[صتأ]:
  قيسِ بن خالدٍ الشيبانيِّ، وكانت زَوجةَ لقيطِ بن زُرارة، فتزوّجها بعدَهُ رجلٌ من قومها، فقال لها يوماً: أَنا أَجملُ أَم لقيطٌ؟ فقالت: ماءٌ ولا كَصَدَّاء، أَي أَنت جميل ولست مِثلَه، قال المفضَّل: وفيها يقول ضِرارُ بنُ عَمرٍو السعديُّ:
  وَإِنّي وَتَهْيَامِي بِزَيْنَبَ كَالَّذِي ... يُحَاوِلُ مِنْ أَحْوَاضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا
  قلت: ورَوَى المُبرّد في الكامِل هذه الحكايةَ بأَبسطَ من هذا.
  وأَورد شيخُنا على المؤلّف في هذه المادةِ أُموراً.
  منها إِدخال أَل على صَدَّاءَ، وهو عَلَمٌ.
  والثاني وزنه بسَلسال، فإِن وزنِه عند أَهلِ الصرْف فنعال(١) كما قاله ابن القطَّاع وغيرُه وصَدَّاء وزنُها فَعْلَاء كحَمْراء، على رأْي مَن يَجعلُها من المهموز، انتهى.
  قلت: أَما الأَوَّل فظاهرٌ، وقد تعقّب على الجوهريِّ بمثله في س ل ع. ونصَّ المبرّدُ على مَنْعِه.
  وأَما الثاني ففي لسان العرب: قال الأَزهريُّ: ولا أَدْرِي صَدَّاء فَعَّالاً أَو فَعْلَاء فإِن كان فَعَّالاً فهو من صَدَأَ يَصدأُ أَو صَدِئَ يَصْدَأُ(٢)، وقال شَمِر: صدأَ الهام يصدأُ إِذا صاح(٣) وإِن كان صَدَّاء فَعْلَاء فهو من المُضاعَف، كقولهم: صَمَّاء من الصَّمم.
  قلت: وسيأْتي في ص دد ما يتعلق بهذا إِن شاءَ الله تعالى.
  قال شيخنا: وحكى بعضُهم الضمَّ فيه أَيضاً، وفي شرح الخمر طَاشِيّة بعد ذكرِ القولين: ويُقْصَرُ، اسمُ عَيْنٍ وقيل: بِئْر، ورواية المُبرّد كَحمْرَاء، والأَكثر على التشديد.
  قلت: والذي في سِياق عِبارة الكامل التخفيف عن الأَصمعي وأَبي عبيدة، وكذلك سَمِعَا عن العرب، وأَنَّ مَن ثَقَّل فقد أَخطأَ، ثم قال: وفي شرح أَمالي القالي: سُمَّيت به لأَنها تَصُدُّ مَن شَرِب منها عن غيرها، وفي شَرْح نوادِر القالي: ومنهم من يَضُمُّ الصادَ، وأَنشد ابن الأَعرابيّ:
  كصَاحِب صَدَّاءَ الذِي ليس رَائِياً ... كَصَدَّاءَ مَاءً ذَاقَهُ الدَّهْرَ شَارِبُ
  ثم قال: وقال ابن يزيد: إِنه لا يَصِل إِليها إِلا بالمُزاحمة، لفَرْطِ حُسْنِها، كالذي يَرِدُ هذا الماءَ فإِنه يُزَاحِم عليه لِفَرْطِ عُذُوبَته، انتهى.
  ويقال هو صَاغِرٌ صَدِئ(٤) إِذا لَزِمه العارُ واللَّوْمُ(٥) ويقال: يدِي من الحديد صَدِئَة أَي سَهِكَة وصُدَاء كَغُرابٍ: حيٌّ باليَمنِ هو صُدَاءُ بنَ حَرْب بن عُلَة بن جَلْد بن مالك بن جَسْر من مَذْحِج منهم زِيَادُ بنُ الحارث ويقال: حارثة، قال البُخاري، والأَوَّلُ أَصحُّ، له وِفادة وصُحبة وحَديثٌ طَويل أَخرجه أَحمد وهو «من أَذَّنَ فَهُو يُقِيمُ» الصُّدَائِيُّ هكذا في النسخ، وفي لسان العرب والنّسبة إِليه صُدَاوِيُّ بمنزلة الرُّهاوِيّ، قال: وهذه المَدَّة وإِن كانت في الأَصل ياءًا أَو واوًا(٦) فإِنما تُجْعَل في النَّسبة واوًا، كراهِيَةَ التقاءِ الياءَات، أَلَا تَرَى أَنك تقول رَحًى ورَحَيانِ، فقد علمت أَن أَلف رَحًى ياءٌ، وقالوا في النسبة إِليها رَحَويٌّ لتلك العِلّة.
  وفي نوادِر أَبي مِسْحَل يقال: تَصدَّأَ له وتَصَدَّع له وتَصَدَّى له مُعتَلًّا بمعنى تَعَرَّض له، وأَصله، الإِعلال، وإِنما همزوه فَصاحةً كرَثَأَتِ المرأَةُ زَوْجَها وغير ذلك على قول الفرَّاء.
  وجَدْيٌ أَصْدَأُ وفرَسٌ أَصْدَأُ بَيِّنُ الصَّدَإِ إِذا كان أَسودَ وهو مُشْرَبٌ بِحُمْرَة(٧) وقد صَدِئَ وعَنَاقٌ صَدْآءُ، ويقال: كُمَيْتٌ أَصْدَأَ إِذا عَلَتْه كُدْرَةٌ. وعن الأَصمعيّ في باب أَلوان الإِبل: إِذا خالطَ كُمْتَةَ البعيرِ مِثلُ صَدَإِ الحَدِيدِ فهي الحُوَّةُ، وعن شَمِرٍ: الصَّدْآءُ على فَعْلَاءَ: الأَرضُ التي تَرى حَجَرَها أَصْدَأَ أَحْمَرَ تَضْرِب(٨) إِلى السَّواد، لا تَكُون إِلا غَليظةً، ولا
(١) بهامش المطبوعة المصرية «قوله: فنعال» هكذا بالنسخ ولعله فعلال اه.
(٢) اللسان: صدا يصدو أو صدي يصدى.
(٣) اللسان: صدا الهام يصدو إذا صاح.
(٤) اللسان: صَدِئ.
(٥) في نسخة من القاموس: واللؤم.
(٦) عن اللسان، وبالأصل «وواوا» وفي المصباح المنير: الهمزة إن كان أصلها واواً فقد رجعت إلى أصلها، وإن كان أصلها ياء فتقلب في النسبة واواً كراهة اجتماع وياءات كما. قيل في سماء سماوي وإن قيل الهمزة أصل فالنسبة على لفظها» وهذه الأخيرة أوردها في الأصل.
(٧) في نسخة: مشرب حمرة.
(٨) اللسان: يضرب.