تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حصد]:

صفحة 422 - الجزء 4

  وفي الصّحاح: الحَصَاد كالنَّصِيِّ.

  والحَصَاد: الزَّرْعُ المحصودُ، كالحَصَدِ، محرّكةً، والحَصيدِ، كأَمِيرٍ، والحَصِيدةِ، بزيادة الهاءِ، وأَنشد:

  إِلى مُقْعَدَاتٍ تَطْرَحُ الرِّيحُ بالضُّحَى

  عليهِنَّ رَفْضاً من حَصَادِ القُلَاقِلِ⁣(⁣١)

  أَراد بحَصادِ القُلَاقِل: ما تَنَاثَرَ منه بعدَ هَيْجِه.

  وأَحْصَدَ البُرُّ والزَّرْعُ: حان أَن يُحْصَدَ، كاسْتَحْصَد، قاله ابن الأَعرابيّ. وقيل استَحْصَد: دعَا إِلى ذلك من نفسه.

  وأَحْصَدَ الحَبْلَ: فَتَلَهُ فَتْلاً مُحْكَماً.

  والحَصِيدَةُ: أَسافِلُ الزَّرْعِ الّتي تَبْقَى لَا يَتَمَكَّنُ منها المِنْجَلُ.

  والحَصِيدُ: المَزْرَعَةُ، لأَنَّهَا تُحْصَدُ. وقال الأَزهَرِيّ: الحَصِيدةُ المَزْرَعَةُ إِذا حُصِدَت كُلُّهَا. والجمعُ الحَصائِدُ.

  والحَصِيدُ: الّذي حَصَدَتْه الأَيدِي قالَه أَبو حنيفَةَ. وقيل هو الّذِي انتزعتْه الرِّياحُ فطارَتْ به.

  والمُحْصَد، كمُجْمَل: ما جَفَّ وهو قائمٌ.

  والحَصَدُ، مُحَرَّكةً: نَبَاتٌ، واحدتُه حَصَدَة، أَو شَجَرٌ، قال الأَخطل:

  تَظَلُّ فيه بَنَاتُ الماءِ أَنْجِيَةً

  وفي جَوَانِبِه اليَنْبُوتُ والحَصَدُ⁣(⁣٢)

  والحَصَد: مَا جَفَّ من النَّبَات وأَحْصَدَ، قال النابغةُ:

  يَمُدُّه كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ

  فيهِ حُطَامٌ من اليَنْبُوتِ والحَصَدِ

  والحَصَد: اشْتِدَادُ الفَتْلِ، واسْتِحْكَامُ الصِّناعةِ في الأَوتارِ والحِبَالِ والدُّرُوعِ، بقال: حَبْلٌ أَحْصَدُ وحَصِدٌ، ككَتِف، ومُحْصَدٌ، كمُكرَم، ومُسْتَحْصِدٌ على صيغة اسم الفاعل، وقال الليث: الحَصَدُ مصدرُ الشَّيْءِ الأَحصَدِ، وهو المُحْكَمُ فَتْلُه وصَنْعَته، وحَبْلٌ مُحْصَدٌ، أَي مُحْكَمٌ مَفْتُولٌ، ووَتَرٌ أَحْصَدُ: شَديدُ الفَتْلِ.

  ودِرْعٌ حَصْدَاءُ: ضَيِّقَةُ الحَلَقِ مُحكَمَةٌ صُلْبَةٌ شديدةٌ.

  وشَجَرَةٌ حَصْدَاءُ: كَثيرَةُ الوَرَقِ، نقلهما الصاغانيّ.

  وحَصَدَ الرَّجُلُ: مات، حكاه اللِّحيانيّ عن أَبي طَيْبَةَ، وقال هي لُغتنا. ولُغَةُ الأَكثرِ: عَصَدَ، بالعين المهملة.

  واستَحْصَد الرّجلُ: غَضِبَ، أَو اشْتدَّ غَضَبُه واستحْصَد القَوْمُ: اجتمَعُوا وتَضَافَرُوا.

  واستَحْصَدَ الحَبْلُ استَحْكَم، وكذلك أمرُ القَوْمِ، كاستحْصَفَ.

  والمِحْصَد كمِنْبَرٍ: المِنْجَل الّذي يُجَزُّ به الزَّرع.

  ومن المجاز: رَجُلٌ مُحْصَدُ الرَّأْيِ، كمُجْملٍ: سَديدُه مُحْكَمُه، على التَّشْبيه بالحَبْل المُحْصَدِ. ورأْيٌ مُسْتَحْصِدٌ⁣(⁣٣): مُحْكَم.

  * ومما يستدرك عليه:

  حَصَادُ كُلِّ شجرة: ثَمرتُها.

  وحَصَادُ البُقُولِ البَرِّيَّة: ما تَناثَر من حِبَّتها عند هَيْجِها.

  {وَحَبَّ الْحَصِيدِ}⁣(⁣٤) مِمّا أُضِيفَ إِلى نَفْسه، وقال الليث: أَراد حَبَّ البُرِّ المَحْصُودِ⁣(⁣٥).

  من المجاز: حَصَدَهم بالسَّيْفِ يَحْصُدُهُم حَصْداً: قَتَلَهم، أَو بالَغَ في قَتْلِهمْ، واستأْصلَهم، مأْخُوذٌ مِن حَصْدِ الزَّرع.

  وفي التهذيب: وحَصادُ البَرْوَقِ: حِبَّةٌ سَوْدَاءُ، ومنه قولُ ابنِ فَسْوَةَ:


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله القلاقل، هي بقلة برية يشبه حبها حب السمسم ولها أكمام كأكمامها كذا في اللسان، وفي التكملة: القلقل والقلاقل والقلقلان شيء واحد، والمقعدات: الفراخ التي لم تنهض ولم ينبت ريشها».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «ويروى الخضد بخاء وضاد معجمتين كذا في التكملة» وفي التهذيب: والخضد هو ما تثنى وتكسر وخضد.

(٣) ضبطت في التهذيب: بكسر الصاد. وما أثبت ضبطه عنه وشاهده فيه قول لبيد.

وخصمٍ كنادي الجن أسقطت شأوهم

بمستحصِدٍ ذي مرة وضُرُوع

وضبطت في اللسان والشاهد فيه بفتح الصاد في مستحصد.

(٤) سورة ق الآية ٩ قال الزجاج: نصب قوله: وحبَّ الحصيد أَي وأنبتنا فيها حب الحصيد، فجمع بذلك جميع ما يقتات من حب الحنطة والشعير وكل ما حصد، كأنه قال: وحب النبت الحصيد.

(٥) قال الأزهري: وقول الزجّاج (انظر الحاشية السابقة) أصح لأنه أعم.