تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل الحاء) المهملة مع الدال

صفحة 417 - الجزء 4

  استُعِير في الآنِيَة إِذَا نَفِذَ شَرَابُهَا، قال:

  ولنا باطِيَةٌ مَمْلوءَةٌ

  جَوْنَةٌ يَتْبَعُهَا بِرْزِينُهَا

  فإِذا ما حاردَتْ أَو بَكَأَتْ

  فُتَّ عن حاجِبِ أُخْرَى طِينُهَا

  البِرْزِينُ: إِنَاءٌ يُتَّخَذُ مِن قِشْرِ طَلْعِ الفُحَّالِ، يُشْرَب به.

  ويقال: ناقةٌ حَرُودٌ، كصَبُور، ومُحَارِدٌ، ومحَارِدَةٌ، بيّنَةُ الحِرَاد شَدِيدَته، وهي القليلةُ الدَّرِّ.

  والحَرَدُ، محرّكةً داءٌ في قَوائم الإِبِلِ إِذا مَشَى نَفَضَ قَوَائِمَه فضَرَب بهنَّ الأرضَ كثيراً.

  أَو هو داءٌ يأْخُذ الإِبلَ من العِقَالِ في اليَدَيْنِ دُون الرِّجْلَيْن، بعيرٌ أَحرَدُ، وقد حَردَ حَرَداً، بالتحريك لا غيرُ.

  أَو الحَرَدُ يُبْسُ عَصَبِ إِحداهُما أَي إِحدى اليدين من العِقال، وهو فَصيلٌ فيَخْبِطُ بِيَدَيْه الأَرضَ أَو الصَّدْرَ إِذا مَشَى، وقيل: الأَحْرَد: الذي إِذا مَشَى رَفَعَ قَوائمَه رَفْعاً شَديداً ووضَعَهَا مكانَهَا من شِدَّة قَطَافَتِه، يكون في الدَّوَابِّ وغيرِهَا، والحَرَدُ مَصْدَره.

  وفي التهذيب: الحَرَد في البعير حَادِثٌ ليس بِخِلْقةٍ⁣(⁣١).

  وقال ابن شُميلٍ: الحَرَد أَن تَنْقَطِعَ عَصَبَةُ ذِراعِ البَعِيرِ فتَسترْخِيَ يدُه، فلا يَزال يَخْفِق بها أَبَداً، وإِنما تَنقطِع العَصَبةُ من ظاهِرِ الذِّراع، فترَاهَا إِذا مَشَى البَعيرُ كأَنّها تَمُدُّ مدًّا من شِدَّة ارتفاعها من الأِرض ورَخَاوَتِهَا.

  والحَرَدُ: أَن تَثْقُلَ الدِّرْعُ على الرَّجُلِ فلَم يستَطع ولم يَقْدِرْ على الانْتِشَاطِ - وفي بعض النُّسخ: الانْبِسَاط⁣(⁣٢). وهو الصواب - في المَشْيِ وقد حَرِدَ حَرَداً، ورَجلٌ أَحْرَدُ، وأَنشد الأَزهَريّ:

  إِذَا ما مَشَى في دِرْعِه غَيرَ أَحْرَدِ

  والحَرَدُ: أَن يكون بعْضُ قُوَى الوَتَرِ أَطْوَل من بَعضٍ وقد حَرِدَ الوَتَرُ.

  وفِعْلُ الكُلّ حَرِدَ كفَرِحَ، فهو حَرِدٌ ككَتِف.

  والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ، بضمّهما، حِيَاصَةُ الحَظِيرَةِ التي تُشَدّ على حائِط القَصَبِ عَرْضاً، قال ابنُ دريد: هي نَبَطيَّة.

  وقد حَرَّده تَحريداً، والجمع الحَرَادِيُّ.

  وقال ابن الأَعرابيّ: يقال لخَشَبِ السَّقْف: الرَّوَافِدُ، ولِما يُلقَى عليها من أَطيانِ⁣(⁣٣) القَصبِ: حَرادِيُّ. وغُرْفَةٌ مُحَرَّدةٌ: فيها حَرَادِيُّ القَصبِ عَرْضاً. ولا يقال الهُرْديّ.

  والمُحَرَّد، كمُعَظَّم: الكُوخُ المُسنَّم وبَيْت مِحَرَّد.

  مُسَنَّم. والكُوخ فارسيّته لأنه ذُكِر في الخاءِ المعجمة: الكُوخ والكَاخ: بَيتٌ مُسَنَّم من قَصَبٍ بلا كُوَّةٍ، فذِكْرُ المُسَنَّمِ بعد الكُوخ كالتكرار.

  والمُحَرَّد من كلِّ شيْءٍ: المُعْوَجُّ وتَحْرِيدُ الشيْءِ: تَعويجه كهَيئا الطَّاق.

  والمُحَرَّد اسم البَيْتِ فيه حَرادِيُّ القَصَبِ عَرْضاً. وغُرْفَة مُحَرَّدة كذلك، وقد تقدّم.

  وحَبْلٌ مُحَرَّدٌ، إِذا ضُفِرَ فصارَتْ له حُروفٌ⁣(⁣٤) لاعْوِجاجِه.

  وحَرَّدَ الحَبْلَ تَحريداً: أَدْرَج فَتْلَه فجاءَ مُستديراً، حكاه أَبو حنيفةَ. وقال مَرَّةً: حَبْلٌ حَرِدٌ مِن الحَرَدِ: غيرُ مُسْتَوِي القُوَى.

  وقال الأَزهريُّ: سَمِعْتُ العَرَبَ تقول لِلْحَبْلِ إِذا اشتدَّتْ إِغارة⁣(⁣٥) قُوَاهُ حَتَّى تَتَعَقَّد وتَتراكَب: جاءَ بِحَبْلٍ فيه حُرُودٌ.

  وحَرَّدَ الشَّيْءَ: عَوَّجه كهيئةِ الطَّاق.

  وفي التهذيب: وحَرَّدَ زَيْدٌ تَحْريداً، إِذا آوَى إِلى كُوخٍ، هكذا نَصُّ عبارتِه.

  وأَمّا قول المصنّف: مُسَنَّم، فليسَ في التهذيب، ولا في غَيْره⁣(⁣٦). ومَرَّ الكلامُ عليه آنِفاً.

  وتَحَرَّدَ الأدِيمُ: أُلْقِيَ مَا عَلَيْهِ من الشَّعَر.

  وقولُهُم: قَطاً حُرْدٌ، أَي سِرَاعٌ، فقد قال الأَزهريُّ: هذا


(١) في المطبوعة الكويتية: بخلقه» تحريف.

(٢) وهي عبارة التهذيب واللسان والتكملة.

(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «أطنان» وهي أصح.

(٤) في المجمل: لاعوجاجه.

(٥) في التهذيب: غارة.

(٦) في التهذيب والصحاح واللسان عن الأصمعي: البيت المحرّد هو المسنم الذي يقال له كوخ ..