فصل الجيم مع الدال المهملة
  يَستسقون، فأَلْهتْهم عن ذلك، وإِيّاهَا عنَى ابنُ مُقْبِلٍ بقوله:
  سِحْراً كما سَحَرتْ جَرَادَةُ شَرْبَها
  بغُرُورِ أَيّامٍ ولَهْوِ لَيالِي(١)
  والجَرَادَةُ: اسمُ فَرس عَبدِ الله(٢) بنِ شُرَحْبِيلَ، سُمِّيَت بواحِدِ الجَرَادِ، على التشبيه لها بها، كما سمّاهَا بعضهم خَيْفَانَة. والجَرَادَة أَيضاً فَرسٌ لأَبِي قَتَادَةَ الحَارِثِ بن رِبْعِيِ السُّلَميّ الصّحابِيّ، تُوفِّيَ، سنة أَربع وخمسين. وفرسٌ آخَرُ لسَلَامةَ بن نَهَارِ بن أَبي الأَسْود بن حُمْرَانَ بن عَمْرو بن الحارث بن سَدوس. وآخَرُ لعَامرِ بن الطُّفَيْل سيِّد بني عامر في الجاهلّية، وأَخَذَها بعْدُ سَرْحُ(٣) بنُ مالكٍ الأَرَجِيّ(٤) كما نقلَه الصاغانيّ، كلُّ ذلك على التَّشبيه.
  وجَرَادَةُ العَيَّارِ: فَرَسٌ، وأَنكرَه بعضُهم. وقال في قول ابن أَدهمَ النّعاميّ الكَلبيّ:
  ولقدْ لَقيِت فَوَارساً من رَهْطِنا
  غَنَظَوك غَنْظَ جَرَادَةِ العَيّارِ
  ما ذكَره المصنّف، وهو قوله: أَو العَيّارُ اسمُ رَجلٍ أَثْرَم أَخَذَ جَرادةً ليأْكلَها فخَرَجَتْ من مَوضِعِ الثَّرَمِ بَعدَ مُكابَدَةِ العَنَاءِ فصار مَثلاً قال الصّاغانيّ: وهو الصّواب.
  وفي قِصّة أَبي رِغالٍ: فغَنَّتْه الجَرَادَتانِ، وهما مُغنِّيتَانِ كانتا بمكّة في الجاهليّة مشهورتان بحُسْن الصَّوتِ والغنَاءِ، أَو أَنّهما كانتا للنُّعْمَانِ بن المُنْذر.
  ومن المَجاز: يَومٌ جَريدٌ وأَجْردُ، أَي تامٌّ، وكذلك الشَّهر، عن ثعلب. وفي الأَساس: ويقال مَضَى عليه(٥) عامٌ أَجْرَدُ وجَرِيدٌ، وسنة جَردَاءُ كاملة متجرِّدة من النّقص(٦).
  والمجرَّدُ كمعظَّم والجُرْدانُ بالضّمّ، والأَجْرَدُ: قَضِيبُ ذَواتِ الحافِر، أَو هو عامٌّ، وقيل هو في الإِنسان أَصْلٌ وفيما سواهُ مُستعارٌ. ج أَي جمْع الجُردَانِ جَرَادينُ.
  ومن المَجاز: ما رَأَيْتُه مُذْ أَجْردَانِ وجَرِيدَانِ ومُذْ أَبْيضانِ، يريد يَوْمَينِ أَو شَهْرينِ تامَّيْن.
  والجَرَّاد، ككَتّان: جلَّاءُ آنِيَةِ الصُّفْر.
  والإِجْرِدُّ بالكسر كإِكْبِرٍّ، أَي مشدَّدة الراءِ، وقد يُخفّف فيكون كإِثْمِدٍ: نَبتٌ يَدلُّ على الكَمْأَةِ. قال.
  جَنَيْتُها من مُجْتَنًى عَوِيصِ
  من مَنْبِتِ الإِجردِّ والقصيصِ
  وقال النَّضر: الإِجرِدُّ: بَقلٌ له حَبٌّ كأَنّه الفُلْفُل.
  والجَرَاد، بالفتح، م أَي معروف، الواحدة جَرَادةٌ، للذَّكر والأُنثَى. قال الجوهريّ: وليس الجَرَادُ بذَكَرٍ للجَرَادة، وإِنَّمَا اسمٌ للجنْس، كالبَقر والبَقرة، والَّتمْر والتَّمرة، والحَمَام والحَمَامة، وما أَشبهَ ذلك، فحَقُّ مُذكَّرِه أَن لا يكون مُؤَنَّثُه من لفْظه، لئلَّا يَلتَبِس الواحدُ المذكَّر بالجمْع. قال أَبو عُبيد: قيل: هو سِرْوِةٌ، ثمَّ دَبَّى، ثم غَوْغَاءُ، ثم خَيفَانٌ ثمّ كُتْفَانٌ، ثمّ جَرَادٌ. وقِيل: الجَرادُ الذَكرُ، والجرادَة الأُنثَى. ومن كلامهم: رأَيْتُ جَرَاداً على جَرَادةٍ. كقَولهم: رأَيْت نَعَاماً على نَعامة. قال الفارسيّ:
  وذلك موضوعٌ على ما يُحافِظون عليه ويَتْركون غَيرَه الغالبَ إِليه من إِلزام المؤنَّث العلَامةَ، المُشعِرة بالتأْنيث، وإِن كان أَيضاً غيرُ ذلك من كلامهم واسعاً كثيراً، يعنِي المؤنّث الّذي لا علامةَ فيه، كالعَيْن والقِدْر، والمذكَّر الذي فيه علَامة التأْنيث كالحَمَامَة والحَيّة. قال أَبو حنيفة: قال الأَصمعيّ: إِذا اصْفَرَّت الذُّكور واسْودّت الإِناثُ ذَهَبَ عنها الأَسماءُ، إِلَّا الجَرَادَ، يعني أَنَّه اسمٌ لا يُفارِقها. وذَهَب أَبو عُبيدٍ في الجَرَاد إِلى أَنه آخِرُ أَسمائِه.
  وجَرَادٌ(٧): ع، وجَبَلٌ، قيل: سُمِّيَ الموضِع بالجَبَل، وقيل بالعكس، وقيل هما مُتباعدانِ، ومنه قول بعض العرب: «تَركْت جَرَاداً كأَنَّها نَعامَةٌ باركة» أَي كثيرَ العُشْب، هكذا أَورده الميدانيّ وغيره.
  جُرِدَت الأَرضُ فهي مجرودة، إِذا أَكلَ الجَرادُ نَبْتَها.
  وجَرَدَ الجَرَادُ الأَرضَ يَجْرُدها جرْداً: احْتَنَكَ ما عليها من
(١) بالأصل «ولهو باطل» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ولهو باطل الذي في اللسان: ولهوِ ليالي» وهو ما أثبتناه عنه.
(٢) التكملة: عبيد الله.
(٣) التكملة: سرج.
(٤) التكملة: الأرحبي.
(٥) الأساس: عليهم.
(٦) الأساس: النقصان.
(٧) في التكملة: والجُراد، وفي معجم البلدان: جُراد بالضم بوزن غراب ماء في ديار بني تميم ... وقيل: جبل.