تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جعفد]:

صفحة 394 - الجزء 4

  وأَجْلَادُ الإِنسانِ وتَجاليدُه: جَمَاعةُ شَخْصِهِ، أَو جِسْمُهُ وبَدَنُه، لأَنَّ الجِلْد مُحيطٌ بهما. ويقال: فُلانٌ عظيمُ الأَجْلادِ والتَّجالِيدِ. إِذا كان ضَخْماً قَوِيَّ الأَعضاءِ والجِسْم. وجمْع الأَجلادِ أَجالِدُ، وهي الأَجسامُ والأَشخاص. ويقال: عَظِيمُ الأَجلادِ وضَئيلُ الأَجْلادِ وما أَشبَهَ أَجْلادَه بأَجْلادِ أَبيه، أَي شَخْصَه وجِسْمَه.

  وفي الحديث⁣(⁣١) «رُدُّوا الأَيمانَ على أَجالِدهم» أَي عليهم أَنْفُسِهم.

  وفي حديث ابن سِيرِينَ: «كان أَبو مَسعودٍ تُشْبِهُ تَجالِيدُه تَجاليدَ عُمرَ» أَي جِسْمُه جِسْمَه.

  وعَظْمٌ مُجَلَّدٌ، كمُعظَّمٍ: لم يَبْقَ عليه إِلّا الجِلْدُ، قال:

  أَقولُ لحَرْفٍ أَذهبَ السيَّرُ نَحْضَهَا

  فلم يَبْقَ منها غيرُ عَظْم مُجلَّدِ

  خِدِي بِي ابْتلَاك اللهُ بالشَّوقِ والهوى

  وشَاقَكِ تَحْنانُ الحَمَامِ المغرِّدِ

  وفي التَّهذيب: التَّجْليد للإِبل بمَنْزلة السَّلْخ للشّاءِ، وتَجْليدُ الجَزُورِ: نَزْعُ جِلْدها، يقال جَلَّدَ جَزورَه، وقَلَّمَا يقال سَلَخَ. وعن ابن الأعرابيّ: جَزَزْتَ⁣(⁣٢) الضَّأْنَ، وحَلَقْت المِعْزَى، وجَلَّدْت الجَمَلَ، لا تقول العرب غير ذلك.

  وجَلَده يَجْلِدُه جَلْداً، من حَدِّ ضَرَبَ: ضَربَه بالسَّوْطِ، وامرأَة جَلِيدٌ وجَليدةٌ، كلتاهمَا عن اللِّحْيانيّ، أَي مجلودةٌ من نِسْوَةٍ جَلْدَى وجَلَائدَ. قال ابن سيده: وعندي أَنَّ جلْدَى جمعُ جَليدٍ، وجَلائدَ جَمعُ جَلِيدة.

  وجَلَدَه الحَدَّ جَلْداً، أَي ضَرَبه، وأَصابَ جِلْدَهُ، كقَولك: رأَسَه وبَطَنَه.

  ومن المَجاز: جَلَدَه على الأَمْر: أَكْرَهَهُ عليه، نقَله الصاغانيّ.

  ومنه أَيضاً: جلَدَ جاريَتَه: جامَعَها، يَجلِدهَا جَلْداً.

  وجَلَدَت الحَيَّةُ: لَدَغَتْ، وخَصَّ بعضُهُم به الأَسْوَدَ من الحَيّاتِ، قالوا: والأَسْودُ يجْلِدُ بذَنَبه.

  والجَلَدُ، محرّكةً أَن يَسْلَخ جِلْدَ البعير أَو غيره من الدّوابّ فيُلْبِسَه غيرَه من الدَّوابِّ، قال العَجّاج يَصف أَسداً:

  كأَنّه في جَلَدٍ مُرَفَّلِ

  والجَلَدُ: جِلْدُ البَوِّ يُحشَى ثُمَاماً ويُخَيَّلُ به للنَّاقَة فَتَرأَمُ بذلك على غَيْرِ وَلَدِهَا، وفي بعض النُّسخ «على وَلَد غيرها» ومثله في اللِّسان، وفي عبارة بعضهم⁣(⁣٣): الجَلَدُ: أَن يُسْلَخ جِلْدُ الحُوَارِ ثمّ يُحْشَى ثُمَاماً أَو غَيْره من الشَّجر، وتُعطَف عليه أُمُّه فتَرْأَمه. أَو جِلْدُ حُوارٍ يُسْلخ ويُلْبَسُ حُوَاراً آخرَ لتَرْأَمَه أُمُّ المَسْلُوخة. وعبارة الصّحاح: لتَشُمَّه أُمُّ المسلوخ فتَرْأَمَه. وجَلَّد البَوَّ: الجِلْدَ.

  والجَلَدُ أَيضاً: الأَرْضُ الصُّلْبَة - منه حديثُ سُراقَةَ «وحلّ بي فَرسِي وإِني لَفِي جَلَدٍ من الأَرض» - المُسْتَوِيةُ المَتْنِ الغليظةُ، وكذلك الأَجْلَدُ، وجمْع الجَلَدِ أَجلادٌ وجَمع الأَجْلَاد أَجَالِدُ. والجَلَد: الشَّاةُ يموتُ ولدُها حِينَ تضَعُهُ كالجَلَدةِ، محرَّكةً فيهما، قال أَبو حنيفة: أَرْضٌ جَلدٌ، بفتح اللام، وجَلَدَةٌ⁣(⁣٤)، بالهاءِ. وقال مرّةً: هي الأَجالِدُ.

  وقال اللَّيث: هذه أَرضٌ جَلْدةٌ وجَلَدَت ومَكان جلَدٌ⁣(⁣٥).

  والجميع الجَلدَات. وشاةٌ جَلَدَةٌ، جمْعها جِلَادٌ وجَلَدَاتٌ.

  والجَلَد: الكبَارُ من الإِبِل التي لا صغارَ فيها، الواحدة بهاءِ. والجَلَدُ من الغَنمِ والإِبلِ: ما لا أَوْلاد لها ولا أَلْبانَ، كأَنّه اسمُ جمع.

  قال محمد بن المكرّم: قوله لا أَولادَ لها، الظاهر منه أَن غرضَه لا أَولادَ لها صِغار تَدرّ عليها ولا تَدخُل⁣(⁣٦) في ذلك الأَولادُ الكِبَارُ. وقال الفراءُ الجلَدُ من الإِبل: التي لا أَولاد معها، فتَصبِرُ على الحرِّ والبَرْد. قال الأَزهَرِيّ: الجَلَدُ: الّتي لا أَلبانَ لها وقد وَلَّى عنها أَوْلادُها. ويَدخُل في الجَلَدِ بَناتُ اللَّبُون فما فَوْقَهَا من السِّنّ، ويُجمع الجَلَدُ أَجْلاداً وأَجاليدَ⁣(⁣٧)، ويَدخُل فيها المَخاضُ والعشَارُ والحِيَالُ، فإِذا وَضعَت أَولادهَا زالَ عنها اسمُ الجَلَدِ وقيل [لها]⁣(⁣٨): العِشَارُ واللِّقَاحُ.


(١) اللسان والتهذيب: «وفي حديث القسامة ...».

(٢) عن التهذيب، وبالأصل: أجرزت، وفي اللسان: أحرزت. ونبه على رواية اللسان بهامش المطبوعة المصرية.

(٣) وهي عبارة التهذيب.

(٤) ضبطت في اللسان باسكان اللام.

(٥) عبارة اللسان: الليث: هذه أرض جَلْدَةٌ ومكانُ جَلَدَةٌ ومكانٌ جَلَدٌ.

(٦) اللسان: يدخل.

(٧) في اللسان بالرفع فيهما، وما أثبت يوافق ضبط التهذيب.

(٨) زيادة عن التهذيب واللسان.