تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حقلد]:

صفحة 425 - الجزء 4

  وحَقَائِدُ، قال أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ:

  وَعدِّ إِلى قَوْمٍ تَجِيشُ صُدُورُهمْ

  بِغِشِّيَ لا يُخْفُون حَمْلَ الحَقائِدِ

  وأَحْقَدَه الأَمر صيَّرَهُ حاقِداً، وأَحْقَدَهُ غيرُه. وحَقِدَ المَطَرُ، كفَرِحَ، واحْتَقَدَ، وأَحْقَد: احْتَبس⁣(⁣١). وكذلك المَعْدِن إِذا انقَطَع فلم يُخْرِجْ شَيْئاً.

  قال ابن الأَعرابيّ: حَقِدَ المَعْدِنُ، وأَحقَدَ، إِذا لم يَخْرُج منه شيءٌ، وذهبَتْ مَنَالتُه. ومَعدِنٌ حاقِدٌ ومُحْقِد، إِذا لم يُنِل شيئاً.

  وحَقَدت النَّاقةُ حَقْداً امتلأَت شَحْماً، نقله الصاغانيّ.

  وقال الجوهَريُّ: أَحْقَدُوا: طَلَبُوا من المَعْدِن شَيْئاً فلم يَجِدُوه، قال: وهذا الحرفُ نقَلْتُه من كلامٍ⁣(⁣٢)، ولم أسمعه.

  والمَحْقِدُ كمَجْلِس: الأَصلُ، وهو المَحْتِدُ والمَحْفِد والمحْكِد.

  * ومما يستدرك عليه:

  حَقِدَت السماءُ وحَقِبَتْ، إِذا لم يكُنْ فيها قَطْرٌ.

  والحقُود والمِحْقَد: النّاقَةُ التي تُلْقِي وَلَدَهَا. وعليه شَعَرٌ، نَقَلَه الصاغانيُّ.

  [حقلد]: الحقَلَّد، كَعَمَلَّس: الضَّيِّقُ البخِيلُ، كذا في الصّحاح، وقيل: هو الضَّيِّقُ الخُلُقِ، قاله أَبو عُبيد. ونقلَه الصاغانيّ في العُبَاب والضَّعيفُ، قال شيخُنَا، وهو معْنًى صَحيحٌ أَوردَه غيرُ واحد وتَبِعَهُم المصنِّفُ.

  قلت: أَوردَه الصاغَانيّ في التكملة، وبه فسَّر أَيضاً قولَ زُهير الآتي. وفي قَوْلِ زُهَيْر الشاعر:

  تَقِيٌّ نَقِيٌّ لمْ يُكَثِّرْ غَنِيمةً

  بِنهْكَةِ ذِي قُرْبَى ولا بحَقَلَّدِ

  الآثِمُ، بالمد، اسم فاعل من أَثِم كفَرحَ، لا مصْدَر كما تَوهّمه ابن المُلّا الحَلَبيّ في شَرْحه على المُغنِي. قاله شيخنا وهكذا هو في النسخ.

  قلت: وهو قَوْل أَبي عُبَيْد واستصوبَه شَمِرٌ.

  أَو الحقَلَّدُ هو الحِقْدُ والعَدَاوَة، وبه فَسَّرَ الأَصمعيُّ البيتَ المذْكورَ.

  والقولُ مَنْ قَال⁣(⁣٣) إِنه الآثمُ. وقولُ الأصمعيِّ ضعيفٌ، قاله شَمِرٌ. ورواه ابن الأَعرابِيّ: ولا بحَفَلَّد، بالفاءِ، وفسَّره بأَنّه البَخيلُ، وهو الذي لا تراه إِلّا وهو يُشارُّ الناسَ ويُفْحِشُ عليهم.

  قال أَبو الهَيْثَمِ: وهو باطِلٌ، والرواة مُجْمعُون على القاف.

  والحِقْلِد، كَزِبْرِجٍ: السَّيِّئُ الخُلُقِ ومنهم من قَيَّده بالبَخيلِ.

  وهو أَيضاً: الثَّقيلُ الرُّوحِ، مثل: الحِلْقِد. نقله الصاغانيّ.

  * ومما يُسْتَدْركُ عليه:

  الحَقَلَّد، كعَمَلَّس: عَملٌ فيه إِثمٌ، وقيل: هو الآثمُ بِعَيْنِهِ، وبه فُسّر قول زهير أَيضاً. وأَيضاً: الصَّغِيرُ، كما في اللسان، وأَيضاً: الثَّقِيلُ.

  [حكد]: حَكَدَ إِلى أَصْلِهِ، أَهمله الجوهريُّ. وقال الصّاغانيّ: حَكَدَ إِلى أَصْلِه يَحْكِدُ من حدّ ضَرَبَ: رَجَع.

  وأَحْكَدَ إِليه: تَقاعَس كأَخْلَدَ إِليه، واعتَمَدَ، كحَاكَدَ، راجِعٌ للمعنَى الأَخِير فقط.

  والمَحْكِدُ كمَجْلِس: المَحْتدِ، عن ابن الأَعرابِيّ، يقال: هو في مَحْكِدِ صِدْقٍ، ومَحْتِدِ صِدْقٍ. وقال المَيْدَانيُّ: لُغَة عُقَيْل، وبالتاءِ لُغَة كِلابٍ.

  والمَحْكِد: المَلْجَأُ، حكاه ثَعْلَبٌ، وأَنشد لحُمَيد الأرقطِ:

  ليس الإِمامُ بالشَّحِيحِ المُلْحِدِ

  ولا بِوَبْرٍ بالحجازِ مُقْرِدِ

  إِن يُرَ يَوْماً بالفَضَاءِ يُصْطَدِ

  أَوْ يَنْجَحِرْ فالجُحْرُ شَرُّ مَحْكِدِ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «في نسخة المتن المطبوع بعد قوله: احتبس: والسماءُ لم تُمطرْ. وقد استدركه الشارح بعد».

(٢) الصحاح: كتاب.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والقول: من قال، كذا باللسان أيضاً، وعبارة التكملة: والقول ما قال أبو عبيد: أنه الآثم.