصحاح، وما رأَيْنَا نسخةً من نُسخه إِلَّا وهي ثابتة فيها، وكأَنها سقَطَتْ من نُسخة المُؤلف انتهى(١).
  [صدأ]: الصُّدْأَةُ، بالضمّ من شِياتِ المَعز والخيل وهي شُقْرَةٌ تَضْرِب إِلى السَّوادِ الغالِب وقد صَدُءَ الفَرَسُ والجَدْي يصْدَأُ ويصْدُؤُ كفَرِح وكَرُمَ الأَوّل هو المشهور والمعروف، والقياس لا يقتضي غيرَه، لأَن أَفعال الأَلوان لا تكاد تخرج عن فَعِلَ كفرح، وعليه اقتصر الجوهري وابنُ سيده وابن القُوطِيَّة، وابنُ القطَّاع مع كثرة جمعه للغرائب، وابنُ طَرِيف، وأَما الثاني فليس بمعروف سماعاً، ولا يقتضيه قِياسٌ، قاله شيخنا.
  قلت: والذي في لسان العرب أَن الفِعل منه على وجْهَينِ صَدِئَ يَصْدَأُ وأَصْدَأَ يُصْدِئُ أَي كفرِح وأَفْعَلَ(٢) ولم يتعرّض له أَحدٌ، بل غَفل عنه شيخُنا مع سَعة اطِّلاعه وهو أَي الفرسُ أَو الجَدْيُ أَصْدَأُ كأَحمرَ وهي أَي الأُنثى صَدْآءُ كحَمراءَ، وصَدِئَة، كذا في المحكم ولسان العرب والصَّدَأُ مهموز مقصورٌ: الطَّبَعُ والدَّنَس يرْكَبانِ(٣) الحديدَ، وقد صَدِئَ الحَدِيدُ ونحوه يَصْدأُ صَدَأً وهو أَصْدَأُ: علَاهُ أَي ركِبه الطَّبَعُ بالتحريك وهو الوَسَخُ كالدَّنَس وصَدَأُ الحَديد: وسَخُه، وفي الحديث «إِنّ هذه القُلُوبَ تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الحَدِيدُ» وهو أَن يَركَبها الرَّيْنُ بِمُباشرةِ المَعَاصي والآثام، فَيَذْهب بِجَلائِه(٤) كما يَعلُو الصَّدَأُ وَجْهَ المِرآة والسَّيْفِ ونَحْوهِما.
  وصدِئَ الرجلُ كفرِحَ، إِذا انْتصَب فنظر
  ويقال صَدَأَ المرْأةَ كَمَنَع وصدَأَهَا تَصْدِئَةً إِذا جلاها(٥) أَي أَزال عنها الصَّدَأَ ليكْتَحِلَ به.
  ويقال: كتيبةٌ صدْأَى(٦) وجَأْوَاءُ(٧) إِذا علَيْها وفي بعض النسخ: عِلْيَتُهَا مثل صدأُ الحديد وفي بعض النسخ: عَلَاها ورجُلٌ صَدَأَ مُحرَّكةً إِذا كان لطيف الجسْمِ
  وأَما ما ذُكِر عن عُمرَ رضي الله تعالى عنه أَنه سأَل الأُسْقُفَّ عن الخُلَفاء، فحدَّثه، حتى انتهى إِلى نَعْتِ الرَّابع منهم، فقال: صَدَأٌ من حَدِيدٍ، ويروى صَدَعٌ مِن حَديدٍ، أَرادَ دَوَامَ لُبْسِ الحديدِ لاتّصَال الحُروبِ في أَيَّام عليٍّ رضي الله تعالى عنه، وما مُنِيَ به من مُقاتَلةِ الخَوارِجِ والبُغاةِ، ومُلَابَسه الأُمورِ المُشْكِلة والخُطوب المُعْضِلة، ولذلك قال عُمر ¥: وَا ذَفْراهُ تَضَجُّراً من ذلك واستفحاشاً. ورواه أَبو عبيدٍ غَير مهموز، كأَنَّ الصَّدأَ لغةٌ في الصَّدَع، وهو اللطيفُ الجِسمِ، أَراد أَن عليًّا خفيفُ الجِسم يَخِفُّ إِلى الحُروب ولا يَكْسَل لِشِدَّة بأْسِه وشَجاعته. قال: والصَّدَأُ أَشبهُ بالمعنى، لأَن الصدَأَ له ذَفَرٌ، ولذلك قال عُمَر: وَا ذَفْراه، وهو حدَّةُ رائحةِ الشيءِ خَبِيثاً كان اوْ طَيِّباً(٨) قال الأَزهري: والذي ذَهب إِليه شَمِرٌ مَعناه حَسَنٌ: أَراد أَنه - يَعْنِي عَلِيًّا - خَفِيفٌ يَخُفُّ إِلى الحرب فلا يَكسل وهو حَدِيدٌ لِشِدَّةِ بَأْسِه وشَجَاعته، قال الله ø {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}(٩).
  والصَّدْآءُ كَسلْسَالٍ ويقال الصَّدَّاءُ بالتشديد كَكَتَّانٍ: رَكيَّةٌ قاله المُفضَّل أَو عَيْنٌ، مَا عِندهم(١٠) أَعْذَبُ منها أَي من مائها ومنه المَثَل الذي روَاه المُنْذِرِيُّ عن أَبي الهيثم مَاءٌ ولا كَصَدَّاءَ بالتشديد والمَدّ، وذكر أَن المثَل لِقَذُورَ(١١) بنتِ
(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وما رأينا الخ» قال الصاغاني في التكملة صتأ أهمله الجوهري اه. فهذا يقوي صنيع القاموس.
(٢) بالأصل: «وأصدأ يصدأ أي كفرح وافتعل» وما أثبتناه عن اللسان.
(٣) اللسان: يركب.
(٤) كذا بالأصل، وفي اللسان والنهاية «بجلائها».
(٥) القاموس: جلا صدأها.
(٦) في اللسان: «صدآء» وهي كذلك في نسخة من القاموس.
(٧) عن اللسان، وبالأصل «صأواء».
(٨) اللسان: وادفراه وهو حدة الرائحة خبيثاً كان أو طيباً. وأما الذفر. بالذال فهو النتن خاصة. كذا والصواب ما أثبت هنا وقوله الذفر بالذال النتن صوابه الذفر الدال.
(٩) سورة الحديد الآية ٢٥.
(١٠) عن القاموس، وبالأصل «أو عين ماء».
(١١) عن اللسان وبالأصل «قدور» وفي الكامل للمبرد ٢/ ٦٧٧ ابنة هانيء بن قبيصة.